طالب المرج مات دفاعا عن صديقه .. ريـحــان ضحية التصدى لمعاكسة فتاة

المجنى عليه
المجنى عليه

آمال فؤاد 

  جريمة قتل بشعة بكل المقاييس، خطورتها تأتي بسبب حداثة أعمار الجاني والمجني عليه؛ ارتكبها شاب لا يتجاوز عمره 16 سنة، وراح ضحيتها طالب بمدرسة الاورمان الفندقية، بالمرج،؛ المجني عليه دفع حياته ثمنًا للدفاع عن صديقه، أما السبب فهي مشادة تصدى فيها صديقه للمتهم وأصدقائه المشاغبين ونهرهم عن مضايقة ومعاكسة بعض الفتيات امام محطة المترو بالمنطقة، حينها تدخل «المجني عليه» لإنقاذ صديقه من يد»المتهم» وأصدقائه، فتطور الشجار بينهما الى مالم يتخيله عقل؛ حين أشهر المتهم سلاحه «مطواة» وقاده غضبه لطعن المجني عليه طعنات مميته حتى سقط جثة هامدة وفر المتهم وأصدقاؤه هاربين، لتتوالى الاحداث وتصبح حديث الناس في المنطقة، ما ذنب الشاب المسكين ليلقى هذا المصير؟ وكيف استقبلت والدته المريضة وأشقاؤه الصغار خبر مصرعه؟ وكيف سقط المتهم وأصدقاؤه في قبضة رجال الشرطة؟ وما المفاجآت التي كشفت عنها كاميرات المراقبة وشهود العيان؟،  تفاصيل وكواليس وملابسات الحادث تجيب عنها السطور التالية.

صباح يوم الحادث تلقي قسم شرطة المرج بلاغا من مستشفى «جرحات اليوم الواحد» بالمرج يفيد بوصول شاب برفقة أحد أصدقائه مصابا بطعنتين نافذتين على أثرها لفظ أنفاسه الأخيرة  أثناء محاولة إسعافه، فور البلاغ انتقل فريق البحث الجنائي الى المستشفى، ومناظرة الجثة تبين أنها  لشاب في العقد الثاني من عمره يدعى محمد ريحان 17 سنة، يرتدي كافة ملابسه مطعون طعنتين في القلب والرئة وبه جروح وكدمات  في أنحاء جسده، وفور ذلك امرت النيابة  بتشريح الجثة ومعرفة سبب الوفاة واستخراج تصريح الدفن بعدها، وعقب ذلك شكلت الأجهزة الأمنية فريق بحث للوقوف علي ملابسات قتل المجني عليه وسرعة التحريات حول الواقعة وضبط المتهمين.

انتقل فريق البحث الى  مسرح الجريمة امام محطة مترو المرج الجديدة، فريق استمع الى شهود عيان الواقعة من أصحاب المحال القريبة من الواقعة وصديق محمد الذي ضحى بنفسه من أجله قال»أشرف. أ»صديق المجني عليه؛ انه عقب الانتهاء من أداء الامتحان في اليوم الأخير من السنة الدراسية النهائية بمدرسة الاورمان الفندقية، انطلق بصحبة صديقه «المجني عليه» عائدين الى منزلهما وعقب وصولهما محطة المترو محل الحادث استوقفه صديقه واخبره أنه سوف يقوم بشراء بعض الفطائر من أحد المحال القريبة من المحطة يعود بعدها، وقف صديق المجني عليه امام محطة المترو في انتظارعودته وأثناء ذلك خرجت بعض الفتيات من محطة المترو، فشاهد المتهم وأصدقاءه يشرعون في مضايقة ومعاكسة الفتيات، فاقترب اشرف من المتهم وطلب منه أن يكف عن مضايقاتهن وعدم التعرض لهن، فما كان من المتهم وأصدقائه سوى أن انهالوا عليه بالشتائم وتطور الأمر الى حد الاشتباك بالأيدي، وأثناء ذلك وصل صديقه محمد»المجني عليه» وحاول فض الاشتباك فطعنه المتهم طعنتين في صدره، سقط بعدها المجني عليه غارقا في دمائه، وفر المتهون هاربين.

استوقف «أشرف» توك توك وتوجه بصديقه الى مستشفى «اليوم الواحد» بالمرج، وتوالت بعدها الأحداث مثيرة.

كاميرات المراقبة

وعقب تفريغ الكاميرات المحيطة بمسرح الحادث رصدت كاميرات المراقبة مشاهد من بداية الجريمة التي دارت بين المتهم وأصدقائه الثلاثة من ناحية، والمجني عليه وصديقه من ناحية أخرى، كما أوضح فيديو المراقبة مضايقة المتهمين للفتيات في مكان الواقعة التي أقدم عليها المتهم وأصدقاؤه والاشتباك والتشاجر بينهم والمجني عليه وسقوطه ارضًا بعد طعنه وفرار المتهمين بعد ارتكابهم الجريمة.

قام بعض المارة بمساعدة أشرف.م صديق محمد «المجني عليه» و نقلوه داخل توتوك وتوجه به صديقه الى المستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو يوصي صديقه بوالدته وأشقائه، وفور ذلك وعقب نصب الاكمنة المحكمة، وفي اقل من 24 ساعة توصل فريق البحث  الى الجناه وألقي القبض على المتهم وأصدقائه الثلاثه الذين شاركوا في الواقعة وتحرر محضر وأحيل المتهمين الى النيابة؛ في البداية حاول المتهم الرئيسي يوسف.م واصدقائه إنكار التهمة ولكن عقب تضييق الخناق ومواجهتهم بفيديو كاميرات المراقبة اعترفوا تفصيليًا بالجريمة وامرت النيابة بحبس المتهمين الأربعة 4 أيام على ذمة التحقيقات.

ابنك مات

كنا في بيت الأسرة؛ حيث قالت والدة المجني عليه «أمل رضا 47 سنة تعمل في دار مسنين:   إنها كانت تشعر بالقلق والخوف قبل الحادث بيوم لا تعلم سبب قلقها الذي لم تجد له مبررًا وكأن قلبها يحدثها بمكروه يصيبها لكنها لم تتوقع أن يكون نجلها هو سبب انقباض قلبها، في هذا اليوم الساعة الثامنة صباحا خرج محمد لأداء الامتحان وفي تمام الساعة العاشرة النصف ارسل اليها 3 صور له على «الوتس اب» قبل دخوله لجنة الامتحان،وقبل الحادث بساعة ونصف تلقت منه اتصالا اخبرها أنه انتهى من أداء امتحان المادة الأخيرة، وان هناك ثلاث ساعات قبل ذهابه الى العمل الذي من خلال عائده يساعد أسرته في نفقات المعيشة، وسوف  يحضر بعض الفطائر كي يفطر،فأخبرته الأم أنها ستخلد قليلا للنوم حتى يأتي.

لكن هي عدة دقائق تمر بعدها تلقت الأم اتصالا هاتفيًا من احد الأشخاص يخبرها أن ابنها تعرض لحادث وهو الآن في مستشفى اليوم الواحد، طاف بعقل الأم أنه ربما احد أصدقائه يمزح معها ولكن أي مزاح هذا، لم تكذب خبرا توجهت مسرعة الى هناك وعندما وصلت المستشفى وجدت الإطباء يلتفون حول جثمان نجلها، وتقدم نحوها احدهم قائلا لها؛»شدي حيلك البقاء لله»، ولم تتمالك اعصابها وغابت عن الوعي، وعندما افاقت بفضل الأطباء أصرت على أن تلقي النظرة الأخيرة على ابنها وقلبها ينذف الما؛فقد وجدته غارقًا في دمائه ولم تقو على الصمود فسقطت مغشي عليها مرة أخرى.

واستطردت الام المكلومة قائلة وهي في حالة يرثى لها من شدة البكاء تحتضن صورة وملابس نجلها «فقيد الشهامة»:»ياريت كنت أنا» محمد كان  سندنا في الدنيا، غيرمصدقة انه فارق الحياة ولن تراه مرة أخرى، كانت  تمسك في يدها ورقة امتحانه الأخيرة الملطخة بدمائه والدموع تنهمر من عينيها، وذكرت أنها  مريضة «سرطان»وأن ابنها يساعد الأسرة في تربية أشقائه، ويهون عليها مشاق الحياة، فضلا عن انه لم يتركها في رحلة علاجها وتسيطر عليها أحزانها.

تبقى بعض سطور نحكيها عن بطل قصتنا محمد ريحان، شاب في عمر الزهور، يعيش مع أسرته المكونة من أم وشقيقين صغيرين عمرهما لا يتجاوز 9 سنوات، بمنطقة المرج، ارتدى عباءة المسؤولية، متحملا إياها عن والدته بعد وفاة والده،أحبه كل أهالي المنطقة لأخلاقه، فقد عرف الشقاء منذ صغره لم يعرف اللهو والتنزه، عمل كـ «شيف»في أحد الفنادق بالتجمع الخامس لمساعدتها على ظروف المعيشة وتلبية احتياجاته واشقائه الصغار ودراستهم. 

اقرأ أيضًا : بعد عامين من الحكم بإعدام قاتل عروس قليوب.. شقيق المجنى عليها ينتقم بقتل شقيق القاتل

 

 

;