«الحوار الوطنى» فى مهمة البحث عن الحلول .. الثقافـــة.. هويـــة وطــــن تواجــــه تحديــــات كثيـــــرة

 المنصة الرئيسية لجلسة «مستقبل الثقافة فى مصر»
المنصة الرئيسية لجلسة «مستقبل الثقافة فى مصر»

د. أحمد زايد: نناقش صناعات الثقافة وحرية الإبداع عقب عيد الأضحى
حسين زين: لدينا 1.2 مليون ساعة من الأعمال التراثية الإذاعية والتلفزيونية
يوسف القعيد: يوجــد وعــى بالمشـكلة لكــن نحتــاج إلـــى مواجهــة حقيقيــة
عفاف رشاد: لابــد مــن رقابـــة صارمــة علـــى المصنفات الفنية

يستأنف الحوار الوطنى جلساته -فى أسبوعه الخامس- بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، ليواصل بحث الحلول وتلقى المقترحات والتوصيات بشأن العديد من القضايا المطروحة على جدول أعمال الحوار.. وشهدت جلسات الأسبوع الماضى عددا من المناقشات المهمة فى المحاور الثلاث «السياسى، الاقتصادى، المجتمعى».

بدأت يوم الأحد بقضية تشجيع التفاعل بين الجماعة الأكاديمية المصرية ونظيرتها فى الخارج ومتطلبات حرية البحث العلمي، وأيضا مناقشة قانونى: «تنظيم العمل الأهلي، والإدارة المحلية»، وذلك ضمن الجلسات النقاشية للمحور السياسي.

وشهد المحور الاقتصادى بحث قضية إصلاح إدارة المالية العامة ومنها شمولية الموازنة وترشيد الإنفاق وتعزيز الإيرادات، ومناقشة السياسات الصناعية فى جلسة مشتركة بين لجنتى الصناعة والاستثمار الخاص، واختتم الحوار الوطنى أسبوعه الرابع بمناقشة قضية تهديدات الاستقرار الأسرى والتماسك المجتمعى والتى دار فيها الحديث حول العنف الأسرى والمخاطر الإلكترونية..

وأيضا مناقشة مستقبل الثقافة فى مصر كأحد القضايا المهمة للهوية الوطنية وسبل تعظيم الاستفادة من المؤسسات الثقافية المصرية، وهى الجلسة التى شهدت توصيفا للمشكلات والأزمات وطرح الحلول والمقترحات وذلك ضمن جلسات المحور المجتمعى.

قال د.أحمد زايد مقرر لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطنى ومدير مكتبة الإسكندرية إن جلسة مناقشة سبل تعظيم الاستفادة من المؤسسات الثقافية المصرية هى الجلسة الثانية للجنة الثقافة والهوية الوطنية، مشيرا إلى أن الجلسة الأولى تمت خلال الأسبوع الأول للحوار الوطنى وتناولت قضية الهوية الوطنية، أما الجلسة الثانية والتى جاءت فى الأسبوع الرابع تحدثت عن المؤسسات الثقافية المصرية وكيفية الاستفادة منها والدور الذى تلعبه هذه المؤسسات فى رسم السياسة الثقافية المصرية والعقبات التى تواجهها فى تحقيق هذه السياسات، وأيضا كيف يمكن أن تتحقق العدالة الثقافية وكيف تصل إلى جمهور عريض من المجتمع المصري.

وأوضح مقرر لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطني، أنه إلى جانب الموضوعين السابقين، فإن لجنة الثقافة ستناقش موضوعين آخرين خلال الأسابيع المقبلة -عقب إجازة عيد الأضحى المبارك- الموضوع الأول يرتبط بالصناعات الثقافية والثانى يناقش حرية الإبداع والابتكار، مشيرا إلى أن الحوار الوطنى يمثل خارطة طريق للجمهورية الجديدة، وأن الثقافة تدخل ضمن كافة مسارات ومحاور الحوار خاصة وأنها العمود الفقرى للمجتمع، حيث تتداخل فى السياسة والاقتصاد وكل مناحى الحياة.

توثيق الثراث

فيما أكد حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية أمرا بالغ الأهمية، خاصة للأجيال الجديدة والقادمة، وهو الأمر الذى يتطلب ويحتاج إلى تكاتف جميع مؤسسات الدولة الثقافية والقوى المجتمعية، مشيرا إلى أن جميع المشاركين فى جلسة الحوار الوطنى قدموا عرضا ومقترحات بناءة، وكان المقترح الأهم الذى تقدمت به الهيئة الوطنية للإعلام هو ضرورة الحفاظ على التراث الإذاعى والتلفزيونى المصري، وهو التراث الذى تشكل منذ نشأة الإذاعة ثم التلفزيون، ويضم أكثر من مليون و200 ألف ساعة من هذا التراث الضخم.

وهو عبارة عن حفلات وبرامج ومسلسلات، لافتا إلى أن الهيئة انتهت من حفظ نسبة كبيرة من المواد الإذاعية، ويبقى الجزء الأكبر والأهم فى المواد المرئية التلفزيونية.. وأوضح رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أن الحفاظ على هذا التراث يتم بنقله من أشرطة التسجيل والفيديو القديمة إلى وسائط الديجيتال الحديثة، وهو الأمر الذى يواجه صعوبة كبيرة بسبب قلة توافر أجهز تشغيل شرائط الفيديو القديمة لنقلها إلى الوسائط الحديثة.

ما يحتاج إلى تكلفة مالية أكبر وعدد ساعات أكثر، وتابع أنه إلى جانب الحفاظ على التراث يجب الاهتمام بمشروع القراءة للجميع خاصة للأجيال الجديدة، وهو أحد المقترحات التى تقدمت بها الهيئة أيضا، لأن الأجيال الجديدة فقدت الهوية الخاصة بالقراءة بسبب التكنولوجيا، وذلك إلى جانب مقترح بضرورة عودة المسارح للقرى والنجوع ذلك أن الفن والمسرح يساهم فى تشكيل وجدان المواطن.

وعى ثقافى

ومن جانبه أشاد الكاتب والروائى يوسف القعيد بمستوى المناقشات التى دارت خلال جلسة الحوار الوطنى الخاصة بالثقافة الأمر الذى يدل على وجود وعى جيد بهذا الموضوع الذى يشغل اهتمام مصر بأكملها، وهو ما يتعلق بشكل أساسى بالوضع الثقافى فى مصر حاليا، والإبداع الثقافى المصري، والدور الثقافى لمصر على مستوى الوطن العربى والعالم بأسره، مشيرا إلى أننا كنا فى أمس الحاجة إلى هذه المناقشات، وأنه استفاد منها بشكل كبير رغم أن الهم الثقافى هو قضية عمره الأولى والأخيرة.

وأشار يوسف القعيد إلى أن الثقافة فى مصر تحتاج لوقفة ومواجهة حقيقة للمشكلات التى تعرقل طريقها، خاصة مشكلة الأمية التى تعد العدو الأكبر للثقافة، وتحتاج لحل جذرى لأنها تهدد حياة المجتمع، هذا بالإضافة إلى ضعف الميزانية المخصصة للثقافة، لافتا إلى أن هناك جهد تقوم به وزارة الثقافة لكنها لم تصل بعد إلى القرى بشكل جيد، كما أنها تحتاج إلى إزالة المعوقات التى تقف فى طريقها وإعداد جيد للعاملين بها.

رقابة صارمة

أما الفنانة عفاف رشاد عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية فطالبت بضرورة وجود رقابة صارمة على المصنفات الفنية لأن القوة الناعمة تتجلى من خلال رقى الأعمال الفنية التى تصل إلى الأطفال والنساء والرجال داخل المجتمع وخارجة، وتكون بمثابة بناء ثقافى للأطفال والشباب بل وللكبار أيضا.

الأمر الذى يتطلب وجود رقابة صارمة تتأكد دائما من أن المحتوى الذى يقدم للجمهور ذو قيمة حقيقية وتأثير إيجابي، وليس مجرد سلب وتلاعب، وهو الأمر الذى لا يعنى التغاضى عن سلبيات المجتمع ولكنه يعنى عدم التركيز عليها بشكل كبير وكأنه لا غيرها، وأضافت أن الرقابة يجب أن تصل إلى وسائل التواصل الاجتماعى والتى أصبحت تضج بالكثير من الأفكار والثقافات المغلوطة والخاطئة بهدف جذب المشاهدات على حساب قيم وثقافة المجتمع.

وأكدت أهمية قضية جلسة الحوار الوطنى الخاصة بالثقافة لافتة إلى أن كثير من المشاركات فى الجلسة تضمنت توصيف للمشكلات دون طرح حلول حقيقية ملموسة يمكن أن يتم اتخاذ إجراء بشأنها وتنفيذها على أرض الواقع لحل المشكلات القائمة، مشيرة إلى أن الجميع يعرف المشاكل والمعوقات التى تواجه الثقافة والمؤسسات الثقافية، لكننا بحاجة إلى حلول عملية قابلة للتنفيذ. 

وهو ما أكدت عليه د. فاطمة السيد أحمد عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، بأن مجلس الأمناء يحتاج إلى حلول وتوصيات قابلة للتنفيذ ليتقدموا بها إلى رئيس الجمهورية، وقالت عفاف رشاد: «سعيدة جدا بمشاركتى فى جلسات الحوار الوطني، وبما تم طرحه من رؤى وأفكار، ويبقى الأهم هو الحلول والتنفيذ على أرض الواقع».

التطور الرقمى

وفى السياق ذاته أكد الفنان أحمد سلامة عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية أننا نواجه تطورا تكنولوجيا كبيرا جدا شئنا أم أبينا خاصة فى ظل شبكات التواصل الاجتماعى وأجهزة التواصل الحديثة التى جعلت المواطن يتلقى المحتوى من جميع البلدان فى أى مكان وأى زمان، الأمر الذى يتطلب سرعة فى إيجاد آليات وأدوات تمكن الثقافة من الاستفادة من هذا التطور الرقمي، للاضطلاع بدورها والحفاظ على هوية الأجيال المقبلة وفكر وقيم المجتمع المصري..

وقال إنه يجب أن نتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى بشكل أفضل، وأن نستخدمها كأداة تساعدنا على تنمية المراكز الثقافية، خاصة أن الأجيال الحالية تقضى نحو 70% من وقتها مع هواتفها المحمولة، لذا يجب أن نصل إليهم ونوجههم من خلال هذا الجهاز، وإلا ستكون هناك مشكلة.

بالإضافة إلى ذلك يجب أن نواجه التحديات المتعلقة بمفهوم المواطنة والانتماء الوطني، خاصة أنه يتم استهداف رموزنا باستمرار، لذا يجب أن نحارب هذا التحدى بنفس الأدوات، وأوضح أن الحوار والمناقشات كانت رائعة لكن المهم أن تكون التوصيات التى يجب الخروج بها ذات جدوى ويمكن تطبيقها.
 

إقرأ أيضاً|أبرزها رقمنة النيابات الحسبية.. 9 توصيات من لجنة الأسرة بالحوار الوطني