لماذا يشعر رواد الفضاء بحالة إعياء شديدة عند عودتهم للأرض؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يمكن لرحلات البشر في بيئة الفضاء أن يكون لها آثار سلبية على الجسم، وبيئة الفضاء قاتلة دون حماية مناسبة، إن أكبر تهديد في فراغ الفضاء سببه نقص الأكسجين، بالرغم من أن درجة الحرارة والإشعاع تمثل مخاطر كذلك.

بطبيعة الحال لا يمكن درء جميع الأخطار؛ ومن أهم العوامل التي تؤثر على سلامة الإنسان المادية في الفضاء هي حالة انعدام الوزن، والتي تعرف بصورة أكثر دقة على أنها بيئة الجاذبية المتناهية الصغر، إن الحياة في بيئة مثل هذه تؤثر على الجسم.

في هذا الصدد ، أوضح  الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، سبب حالة الإعياء الشديدة لرواد الفضاء عند عودتهم للأرض  فيحملونهم على سقالات.

وقال "يعيش رائد الفضاء في المحطة الفضائية الدولية في حالة من انعدام الوزن تماما ، وقد يمكث فترات طويلة تصل إلى عدة أشهر، ويظل هكذا عائما في فراغ المحطة طوال هذه الفترة كأنه بالونة لا يشعر بثقل جسمه على الإطلاق ولا يعاني من مقاومة الجاذبية الأرضية نهائيا، وهذا الإحساس يشبهه (مع الفارق) شعورنا عند الخروج من مياه البحر بعد فترة طويلة من العوم حيث نشعر بثقل أجسامنا وأن خطواتنا ثقيلة على أرضية الشاطئ، ولكن سرعان ما يتلاشى هذا الاحساس ونعود لحالتنا الطبيعية".

أضاف: "لهذا فإن رائد الفضاء يتناول بعض الأدوية الغنية بالكالسيوم حتى لا تصاب عظامه باللين أو الهشاشة طوال هذه الفترة ، كما يقوم بأداء بعض التمرينات الرياضية على أجهزة خاصة تشده بحبال مطاطة إلى أسفل ليمشي ويجري على سجادة متحركة ، حتى تقوي عظام ساقيه وحتى لا ينسى عقله مع مرور الوقت كيف يمشى على الأرض مجددا، لذلك عند عودته إلى الأرض يشعر بثقل رهيب لجسمه وكأنه شوال كبير من الرمال لا يقوى على تحريكه! ولهذا يحملونه على سقالة إلى سيارة الحجر الصحي كالعادة، ومع التدريبات والعلاج الطبيعي يرجع لحالته الطبيعية تدريجيا" .

اقرأ أيضا | مراسم إنهاء أعمال تجميع واختبار القمر الصناعي «Misr Sat 2» بالتعاون مع الصين