فى الشارع المصرى

الحج عرفة

مجدى حجازى
مجدى حجازى

قال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِى الْأَلْبَابِ﴾. «البقرة:197».. وقال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ «البقرة: 198». 

وقد اعتبر النبى  أن الوقوف بعرفة من أهم ما يقوم به الحاج، فعن عبدالرحمن بن يعمر الديلى قال: «شهدت رسول الله  وهو واقف بعرفة، وأتاه ناس من أهل نجد، فقالوا: يا رسول الله، كيف الحج؟، فقال: «الحج عرفة، فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع، فقد تم حجه.»» «رواه أحمد، والنسائى، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن عبدالبر، والبخارى، وأبوداوود، والترمذى وقال: هذا حديث حسن صحيح، والعمل به عند أهل العلم من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وغيرهم». 

وعن عائشة رضى الله عنها قالت: «كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه  أن يأتى عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها.» «رواه البخارى، وأبوداوود»، فذلك قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾. «البقرة:199»..

قال تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾. «الحج:29»، والمقصود بقوله تعالى وليقضوا تفثهم هو الوقوف بعرفة والمزدلفة، وقد استعمل النبي  ذات الكلمة «التفث» للوقوف بعرفة. فعَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُولِ اللَّهِ  وَهُوَ بِجَمْعٍ «المزدلفة»، فَقُلْتُ:

هَلْ عَلَيَّ مِنْ حَجٍّ؟ قَالَ: «مَنْ شَهِدَ مَعَنَا هَذَا الْمَوْقِفَ حَتَّى يُفِيضَ وَقَدْ أَفَاضَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عَرَفَاتٍ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ وقضى تفثه»». «أخرجه أحمد، والترمذى، والطيالسى، والنسائى، والطحاوى، والحاكم». 

كل عام ومصرنا الحبيبة بخير.. ولنكثر من الدعاء يوم عرفة، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال النبى: «خيرُ الدعاء، دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شىء قدير». «رواه الترمذى». 
حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.