من القاهرة

دروس جنين

أحمد عزت
أحمد عزت

تتسارع وتيرة التطورات فى الأراضى المحتلة لتكاد تصل للانفجار بين الجيش الإسرائيلى والمستوطنين من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى.. وتعيد مشاهد المواجهات بين الاحتلال والفلسطينيين فى جنين ونابلس إلى الأذهان الانتفاضة الأخيرة ولكن ربما بتداعيات أكبر فى ظل إمعان حكومة نتنياهو فى تنفيذ سياسة الأرض المحروقة من خلال الاقتحامات والقتل والتصفية ومصادرة الأراضى وتوسيع بؤر الاستيطان والتضييق على الفلسطينيين للدرجة التى جعلت الأوضاع تقترب من الانفجار وليس أدل على ذلك سوى تلك العمليات النوعية التى أقدم الفلسطينيون على تنفيذها سواء ضد جيش الاحتلال أو المستوطنين والتى جعلت الحكومة الإسرائيلية عاجزة عن التفسير ومن ثم اتخاذ القرار..

وفوجئت إسرائيل بتعرض قواتها لكمائن خلال اقتحام مدينة جنين ومواجهة مركبات الاحتلال العبوات الناسفة فضلا عن شراسة المقاومة الفلسطينية ممثلة فى بضعة عشرات من الشباب الفلسطينيين فى مواجهة كتائب جيش الاحتلال المزودة بأفضل أنواع الأسلحة والمدعومة بالطيران!

كما جاءت عملية تصفية ٤ من المستوطنين على أيدى شابين فلسطينيين لتؤكد أن التصعيد سوف يقابل بالتصعيد الأمر الذى أربك حكومة الاحتلال وسط اتهامات لدوائر المعلومات والاستخبارات بالفشل فى توقع ورصد ردة الفعل الفلسطينية.

ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل ثمة انقسام كبير داخل الحكومة الإسرائيلية ووسط أجهزة الأمن والجيش بشأن طريقة التصرف مع العمليات الفلسطينية سواء بالتصعيد الشامل أو بالعمليات النوعية وسط اقتناع كامل بأن أى قرار إسرائيلى سوف يكون له ثمن فلسطينى.