مصر وفرنسا.. تقارب ثقافي ووجهات نظر مشتركة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في حضور قمة «ميثاق التمويل العالمي الجديد»، والتي تهدف إلى وضع الأساس لنظام مالي جديد، أكثر عدلاً وأكثر تضامناً، لمواجهة التحديات العالمية المشتركة كمكافحة الفقر، وتغير المناخ، وحماية التنوع.

وتضع مصر، فرنسا على رأس أولويات الدول التي تتبادل معها العلاقات الاستراتيجية، إضافة إلى التقارب الثقافي الممتد منذ سنوات طويلة، والعلاقات الاقتصادية والعسكرية المشتركة. 

وفي إطار تلك القمة، تستعرض «بوابة أخبار اليوم» في هذا التقرير أبرز ما حمله رؤساء فرنسا لمصر من تقارب ثقافي وتعليمي.

منذ عهد الجنرال الفرنسي شارل ديجول، مؤسس جمهورية فرنسا الحديثة، مروراً بفترة حكم الرؤساء، ديستان، ميتران، شيراك، ساركوزي، أولاند، ووصولا لماكرون اتسمت العلاقات المصرية الفرنسية بالعمق الدائم والتفاهم والدعم خاصة في الجانب الثقافي.

فبدأت العلاقات منذ ظهور المستشرقين ووجود المدارس الفرنسية منذ أكثر من ١٠٠ عام، إضافة الى المراكز الثقافية التابعة للقنصليات وغيرها من الجهات التي حملت على عاتقها تعليم اللغة الفرنسية والتقريب بين الحضارتين، وكل هذه الجهات تعد من أبرز الشهود على التقارب الذي لم يفلح العداء السياسي إبان العدوان الثلاثي في التأثير عليه.

لم تخلُ زيارات الرؤساء الفرنسيين لمصر من جولات سياحية ربما تحقق لهم ما سمعوه عن الحضارة المصرية وحلموا يوما برؤيته، فتحمل الزيارة محادثات سياسية وبحث في العلاقات الثنائية من جهة وزيارات للمتاحف وأماكن الأثار ومشاركة مصر لحظاتها التاريخية من جهة أخرى.

وفي بداية الخمسينات كانت بمصر 150 مدرسة فرنسية تضم 55 الف تلميذا وتلميذة، وكانت بالقاهرة 4 صحف يومية باللغة الفرنسية هى جورنال ديجيبت والبروجريه ايجيبسيان و لا بورص ايجيبسيان و لا باتري.

كانت كل جامعة من جامعات مصر الثلاث لديها كرسي للأدب الفرنسي وتزدحم المحاضرات التي ينظمها أصدقاء الثقافة الفرنسية، وبالقاهرة كانت توجد حوالي 10 مكتبات فرنسية وست مكتبات في الإسكندرية و4 في السويس.

كان الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران يحرص على الاقامة في صعيد مصر كل عام خلال فتره عيد الميلاد بصحبة عائلته وأصدقائه الشخصيين، كان يحب ركوب فلوكة للنزهة في النيل وفى أسوان مكانه المفضل يقيم في مقر الرئيس الأسبق حسنى مبارك أو فى شقه محجوزه له بفندق كتاركت القديم.

كان ميتران مفتونا ومولعا بالفراعنة وعاشقا الصحراء وفى يوم عيد الميلاد عام 1987 هبط بالهليكوبتر فوق قمه جبل موسى فى سيناء، في ديسمبر ١٩٩٥ كانت رحله ميتران الى اسوان الأخيرة، قبل وفاته ببضعه أيام وكانت ترافقه زوجته وابنته وطبيبه، حيث تحقق له ما أراد، فقد صرح يوما  بأنه يريد الموت فى أحد أجمل الأماكن فى العالم فى أسوان حيث تشعر بأنك كبير للغاية لأن السماء تخصك- على حد قوله.

أما في الرئيس الفرنسي الراحل فاليري جيسكار ديستان، فقد زار مصر لأول مرة بصفة رسمية في عام 1975، التقى خلال تلك الزيارة بالرئيس الراحل أنور السادات، وتناولت المباحثات بين الجانبين التحركات الدولية لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي والأزمة اللبنانية وقتها، وكذلك العلاقات المصرية الفرنسية وسبل تطويرها.

ارتبط اسم ديستان في مصر بقصيدة ألفها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم وغناها الشيخ إمام، انتقد من خلالها سياسة الانفتاح على الغرب.

يأتي فيما بعد جاك شيراك، والذي يعد من أكثر الرؤساء الفرنسيين شعبية خاصة بالوطن العربي، كما شهدت مصر في عهده دعما فرنسيا لتشييد مشروع الخط الأول لمترو الأنفاق.

تميزت تلك الزيارة بافتتاح مبنى الجامعة الفرنسية بالقاهرة، والتي اعتبرت استكمالا للدعم الثقافي الذي قدمته فرنسا لمصر، وفي ٢٠٠٧، قام الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بزيارة خاصة لمصر بعد اشهر من توليه حكم فرنسا.

قام ساركوزي آنذاك بصحبة صديقته في ذلك الوقت كارلا بروني بزيارة الأقصر وشرم الشيخ، وأعلن عن سعادته الشديدة بزيارة المدينتين الجميلتين داعيا العالم إلى زيارتهم.

أما فرنسوا أولاند، ففي أول زيارة له لمصر، شارك في افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس 2015، واعقب حفل الافتتاح لقاء بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي لتناول مستجدات الأمور، وبحث العلاقات.