«ترامب».. الرئيس المتأرجح بين العزل والحرب الأهلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب معضلة قانونية غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاستقطاب الذي يمزق الأمريكيين ويؤدي إلى حرب أهلية جديدة ، وفقًا لمقال نشرته صحيفة لو فيجارو المؤرخ الفرنسي روان هاليفي.

يقول المؤرخ الفرنسي في مقال للصحيفة إن ترامب قد لا يكون قادرًا على تجنب المتاعب هذه المرة، إذ يواجه صعوبات قانونية تزعزع حياة أي سياسي، حيث يواجه ترامب تهم بالاعتداء الجنسي والتهرب الضريبي والتشهير، مما يظهره بمظهر الضحية الذي تكالب عليه الجميع، ويشجع هذا مؤيديه ويرفع من تقييمه بين الناخبين الجمهوريين. 

مغامرة ترامب

يعتقد رئيس الأبحاث في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا، أنه بسبب الخطورة والعواقب غير العادية للتهم الموجهة إليه وعددها 37 تهمة، يغامر ترامب بقضاء سنوات في السجن إذا أدين.

ستجري المحاكمة، وهي أول ظهور للرئيس السابق أمام محكمة اتحادية بتهمة ارتكاب جرائم دولة ، بالتوازي مع حملته الرئاسية وستتطلب من ترامب التنقل بين منصات الحملة الانتخابية وقفص الاتهام. 

ويوضح المؤرخ أنه إذا فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري، فسوف يتأرجح بين الرد على الاتهامات الجنائية والتحدث مرارًا وتكرارًا عن كونه ضحايا مؤامرة معادية لأمريكا وله، مما قد يؤدي إلى تفاقم الاستقطاب الذي يمزق الأميركيين.

توترات الحزبين

يرى 80 % من الديمقراطيين أن الجمهوريين يشكلون تهديدًا للبلاد، كما يرى العديد من الجمهوريين نفس الأمر في الجمهوريين.

,يعتقد هاليفي أن سبب تأجج هذا الحادث القانوني غير المسبوق إلى مواجهة سياسية، يرجع الى نرجسية ترامب وغطرسه وتجاهله للحقيقة وإحساسه القوي بالإفلات من العقاب، فيما حذر بعض أنصار ترامب من أن أي محاولة للمحاكمة قد تؤدي إلى حرب أهلية أمريكية أخرى.

بعد توجيه الاتهام إليه ، أقر ترامب بأن الأمريكيين الطيبين كانوا أهدافًا لهذا "الاستهزاء بالعدالة" ، قائلاً: "إذا كان هؤلاء الشيوعيون يسيرون في طريقهم ، فلن يكونوا معي، لكنهم سيزيدون من اضطهاد المسيحيين". وأضاف عن الرئيس جو بايدن "رئيس فاسد محاط بالقتلة وغير الأسوياء والماركسيين الذين يحاولون تدمير الديمقراطية الأمريكية". 

نذر حرب أهلية

أما حلفاء ترامب في الكونجرس فقالوا إن لائحة اتهامه "عمل حربي"، فيما قال ممثل من ولاية أريزونا "العين بالعين"، كما حذر أحد مؤيدي ترامب الآخرين من أن على أتباع الحكومة ومعاونيهم في وسائل الإعلام -"إذا طاردوا الرئيس ترامب- أن يلاحقوا 75 مليون أميركي، واعلموا أن معظمنا لديه رخصة سلاح، وهذا ليس تهديدا، بل بيان خدمة عامة"، وعلق الباحث بأن هذه الحرب الكلامية توشك أن تأخذ منحى الحرب الأهلية.