عاجل

تطورات الغواصة المفقودة.. طائرات كندية تلتقط صوت ضوضاء تحت الماء

الغواصة السياحية
الغواصة السياحية

قال حرس السواحل الأميركي، الأربعاء 21 يونيو، إن "طائرات كندية تلتقط صوت ضوضاء تحت الماء في موقع فقدان الغواصة السياحية المفقودة".


ورصد جهاز سونار صوت "طرقات" خلال عمليات البحث عن الغواصة السياحية الصغيرة التي فقدت قرب حطام سفينة "تيتانيك في شمال المحيط الأطلسي وعلى متنها خمسة أشخاص، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية، الثلاثاء.


وأوردت مجلة "رولينج ستون" أن طائرة "بي8" كندية "سمعت أصوات طرقات في هذا القطاع كل ثلاثين دقيقة وبعد أربع ساعات، نشر جهاز سونار إضافي وكانت الطرقات لا تزال تُسمع"، فيما نقلت شبكة سي أن أن عن وثيقة داخلية للإدارة الأميركية سماع الطرقات من دون أن توضح متى تم رصدها.

اقرأ ايضا|نجاة «ديفيد كونكونون» من الغواصة السياحية المفقودة بحطام «تيتانيك».. فماذا حدث؟

ودخلت عمليات البحث عن غواصة سياحية مفقودة في المحيط الأطلسي يومها الرابع، الأربعاء، حيث تسابق فرق الإنقاذ الزمن للعثور على الغواصة التي اختفت أثناء نقلها ركابا أثرياء في رحلة إلى حطام السفينة (تيتانيك) في المياه العميقة قبالة ساحل كندا.

والغواصة "تيتان" مصممة لتبقى تحت المياه لمدة 96 ساعة، مما يعطي الركاب الخمسة على متنها فترة حتى صباح الخميس، قبل أن ينفد الهواء بداخلها. وكان قائد الغواصة وأربعة أشخاص داخلها في وقت مبكر من الأحد الماضي، عندما فقدت الاتصال بالسفينة الأم على السطح بعد ساعة و45 دقيقة من انطلاقها في رحلة غوص تستغرق ساعتين.

اقرأ ايضا|«ضحية تايتانيك».. اختفاء غواصة سياحية في ظروف غامضة

ويرقد حطام تايتانيك التي ارتطمت بجبل جليدي وغرقت في أول رحلة لها عام 1912 على بعد 1450 كيلومترا تقريبا شرق مدينة كيب كود بولاية ماساتشوستس الأميركية و644 كيلومترا جنوبي مدينة سانت جونز في مقاطعة نيوفاونلاند بكندا.

وقال الكابتن جيمي فريدريك، مسؤول بخفر السواحل الأميركي، للصحفيين في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، بالقرب من موقع الحادث إن طائرات أميركية وكندية مشطت أكثر من 7600 ميلا مربعا في المحيط وهي مساحة أكبر من ولاية كونتيكيت الأميركية.

ومن بين ركاب الغواصة الذين انطلقوا في رحلة سياحية استكشافية تبلغ تكلفتها 250 ألف دولار للشخص الواحد، الملياردير البريطاني، هيميش هاردينغ، ورجل الأعمال من أصل باكستاني، شاه زاده داوود، وابنه سليمان، والاثنان مواطنان بريطانيان.

وقيل أيضا إن المستكشف الفرنسي، بول هنري نارغوليت، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوشن جيت إكسبيديشنز"، راش ستوكتن، كانا على متن الغواصة. غير أن السلطات لم تؤكد هوية أحد من الركاب.

مصاعب كبيرة

ويقول خبراء إن رجال الإنقاذ يواجهون مصاعب كبيرة في عملية البحث عن الغواصة وإنقاذ من على متنها.

وذكر، ألستير كريج، أستاذ الهندسة البحرية بكلية لندن الجامعية أنه إذا كانت الغواصة تعرضت لحالة طوارئ في منتصف الرحلة فمن المرجح أن قائدها تخلص من حمولتها لتطفو على السطح مجددا. لكن فقدان التواصل بالكامل يجعل من تحديد مكان الغواصة ينطوي على تحديات.

والغواصة محكمة الإغلاق من الخارج الأمر الذي يمنع من بداخلها من الهرب من دون الحصول على مساعدة خارجية حتى إذا طفت على السطح.

وفي حالة إذا كانت الغواصة في قاع المحيط، ستواجه جهود الإنقاذ تحديا أكبر بسبب الظروف القاسية على بعد أكثر من ميلين بحريين تحت سطح الماء.

ويقع حطام السفينة تايتانيك على بعد 3810 أمتار تحت الماء، في مكان لا يصل إليه ضوء الشمس. ولا يمكن إلا لمعدات خاصة أن تصل إلى هذا العمق من دون أن يحطمها ضغط المياه الهائل.

وقال جون كيربي، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "يتابع الأحداث عن كثب". كما طلب ملك بريطانيا تشارلز أن يبقى على اطلاع بجهود البحث، بحسب مصدر بقصر بكنغهام.

وحادث غرق السفينة تايتانيك الذي أودى بحياة أكثر من 1500 راكب على متنها خلدته كتب وأفلام من بينها الفيلم الأميركي الشهير (تيتانيك)، الذي يحمل اسم السفينة، عام 1997 مما جدد الاهتمام العام بالغوص لمشاهدة حطامها.

أفادت وثائق دعوى قضائية تعود لعام 2018 أن المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة الأميركية المالكة للغواصة السياحية المفقودة، كان قد أثار مخاوف تتعلق بسلامتها قبل أن يتم طرده من عمله.

ووردت هواجس ديفيد لوكريدج بشأن سلامة الغواصة المفقودة "تايتن" في رده على دعوى أقامتها ضده شركة "أوشنجيت" مالكة الغواصة، وفقا لفرانس برس.

وتواصل فرق بحث تقودها الولايات المتحدة بمساعدة من كندا وفرنسا، الأربعاء، سباقها مع الزمن للعثور على الغواصة التي اختفت قرب حطام سفينة "تايتانيك" على عمق نحو أربعة آلاف متر تحت سطح الماء في شمال المحيط الأطلسي، وعلى متنها خمسة أشخاص.

وبدأ لوكريدج، الخبير الاسكتلندي في الغوص وقيادة الغواصات، العمل في "أوشنجيت" في مايو من العام 2015 كمتعاقد قبل ترقيته إلى مدير العمليات البحرية في الشركة، وفقا لوثائق الدعوى.

واتهمت "أوشنجيت" لوكريدج في دعواها التي رفعتها ضده قبل خمس سنوات بانتهاك اتفاقية عدم إفشاء معلومات سرية.

لكن في دعوى مضادة، قال لوكريدج إنه طُرد من "أوشنجيت" في يناير عام 2018 بعدما أثار "مخاوف جدية تتعلق بالسلامة حول تصميم أوشنغيت التجريبي لتايتن الذي لم يخضع لاختبارات".

وذكرت أوراق الدعوى أن لوكريدج أعرب بداية "شفهيا للإدارة التنفيذية لأوشنغيت عن مخاوفه بشأن قضايا السلامة ومراقبة الجودة فيما يتعلق بتايتن"، لكن تم تجاهله.

وأضافت أن لوكريدج كان قلقا بشأن رفض أوشنغيت إجراء اختبارات حاسمة للتصميم التجريبي لهيكل الغواصة.

وحذر لوكريدج من أن الركاب على تايتن قد يتعرضون للخطر في حال وصلت الغواصة إلى أعماق قصوى.

في دعواه، أوضح لوكريدج أن منفذ الرؤية في الطرف الأمامي من الغواصة مصمم لتحمل الضغط على عمق 1,300 متر فقط، على الرغم من أن أوشنغيت كانت تخطط لنقل السياح إلى أعماق تصل لحوالى 4 آلاف متر.

وأشارت الوثائق إلى "رفض شركة أوشنغيت دفع كلفة بناء منفذ رؤية يلبي العمق المطلوب وهو 4 آلاف متر، للشركة المصنّعة".

وبدلا من النظر في مخاوف لوكريدج أو إخضاع الغواصة لإجراءات تصحيحية أو الاستعانة بوكالة تصنيف تمنح ترخيصا لـ"تايتن"، قامت أوشنغيت بالعكس تماما وطردت لوكريدج بشكل فوري.

وتم التوصل إلى تسوية بين أوشنغيت ولوكريدج خارج المحكمة في أكتوبر عام 2018، وفقا لموقعي "إنسايدر" و"نيو ريبابليك" اللذين كانا أول من كشف عن وثائق الدعاوى.

وستوكتون راش، الرئيس التنفيذي لشركة "أوشنغيت" هو واحد من خمسة أشخاص على متن الغواصة.

وإلى جانب مخاوف السلامة التي طرحها لوكريدج، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، رسالة تعود لمارس 2018 وجهتها جمعية التكنولوجيا البحرية إلى راش ويعرب فيها أعضاء المجموعة عن "قلقهم بالإجماع" بشأن تايتن.

وقالت الرسالة "خشيتنا أن المقاربة التجريبية الحالية التي تبنتها أوشنجيت قد تؤدي إلى نتائج سلبية (من بسيطة إلى كارثية) ويمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على كل شخص في القطاع".