هدى النجار تكتب.. «الريلز خرابة البيوت»

هدى النجار
هدى النجار

استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي التي تطبق الذكاء الاصطناعي أن تتعرف بكل سهولة عن هوية وميول واهتمامات الناشط الذي أمامها، مما جعله فريسة سهلة تستطيع من خلاله أن تحقق مكاسبها دون مراعاة للأثار الجسيمة التي قد يتعرض لها نتيجة ما تقدمه له من أفكار ومعتقدات في الغالب قد تكون غير مناسبة له، ولكن مشاهدته لها في هذا الوقت بالتحديد جعلها كذبا تلعب دور "الناصح الأمين".. ولكن في الحقيقة هي "الناصح الكاذب خراب البيوت"...

ومن خلال نشطاء اطلقوا عليهم "بلوجرز" من راغبي الشهرة وجمع الأموال.. اعتبرها مهنة من لا مهنة له، إذا بحثت عن هوية من يقدم لك نصيحة نفسية أو صحية أو إجتماعية أو دينية أو غيرها ستجده غير مؤهل لتقديم ذلك، يقومون بصنع ما أطلقوا عليه ب "الريلز" وهو مصطلح حديث نوعاً ما، عبارة عن محتويات مصورة قصيرة ومقاطع فيديو تنشر على بعض المواقع الشهيرة مثل "فيسبوك" و"انستجرام" و"التيك توك" تحتوي  على نصائح أو تجارب مستخدمين فيها مفردات وعبارات رنانة ذات صدى على أصحاب النفوس الضعيفة بعد أن استطاع الذكاء الاصطناعي التعرف عن المادة التي يحتاجها كلا منا، فتكون وقتها وبكل سهولة قادرة على خراب العلاقات الأسرية والاجتماعية.


فمثلاً، إذا كان مستخدم إحدى التطبيقات يعاني من "قطع الأرحام" سيتعرف التطبيق بسهولة على ذلك، وتجد المحتويات التي تظهر له في هذا السياق، وبدلاً من أن كان بطبيعة الإنسان "النسيان" ويتغلب عليه الشعور العاطفي ويبادر بالتواصل مع من قطعه، ستجد تأثير المقاطع التي تعرض لها على السوشيال ميديا زادت من معاناته وجعلته يكره من قطعه.


وعلى صعيد العلاقات الزوجية، إذا تعرف التطبيق على المشكلة التي تشغلك بذلك الوقت قد تتوقع في البداية ما يقدمه لك "نصائح وحكم"، حتى تكتشف في نهاية الأمر إذا كنت صاحب عقيدة ومبدء أن ما تتابعه قد يصل بك إلي نهاية لم ترغب بها، ولكن إذا كان المتلقي من غير أصحاب المبادئ سيكون سهل تحريكه في الإتجاه الخاطئ، حتى تتفاقم المشكلة داخله ويصبح محملاً بأفكار سلبية ناحية شريكه غالباً لا يطبقها مقدم أو مقدمة المحتوى نفسها على حياتها الأسرية ولكن كما يقولون "لزوم التريند".


وفي النهاية، عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة كل ما أرجوه منكم ومنكن، أن تتحروا الدقة في المحتوى الذي تتلقوه، وأن تعوا جيداً أن الأساس في السوشيال ميديا أصبح قائم على المكسب المادي العائد على مقدم المحتوى دون الالتفات للعواقب التي تترتب على ما يقدمه، كما انصحكم بأن تبعتدوا عن المحتويات التي تبث الطاقات السلبية، والتي تنشر عكس العادات والتقاليد التي تربينا عليها، وعن المقاطع الساخرة التي يحث صاحبها على دس "السم في العسل" حتى نستطيع أن ننجوا من الخطط الممنهجة التي تتعرض لها الهوية العربية ومحاولة تدليسها بكافة الطرق.