اليمين المتطرف يهدد انتخابات اسبانيا

رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز
رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز

تشهد اسبانيا الكثير من التوترات الداخلية مع اقتراب انتخاباتها التشريعية المبكرة التي دعا إليها رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز بعد أن شهد هو وحزبه خسارة كبير في الأصوات لصالح اليمينيون في الانتخابات المحلية التي أقيمت مايو الماضي.

وبعد إعلان النتيجة التي أظهرت حصول اليمين على مكاسب كبيرة مقابل 2 % للاشتراكيين، دعا سانشيز إلى عقد انتخابات تشريعية مبكرة وحل البرلمان.

واعتبر الزعيم الإسباني الذي تولي رئاسة الحكومة منذ 2018 أن هذه الانتخابات بمثابة استفتاء شعبي على استمراره في منصبة، خاصة وأنه واجه الكثير من المصاعب خلال فترة ولايته، لعل أبرزها عودة التضخم وتراجع القوة الشرائية.

وعلى الرغم من اعتبار ما حدث انتكاسة حقيقية له، حذر سانشيز في تصريحات له من عودة اليمين المتطرف للساحة السياسية وابرامه عدد من الاتفاقيات مع اقتراب موعد الانتخابات.

وفي تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، أوضح مخاطر السماح للأيديولوجية اليمينية المتطرفة بالتسرب إلى التيار السياسي السائد في أسبانيا.

وفي حين تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الشعب المحافظ سيفوز في انتخابات الشهر المقبل، فمن المرجح ألا يحقق الأغلبية المطلقة ويتعين عليه الاعتماد على دعم حزب فوكس اليميني، -الذي تمكن من تحقيق مكاسب كبيرة في الانتخابات المحلية- لتشكيل حكومة.

وقال سانشيز، البالغ من العمر 51 عامًا، إنه يأمل أن تؤدي احتمالية تشكيل حكومة حزب "الشعب-فوكس" إلى حشد الناخبين اليساريين وجذب إقبال كبير لمنع هذه الحكومة المحتملة."

وكان سانشيز قد قال لصحيفة El País الأسبوع الماضي، إن زعيم أوروبي أخبره "أن الانتخابات الإسبانية مهمة للغاية لأنه إذا تأرجحت الأمور نحو حكومة PP-Vox ، فإن التوازنات داخل أوروبا ستضطرب".

يأتي هذا بالتزامن مع تولي أسبانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو المقبل، خلفًا للسويد وذلك وفقًا لنظام التناوب المتبع بين الدول الأعضاء.

وتعتبر هذه هي المرة الخامسة التى تتولى فيها إسبانيا الرئاسة منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى عام 1986. كما يثير كل مايحدث الكثير من المخاوف الأوروبية، أن اسبانيا قد لا تكون ادرة على الوفاء بالتزاماتها كرئيس دوري للاتحاد الأوروبي، حيث تعوّد زعماء أوروبا على إلقاء خطابات أمام نواب البرلمان الأوروبي خلال تولي بلدانهم للرئاسة الدورية لعرض الأولويات السياسية للاتحاد للستة أشهر المقبلة.

إلا إن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، قرر تأجيل خطابة خطابه إلى شهر سبتمبر، لحين الانتهاء من الانتخابات المقررة.

جدير بالذكر أنه لا تحمل الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "سلطات تنفيذية"، لكنها تسمح للدولة المعنية بوضع جدول أعمال واستضافة اجتماعات وتوجيه المفاوضات وصياغة نصوص تسوية وتنظيم الأصوات والتحدث مع بقية مؤسسات الاتحاد الأوروبي.