ناريمان فوزي تكتب: «شكرا يا أبي»

ناريمان فوزي
ناريمان فوزي

هو المتكأ والمادة الخام للأمان.. هو رب الأسرة وظل أبناءه.. فمن دونه لا قيمة للحياة ولا طعم لها.. هو الأب الذي لا يكفيه يوما واحد لتكريمه.

ربما لا يعرف الكثيرون أن 21 من يونيو من كل عام، تم تخصيصه كعيد للأب، تقديرا واحتراما لكل من جعل حياته ملكا لأبنائه فأشبعهم حنانا وعطفا ومدهم بالقوة والحماية من مغبات الحياة.

يعيش في مجتمعنا الكثير من الآباء الذين يؤيدون دورهم في جلد دون انتظار كلمة تقدير، فهناك من رحلت زوجته فأخذ على عاتقه مهمة تربية أبناءه وتعليمهم والقيام بالدورين داخل البيت وخارجه، وهناك من يعمل بأكثر من مهنة غير مهتما بما سيترتب عليه من آثار مهلكة على صحته، وهدفه فقط توفير الحياة الكريمة لرعيته.

تكثر النماذج الإيجابية في مجتمعنا عن دور الأب، فالعديد من الأبناء عاشوا في ظل آباءهم مفتخرين بكونهم صنيعتهم، وبكل فخر أنا واحدة منهم، فالحديث عن أبي لا يسعه ألف مقال.

حباني الله بأعظم أب، كان مثالا ونموذجا للأب الفاضل، كان ماهرا في رسم طريقي منذ مراحلي الأولى في التعليم وحتى تخرجي والتحاقي بالعمل في الصحافة، لم يتركني قط، لا أنسى دموعه التي ذرفها فرحا حين أتاه خبر تعييني في بوابة أخبار اليوم، ولا أنسى فرحته العارمة حين أصبحت عضوا بنقابة الصحفيين، كان صديقي وملاذي، لينا معي حين صرت شابة وصارما أمام طيش مراهقتي.

رحل أبي ولم يقل لي كيف تكون الحياة من دونه، اشتقت لك يا أبي، واشتقت لحديثنا الذي لم يكتمل، لكن عزائي أنك دائما بجواري، أحدثك دوما، أدعو لك بشراهة أخرج عن روحك الصدقات باستمرار، رحمك الله يا أعز ما لي وأسكنك فسيح جناته.

تحية من أعماق القلب لكل أب في عيده، حنون، شهم، عطوف على أبناءه، متحملا لمسؤولياته أمام الله، أما من تخلوا عن دورهم وتنحوا عن رعاية فلذات أكبادهم لأي سبب، أفيقوا قبل موعد الحساب أمام رب العالمين.