فى الكتاب الفائز بتشجيعية التاريخ: «ثومة» تتحدث عن نفسها

أم كلثوم
أم كلثوم

كتب : محمد سرساوى

منذ أيام حصد الباحث كريم جمال جائزة الدولة التشجيعية فى فرع «التاريخ والآثار وحفظ التاريخ» للعلوم الاجتماعية عن كتابه «أم كلثوم.. وسنوات المجهود الحربى».


وبعد قراءة هذا الكتاب، تتذكر مقطعا من أغنية «مصر تتحدث عن نفسها» حين صدحت: وقف الخلق ينظرون جميعا، كيف أبنى قواعد المجد وحدي» الذى يعد تشبيها مناسبا لكوكب الشرق، عما أنجزته من أجل بلدها فى فترة عام 1967 حتى 1974، المعروفة بسنوات المجهود الحربي، يوثق الكتاب -الصادر عن «تنمية» للنشر- رحلة أم كلثوم فى جمع الأموال من أجل المجهود الحربى فى مصر عبر جولاتها الفنية فى المدن المصرية والدول العربية والأجنبية.

اقرأ ايضاَ|«سينما باب الحديد» .. مشروع متكامل لتطوير متحف هيئة السكة الحديد


وقد سألنا المؤلف الفائزعن كتابه، فقال: قصة المجهود الحربى قديمة، وليست اكتشافًا، ومعظم الكتب التى تناولت سيرة أم كلثوم مرت سريعا على تلك المرحلة فى حياتها لكن دون الخوض فى تفاصيلها بشكل متعمق، لكن فى يوليو 2016 نشرت جريدة «اللوموند» الفرنسية تحقيقًا عن رحلة أم كلثوم إلى «باريس»، وحفلتها الأسطورية على خشبة مسرح «الأولمبيا» فى نوفمبر 1967.

وتوقفت أمام ذلك الاهتمام الغربى الكبير بتلك الرحلة، ورغبة الفرنسيين فى وضع الرحلة فى إطارها التاريخى المهم، ذلك المقال جعلنى أفكر لماذا لا يوجد إلى اليوم كتاب واحد فى المكتبة العربية يدون كل تلك الرحلات التاريخية، ويسرد تفاصيل دعم السيدة أم كلثوم للمجهود الحربى منذ النكسة فى عام 1967 حتى بشائر النصر فى أكتوبر 1973، ويتحدث «كريم» عن المعوقات الأساسية التى واجهها أثناء إعداد الكتاب: وكانت تكمن فى صعوبة الوصول إلى بعض الأرشيف، مثل أرشيف مجلة «الكواكب»، فهى ديوان الحياة الفنية المعاصرة فى القرن العشرين.

ورغم ذلك هو ليس متاحا «إلكترونيًا»، على عكس الأرشيف الفرنسى مثلاً الذى كان الوصول إليه سهلا من خلال مواقع الصحف الرسمية، وطبعًا تزداد المهمة صعوبة عندما تكون مقيما خارج القاهرة، فالسفر والعكوف بالساعات على الأرشيف ثم العودة إلى الإسكندرية-حيث يقيم الباحث-كان صعبًا ومكلفًا جدًا.


وفى الكتاب المتوج بالجائزة يكشف المؤلف مواقف كثيرة فى حياة أم كلثوم، ويقول: العديد من الأحداث كانت موضع دهشة، بدءًا من معرفة أن أم كلثوم سجلت سبع رسائل إذاعية للجنود على الجبهة المصرية قبل الحرب بأيام، واختفت، ولم تظهر تلك النداءات ولم تظهر بعد الهزيمة، لكنى حاولت بكل الطرق الحصول على نصوصها على الأقل لأنها تكشف حجم القداسة المجتمعية التى تمتعت بها أم كلثوم وجعلتها تخاطب الجنود كأم للمصريين، وفعلا تحصلت عليها من أرشيف مجلة «الكواكب»، وكذلك تفاصيل دور أم كلثوم فى إعادة العلاقات بين مصر وتونس عام 1968، وتفاصيل رحلة موسكو 1970، التى ظلت ملامحها غير مكتملة بسبب ظروف الرحلة العاثرة، وموت الزعيم جمال عبد الناصر قبل الحفلة الأولى، فقد عثرت على تحقيق نشر فى مجلة «الموعد» اللبنانية فى أكتوبر 1970 يسرد فيه المحرر تفاصيل دقيقة جدًا عن سفر أم كلثوم إلى موسكو.