خربشه

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

كانت مباراتا المنتخبين الوطنى والأوليمبى مع غينيا وغانا باردتين.. وهذا أمر مأسوف عليه أن تؤدى تركيبتنا الرياضية المعوجة إلى تنصيب الأندية فوق المنتخبات.. سيبك من الحضور الجماهيرى فى الملعب، بل اسأل وابحث بين الناس العاديين عن اهتمامهم ودرجة حرارتهم وشغفهم بمباراة للمنتخب.. ألقِ نظرة على مقهى يفتح شاشته على مباراة للمنتخب وقارن بمن يفتح على مباراة للأهلى أو الزمالك ثم قِسْ حرارة المتابعة والانفعال والتفاعل.. لا شىء مع المنتخبات وكل شىء مع الأندية.. هذا ليس أمرا طبيعيا على الإطلاق وأيضا ليس أمرا طبيعيا أن نتجاهله ونرعى نموه بكل هذا الاسترخاء واللامبالاة..

لاحظ وتابع وأنت فى المقهى تعليقات المشاهدين المشغولين بشد أنفاس الشيشة، وهم يسرقون من حين لآخر نظرة خاطفة على الشاشة، ويعلقون على اللاعبين من زاوية علاقتهم بأنديتهم لا مع المنتخب.. هو قطاع من الجمهور صوته عالٍ يهز الثوابت الطبيعية فى الانتماء، والخطر أن يصيب القطاعات الأخرى بالعدوى.. هو قطاع ربَّته الأندية لاستخدامه عند الحاجة، وذلك فى غياب شجاعة التصدى الحقيقى من الإعلام والمؤسسات لأسباب خبيثة متنوعة مما أدى لانتقال العدوى سريعا من الفروع إلى الجذور.. لكن هل نيأس؟.. بالطبع لا.