إنها مصر

الطوفان !

كرم جبر
كرم جبر

فى مصر لا يمكن أن نفعل مثل بعض الدول التى اضطرت فى حقبة معينة إلى التعقيم الإجباري، لتواجه طوفان الزيادة السكانية ،فنحن نحتاج "تعقيم العقول" ورفع درجات الوعي، لتقتنع الأسر الأكثر إنجابا بأنها تضر نفسها وتستنزف موارد بلدها.


اذا استمرت معدلات الإنجاب الحالية، فسوف يصل عدد السكان عام 2030 إلى 120 مليون نسمة، وبعدها بعشر سنوات إلى 150 مليونا. يحتاجون: عام 2030 إلى حوالى 100 ألف فصل لاستيعاب 5 ملايين تلميذ فى المرحلة الابتدائية، بتكلفة 300 مليار جنيه بالأسعار الحالية. وفى المستشفيات 175 ألف سرير بتكلفة فلكية، للحفاظ على المستويات الحالية من الرعاية الصحية، التى نشكو منها ونتمنى تحسينها لضمان جودة الصحة. ويحتاجون: 10 ملايين فرصة عمل لاستيعاب الأعداد الجديدة، وإذا كانت فرصة العمل تتكلف 50 ألف جنيه، فالاعتمادات المطلوبة فلكية.


الحملات الإعلامية مهمة جداً بشرط دراسة الفئات الأكثر إنجاباً واستهدفها بخطاب مؤثر، بعيداً عن العمومية والنصائح والإرشاد، والأهم هو الخطاب الدينى المستنير الذى يحفِّز الوعى ويصحح المفاهيم الدينية الخاطئة ويواجه التراكمات السابقة.
وأسباب الانفلات السكانى كثيرة:
أولاً: الأفكار الدينية الخاطئة التى غزت البلاد منذ السبعينات مع موجات الهجرة إلى الخليج ثم العودة، وانتشار الفتاوى التى تحض على التكاثر والخلفة، حتى لو كان الإنسان غير قادر على تحمل أعبائها.


ثانياً: "خلِّف وارمى فى الشارع"، وكثير من الأسر الفقيرة لا تتحمل أعباءً وتتصور أن كثرة الخلفة تجلب الرزق، ونرى أسرة معدمة لديها سبعة وثمانية أولاد.
ثالثاً: الخدمات المجانية من تعليم وصحة وبطاقات تموينية، فلا تشعر الأسر الفقيرة بأية أعباء نتيجة زيادة الخلفة، بينما تعمل الطبقة المتوسطة ألف حساب.
والحلول صعبة، وتحتاج خطوات أكثر حزماً وشدا


مثل اقتراح بتحديد البطاقات التموينية بطفلين فقط بالنسبة للأسر الجديدة، أما الأسر القديمة فالوضع مستمر كما هو، وبالنسبة للتعليم فلا يمكن حرمان أى طفل من حقه.


للتأكيد : للحفاظ على حياة كريمة للمواليد الجدد فإنهم يحتاجون رعاية صحية وتطعيما وألبانا، وبعد سنوات مكانا فى المدرسة والجامعة والبحث عن وظيفة..ومئات الآلاف من فرص العمل كل سنة .


"لو تأخرت معدلات الانجاب سنتين أو ثلاثة ،المؤكد أن البلد "هتفوق"، وظروفها ستتحسن كثيراً، وينعكس ذلك على كل شيء.


كثيراً ما نسمع شابا أو فتاة يصيح فى والديه "ما دام مش قد مصاريفنا خلفتونا ليه"؟.. وعلى مستوى الدولة، يتساءل كبار المسئولين فى العالم: أنتم بتعملوا إيه وعايشين إزاى مع الانفجار السكاني؟.. مصر تزيد كل سنة سكاناً بحجم دولة .
يجب أن نعترف أن حملات تنظيم الأسرة السابقة لم تؤت ثمارها بدرجة كافية، لأن تأثير الأفكار السائدة أقوى وأشد مفعولا.