«لُجينة» قصة قصيرة للكاتبة أسمهان على

 أسمهان على
أسمهان على

خرجت من عملها مسرعةٌ يزين وجنتيها ابتسامة الرضا، تمنت لو أن لها جناحين تطير بهما لتصل إلى هناك فى أسرع وقت.

 كانت تهمس لنفسها " الحمد لله.. الحمد لله.. بعد السنين العجاف والصبر الطويل .. أخيراً حاااااامل.. التحاليل المبدئية وكل العلامات التي عانيت منها خلال الأسابيع الماضية تؤكد ذلك.. والأن بهذا التحليل سأعرف عمر الجنين.. إيه الجنين دا؟! عمر لجينة بنت قلبي وزهرة عمري".

تنهدت حتى أحست أن تنهدها أزال كل الأوجاع والعذابات والحرمان.. أخيراً وصلت إلى المعمل الذي دلها عليه صاحبات الخبرة مؤكدين لها أنه الأفضل ويملك الأجهزة الأحدث، بعد عدة استفسارات من الطبيب قام بسحب العينة وقال في ابتسامة هادئة انتظري قليلاً.

 جلست متوترة وراحت في غفوةٍ كالغيبوبة.. لم تشعر بما يدور من حولِها .. من بين هالات الخيال رأت لُجينه.. ابنتها المنتظرة بابتسامتها الرقيقة وأسنانها الصغيرة وضفيرتيها اللتان تنسدلان على كتفيها.. تُعلمها قراءة القرآن .. تُلاعبها.. تُغنيها.. تشترى لها ملابساً وحقائبا ونظارات وأحذية بنفس ألوان وتصميمات ملابسها..

تمر الصور والمشاهد أمامها كأنها عاشتها أو تعيشها بتلك اللحظة .. تحدثها "أكيد بتموتى في البيتزا زي باباكي.. تومىء لها برأسها وتجري منها.. تلحق بها

. تحتضنها.. تمطرها بالقبلات.. كم أعشق رائحتك.. سوف تكوني صديقتي وابنتي وأختي .. آآآآآآآه يا أمل عمري"

   فتحت عينيها على صوت يناديها " مدام .. مدام .. حضرتك نمتي..  الدكتور في انتظارك.

   رفعت يدها من يد ابنتها اتجهت إلى الدكتور تسأله في لهفةٍ.. كم عمر لُجينه يا دكتور؟.. قال بصوت وهن للأسف يا هانم مافيش حمل .. تعوض إن شاء الله.
     قالت في هدوء والابتسامة تزين دمعتها ولكنني سأظل أحلم بها وأشتاق رائحتها.