تقرير يكشف أسباب توقف ارتفاع الأسهم الأميركية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

شهدت الأسهم الأمريكية، توقف الارتفاع أمس الجمعة، والذي بدا كأنه ارتفاع بلا توقف يغذيه هوس وول ستريت بكل ما يرتبط بالذكاء الاصطناعي، مع مواجهة السوق اختبار انتهاء صلاحية كمية هائلة من عقود الخيارات على حسب بلومبرج.

واستبعد المستثمرون أيضاً بعض الأسهم الكبرى من طاولة التداول قبيل العطلة الرسمية بالولايات المتحدة يوم الإثنين.

تراجع أداء مؤشر "ناسداك 100"، الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا، مقارنة مع المؤشرات المعيارية الرئيسية الأخرى، مدفوعاً بخسائر سهمي العملاقتين "مايكروسوفت" و"أبل"– اللذين أغلقا مؤخراً عند مستوى قياسي مرتفع.

تأثرت شركات صناعة الرقائق الإلكترونية بتحذير مثير للقلق أصدرته شركة "مايكرون تكنولوجي"، بينما قفز سهم "أدوبي" بدعم توقعات متفائلة.

أوقف مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" صعوداً دام ستة أيام متواصلة، ومع ذلك فقد سجل أفضل أداء أسبوعي له منذ مارس الماضي.

مستثمرو الأسهم، الذين حوصروا بين الخوف من أن يفقدوا فرصة صعود السوق هذا العام وتعاظم القلق إزاء سوق تعاني من التشبع الشرائي، تعين عليهم أن يتعاملوا مع مشكلة أخرى هذا الأسبوع: أي إغلاق مراكزهم في سوق المشتقات.

في ظل ما يُقدر بنحو 4.2 تريليون دولار من عقود الخيارات المرتبطة بالأسهم والمؤشرات، والتي يُنتظر أن تبلغ نهاية مدتها، يتعين على المستثمرين إما تمديد المراكز القائمة أو أن يبدأوا في فتح مراكز جديدة.

تأثير هذه المشتقات على حركة التداول هذا الأسبوع كان هائلاً، حتى أن مؤشر التقلب، عند لحظة معينة، كان يقفز بالتوازي مع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500".

وأخيراً استسلم مؤشر التقلب (VIX)، ومع هبوط الأسواق يوم الجمعة، أنهى يوم التداول خاسراً ما حققه من تقدم على مدى الأسبوع.

كتب مات مالي، رئيس استراتيجية السوق في شركة "ميلر تاباك+" (+Miller Tabak): "شهدت السوق بعض التقلبات العنيفة في الاتجاهين دونما سبب من عوامل أساسية (أو حتى فنية) على الإطلاق. لذا لا ينبغي استنتاج أي شيء من حركة الأسهم يوم الجمعة".

التضخم، بوتين والاحتياطي الفيدرالي

واقع الأمر أن السوق تجاهلت فيما يبدو بعض التطورات التي يمكن اعتبارها محفزات للتداول.

ينطبق ذلك على الأرقام التي تظهر انخفاضاً في توقعات التضخم في أسعار المستهلك على مدار العام المقبل وعلى أحدث الأخبار الجيوسياسية.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا سلمت أول أسلحتها النووية التكتيكية إلى بيلاروسيا، بعد ثلاثة أشهر من الإعلان عن الخطة التي تهدد بتصعيد التوترات مع الولايات المتحدة وحلفائها بشأن الحرب في أوكرانيا.

حتى تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المتشددة لم يكن لها تأثير كبير أو أي تأثير على الإطلاق في تداول يوم الجمعة.

قال توم ساي، وهو متعامل سابق في بنك "ميريل لينش" أسس النشرة الإخبارية "ذا سيفينس ريبورت" (The Sevens Report): "حصلت السوق على عرض متجدد من المستثمرين الذين يعانون من(ذعر فقدان الفرصة) وملاحقة صعودها. وفي الوقت الحالي، نحن لا نتبنى موقفاً تشاؤمياً من سوق الأسهم، لكننا حذرون إزاء حركتها في المدى القريب بالنظر إلى سرعة الرهان على بيئة اقتصادية كلية شديدة الاعتدال بناءً على عدد محدود من دلائل التحسن في العوامل الرئيسية المؤثرة على السوق حالياً".

ارتفاع الأسهم الأميركية يوشك أن يتلاشى، وفق تقديرات بنك "سيتي غروب". وقد كرر خبراء استراتيجيون في البنك بقيادة سكوت كرونرت هذا الأسبوع توقعاتهم بانخفاض مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى 4000 نقطة بحلول نهاية العام، ووضعوا مستهدفاً جديداً عند 4400 نقطة بحلول منتصف عام 2024، أو أقل بقليل من إغلاق يوم الجمعة عند 4410 نقطة.

قال مايكل هارتنت من "بنك أوف أميركا" يوم الجمعة إنه غير مقتنع بأن هذه هي بداية "سوق صاعدة براقة وجديدة". بل تبدو السوق حالياً أشبه بعام 2000 أو 2008، مع "الصعود الكبير قبل الانهيار الكبير"، كما كتب هارتنت.

شهدت الأسهم تدفقات بلغت نحو 22 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 14 يونيو، بينما أضافت السندات 6.7 مليار دولار حسبما قال "بنك أوف أميركا" في مذكرة نقلاً عن بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global).

على صعيد أخبار الشركات، ارتفع سهم "آي روبوت" (iRobot Corp) بعد أن أعطت هيئة مكافحة الاحتكار في المملكة المتحدة موافقتها الكاملة على صفقة مقترحة من شركة "أمازون" للاستحواذ على شركة صناعة روبوت المكنسة الكهربائية بقيمة 1.7 مليار دولار. وصعد سهم "فيرجين غالاكتيك هولدينغز" (Virgin Galactic Holdings)، أو مشروع ريتشارد برانسون للسياحة الفضائية، بعد أن أعلنت الشركة أن أول مهمة ركاب تجارية طال انتظارها ستنطلق في 27 يونيو

إقرأ أيضاً.. تراجع الأسهم الأمريكية نتيجة إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي