«أبيض قاتم» قصيدة للشاعر سمير عبد المنعم

الشاعر سمير عبد المنعم
الشاعر سمير عبد المنعم

أنتِ ناريْ ..

نَعَمْ

لكنّي لستُ بسادِنِكِ الموكولْ ..

فلستُ أجيدُ طـقــوسَ الـقَـوْل ..

وليس كلامي بخورَ المعــبدِ عندَ حضورِ (أنوشروان)..

ولستُ رسولًا للأوغادِ يطيقُ ويصبرْ..

فانطلقي في (إيوانِ) اليومِ

وعــيثي في إيــثارِ القومِ حصاداً يوقـظُني

إنْ أَخَـذَتْــني سِنَةٌ أو نَومْ

 

اتّــقـدِي في أغصانِ الليلِ ..

اضطّرمي للصّبحِ التّائهِ في الظّلُماتِ ..

 منارةَ مَن يَبحثُ عـن غَــدِهِ

 

أَذِيبي كلَّ بيوتِ الثــلج..

           حقول الثــلج..

           عقول الثــلج..

           إسارَ خيولِ الثــلجِ..

انطلقي، واسترقي السَّمْعَ ..

ولا تَخْشَيْ مِن شُهُبِ الثــلجِ ..

نيازكُهم ليست رَصَدا

 

اخترقي الآنَ، فلن تَحترِقي..

 فأنتِ النّارُ..

إذا قالوا: بَردًا وسلامًا ..

قولى : مالي و " لإبراهــيمَ " !!

فإبراهــيمُ الآن يؤذّنُ

 والنّاسُ نِيامٌ لا ينوونَ..

فَطُوفي بِفِجاجِ الثّــلجِ، دعــيها تَــفـِضْ ..

فلعلّ الأرضَ إذا اهــتــزّت وَرَبَتْ،

   تَربو الأرحامُ بِنَسْلٍ غـيرِ هجـينْ

قولي : آمينَ  ولا تــنــتـظرى،

دعــيهم واستَــبـقي السّيلَ إلي فرعون

خُذيهِ .. بعيدًا عن " هامانَ " 

  بعيدا عن عَــيْنَيْ زوجَتِه 

ثم ارتَجِلي أيَّ غِــناءٍ يُفــشي السِّــرَّ عَنِ

 الأسباطِ

وقولي : يا مولايَ سَمعتُ ،

قولي : يا مولاي رأيتُ

قولي : يا مولاي عَرَفتُ

 عرفت أولئك يا مولاي

    هم ينتظرون مُخَلِّصَهم

    وهُمُ الآن عبيدُك

    إنْ تـقـتُـلَهم، لا شئَ عليكَ

    فأسرعْ.. قبلَ يجئَ  ولا تغـفـرْ

     لا تغــفــر يا مولايْ

إنّي أعلمُ ما لستَ تحيطُ

فَعَجِّل، ليس هناك لَيالٍ بعـدُ

  وليس هناك نساءٌ بعـد ..

       وليس سوايْ ..

 فعجِّلْ قبلَ صياحِ الدّيكْ .