«إدمان القهوة» قصة قصيرة للكاتب إبراهيم الديب

الكاتب إبراهيم الديب
الكاتب إبراهيم الديب

كنت أشكو بعض الألم، وعسر الهضم، فذهبت لطبيب الباطنة، وبعد الكشف قال: بسيطة إن شاء الله هناك بعض الحموضة سببت لك عسر الهضم، ثم أردف تشرب قهوة كثيرا قلت له: نعم ثم سألني كم عدد الفناجين في اليوم فأجبته علي الفور: خمسة اندهش الطبيب وبدا أنه غير مصدق وقال: هذ كمية كبيرة، ثم تناول روشته من دفتره وأخذ يكتب لي دواء .

 

وقبل أن يقوم بذلك طلبت منه التوقف وأخبرته:  بأنهم ليسوا خمسة فناجين بل: ثمانية فترك القلم والدفتر والروشتة، وأخذ يناقشني بامتعاض مصدره بعض الدهشة: وهل تستطيع النوم مع تناولك كل هذه الكمية فقلت: نعم وبعمق شديد, ثم تبسط في الحديث معي مصدره محاولة لفك اللغز ولفهم ما يدور في نفسي

 فقال: إنني أتناول كوبا في الصباح، وآخر في المساء، وإذا تناولت أكثر من ذلك لو فنجانا واحدا لا أستطيع النوم فكيف تنام أنت ؟

قلت له: لعل رأسي ومعه بقية أعضاء جسدي حدث بينهما وبين الكمية التي أتناولها توافق، وأصبح أمرا عاديا، وبدا عليه أنه مقتنع بتحليلي وتفسيري غير العلمي بالمرة بعد أن قرأت ذلك على ملامح وجهه.

 

 فانتهزت الفرصة وقلت له: في الحقيقة هم ليسوا ثمانية أكواب هم ثلاثة عشر، اندهش الطبيب أكثر وبدا عليه أنه غير مصدق وقرأت من ملامح وجهه أنه غضب من نفسه برفع الكلفة أثناء الحديث معي، فناولني الروشتة بتأفف وهو ينظر لسقف الغرفة.

وأنا أنزل درج السلم قلت في نفسي: الحمد لله أنني لم أذكر له الرقم الحقيقي الذي يتراوح ما بين السابع أو الثامن عشر. ونسيت أن أذكر له أنني أتناولها سادة