صباح الفن

أزمة «ديزنى» الجديدة

انتصار دردير
انتصار دردير

رغم أن استوديوهات «ديزني»، ألغت قبل أسبوع 75 عقداً لموظفين لديها، بسبب فيلم «باز يطير ـ Lightyear»، ومن بينهم مخرج الفيلم أنجوس ماكلين، كذلك منتجته غالين سوسمان، وهو أمر عزز رؤية المتابعين باعتباره نتيجة طبيعية لحملة منع عرض العمل التى قامت بها 15 دولة شرق أوسطية وآسيوية، لاحتوائه مشاهد تروج للمثلية الجنسية.

لكن من الواضح أن هذه القرارات لا تعكس رؤية جديدة تجاة موقفها من نشر المحتوى الخاص بعالم المثليين فى إنتاجها، بل يتماشى مع ما أعلنته من قبل «كارى بيرك» مسئولة المحتوى الترفيهى فى الشركة العملاقة، عن دعمها لإظهار المزيد من هذه الشخصيات فى أعمال مقبلة، وكان التراجع الذى أبدته منصة «ديزنى بلس» بمراعاة المحتوى الذى تبثه فى الشرق الأوسط، مجرد وعود لم ترق إلى إصدار قرار بها.

وخلال الأيام الماضية، عادت «ديزني» لتثير أزمة مماثلة بأحدث أفلام رسومها المتحركة «سبايدر مان» الجديد، الذى أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعى فى العالم العربي.

وربما يكون مصيره مثل أفلام كثيرة لم تحظ بالعرض فى الشرق الأوسط وما يمثله هذا السوق الكبير من فرصة تسويق هائلة.
الفيلم تقرر إطلاقه بالمنطقة العربية فى 22 يونيو الجاري، ومعه  تبادل متابعون صوراً منه مواكبة لطرحه قبل أيام بالولايات المتحدة الأمريكية.

تؤكد مخالفته للقيم الدينية، وتطرقه لمضامين داعية لحماية حقوق المثليين، وطالب بعض رواد «السوشيال ميديا» الجهات الرقابية بالتصدى لهذه الإنتاجات ومنع عرضها حماية للمجتمع ولمستقبل الصغار، تلك الأجيال القادمة التى يجب الحفاظ عليها من هذه الهجمات المخالفة لديننا وقيمنا.

وفى توقيت واحد، تصدى مجلس الإمارات للإعلام، وهيئة الإعلام المرئى والمسموع بالملكة العربية السعودية، لما يتم تداوله، مؤكدين عدم سماحهما بنشر أى محتوى مخالف للقيم والمعايير المنصوص عليها، فيما لم يصدر قرار بعد من الرقابة على المصنفات الفنية بشأن عرض الفيلم فى مصر.

صحيح، تبدو أفلام الرسوم المتحركة للجميع بمثابة ترفيه لا ضرر فيه، لكن مع هذه النوعية الجديدة من أعمال «ديزني» وما سينجم عنها من تأثيرات مدمرة أصبح الأمر يحتاج إلى وقفة حازمة.