فكرتى

آخر سيجارة!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

كان والدى «مصطفى أمين» عمره 7 سنوات عندما دخن أول سيجارة فى حياته. دخل حجرة الصالون وحده، ووجد علبة سجائر فخمة من ورق الكرتون، فامتدت يده الى إحدى السجائر، وأخذ علبة الثقاب، ثم مشى متلصصا إلى غرفة نائية فى بدروم المنزل. أشعل السيجارة ويده ترتجف. دخل الدخان فى عينيه فامتلأت بالدموع. أخذ يسعل بلا انقطاع. أسرع إلى دورة المياه، وألقى بقية السيجارة فى المرحاض، وشد السيفون!

تصور أنه اخفى آثار الجريمة، ولكن جدتى ما كادت تراه حتى اكتشفت أنه كان يدخن!

وكان جزاؤه علقة كانت كافية كى لا يضع سيجارة فى فمه حتى سن العشرين.

عندما سافر إلى الولايات المتحدة لاتمام دراسته، لاحظ أن طلبة الجامعة عندما يلتقون بالطالبات فى المجتمعات يقدمون لهن سجائر، ويبدأ السلام والكلام. فاشترى علبة سجائر، وقدم لزميلة سيجارة، وأخذ سيجارة لمجاملتها. هنا، بدأت الكارثة التى استمرت لأكثر من ثلاثين عاما، وارتفعت السيجارة من واحدة فى اليوم إلى مائة وعشرين سيجارة فى اليوم الواحد!

أقلع مصطفى أمين عن التدخين بعد دخوله السجن بسبب تهمة سياسية ملفقة. لاحظ أنهم يذلونه ويحطمون أعصابه بالتحكم فى عدد السجائر التى يسمحون له بتدخينها كل يوم. يوم يسمحون له بعلبة ويوم يسمحون له بسيجارة! ذات يوم أخذ نفسا طويلا من سيجارة، ودهسها بقدمه قائلا: هذه آخر سيجارة.. وكانت آخر سيجارة فعلا!
عقبالكم!