أما قبل

ثروة.. لا تستثمر فى مصر !

داليا جمال
داليا جمال

تصور أن الناس من مختلف أنحاء الكون يسافرون إلى كل بقاع الدنيا، ويتكبدون مشقة السفر فى الطائرات يقطعون خلال رحلاتهم أياما وساعات طويلة فقط لزيارة معالم أثرية أو جمالية بعينها، وينفقون أموالا طائلة، فيذهبون إلى باريس لالتقاط صور عند برج إيفل، ويطيرون إلى روما ليلقوا بعملاتهم فى نافورتها الشهيرة بتماثيلها الرائعة، ويسافرون لأمريكا لالتقاط صور عند تمثال الحرية، وفى فيينا تبهرهم التماثيل والمبانى التى تحول العاصمة الى لوحة فنية رائعة، ترد الروح، وتشفى العليل.

إن العالم يقدر الفن الذى تصنعه إبداعات الفنانين وأناملهم، فتتحول التماثيل والجداريات إلى معالم أثرية وجمالية فى أركان المدن، فتمنح كل مدينة بصمة خاصة بها وروح متفردة وشخصية تميزها، لا تشبهها مدن أخري، أما نحن فى مصر فنمتلك فى كليات الفنون الجميلة ثروة بشرية عظيمة من الطلاب المبدعين، قادرين بأعمالهم الفنية، من تماثيل ومنحوتات وجداريات، وأعمال فنية على تحويل كل ميادين مصر وشوارعها إلى متاحف مفتوحة، ولديهم من مشروعات تخرجهم ما يكفى من التماثيل واللوحات الرائعة، التى يمكن أن تحول مداخل المدن والمحافظات والأحياء إلى آيات من الجمال، تعيد لشوارع مصر وأحيائها بهاءها القديم، بدلا من أن تظل هذه الإبداعات حبيسة مخازن كليات الفنون.

وبالطبع فإن الدولة ستحقق بذلك هدفها فى تجميل الميادين ومداخل المحافظات والأحياء مجانا، ولن تدفع مليما مقابل هذه التماثيل، ومن ناحية أخرى ستكون قد أنصفت طلاب الفنون الجميلة من المبدعين المتميزين أصحاب هذه الأعمال الفنية بوضع أسمائهم على أعمالهم وتماثيلهم.

وبالمرة.. سيكون لدينا ثروة من التماثيل الفنية والجداريات البديعة التى تثبت للعالم أن مصر مليئة بالفنانين الحقيقيين، وليست أبدا  بلدا مقصورة على مدعى الفن وسارقى أفكار ورسومات الفنانين الأجانب، ولعل الأكثر أهمية من هذا وذاك... أن نؤكد لأنفسنا أن الفن والجمال، ثروة تستثمر فى مصر.