«الكاتب الصحفي» سليم سركيس.. سر وضع النقود في جيبه أثناء الكتابة

سليم سركيس
سليم سركيس

الكاتب والمؤلف سليم سركيس ولد في بيروت من عائلة صحفية، فأبوه وعمه من أعلام الصحافة في بيروت سافر إلى لبنان عام 1892 ومنها إلى باريس ليقوم بالاشتراك مع أصدقائه بإنشاء جريدة "كشف النقاب" ثم جاء إلى الإسكندرية عام 1894 ليصدر جريدة "المشير" الأسبوعية التي أحدثت ضجة بسبب نقدها اللاذع فتم إغلاقها .
كان الصحفي الأول في مصر حتى عام 1908 وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره ، وكانت تلازمه عادة غريبة حيث أنه لا يستطيع ان يكتب مقالا أو يؤلف كتابًا ألا إذا وضع في جيبه مالا، حتى أنه في يوم أراد ان يكتب مقالا ولم يكن معه أى نقود فذهب إلى أحد أصدقائه واقترض منه المال وظل يكتب مقاله وعندما انتهى رد إلى صديقه ماله في اليوم التالي.

اقرأ أيضًا| حكاية قطار الملك فاروق مع أفراد الحاشية

وذهب إلى القاهرة لينشأ أول مطبعة في الشرق الأوسط تعتمد على فكرة صب الحروف في المسابك ،لكنه أصيب بضربة قوية عندما اندلع حريق هائل في المطبعة أتى على محتوياتها بالكامل ،مما اضطره إلى غلق الجريدة ولكن القراء ومتابعين مقالاته أرسلوا إليه ليشجعوه على اجتياز محنته وعرض رغبتهم في تبرعهم لإنشاء صحيفة أخرى.
وبالفعل اجتاز محنته وافتتح مجلة "سركيس" وخصص في مقرها صالونا ،ولأول مرة في مصر كانت النساء يتحاورن مع الرجال في مجالات الأدب والسياسة.
وقد جمعته صداقة قوية بأمير الشعراء احمد شوقي والزعيم مصطفى كامل حيث حزن شديدا عندما توفى مصطفى كامل وكتب في رثائه مقالا أبكى مصر جميعا حتى أن تلاميذ المدارس قاموا بحفظه.
وبسبب مقالاته الجريئة التي يسخر فيها من الحياة الاجتماعية بطريقة كوميدية تم إنذاره بغلق المجلة فاكتفى بالبعد عن السياسة والاتجاه إلى مجالات أخرى. 
قام سركيس بتأليف كتب عديدة في مجالات الطب والهندسة والقانون حتى ألف كتب أيضا في فن الطهي 
فكان له دور كبير في الارتقاء بفن الصحافة وفى إصلاح كثير من الآفات الاجتماعية إلى ان توفى في 21 يناير عام 1926 عن عمر يناهز 56 عاما 

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم 7 -1-1950