الأم: تزوجت 3 مرات آخرها من بائع فوانيس عجوز

حكاية أعجب من الخيال.. تشويه وجه الأم يكشف ماضي العائلة الغريب

الأم
الأم

■ كتب: أيمن عبدالهادي

..أب لكنه في واقع الأمر شيطان من شياطين الانس..؛
تستيقظ الصغيرة من نومها على صوت صرخات عالية..تقف الصغيرة التى لم تتجاوز الرابعة من عمرها مذعورة على فراشها، ثم تهرول إلى غرفة والديها، وعلى بعد خطوات من الباب، تشاهد ابشع مشهد فى حياتها، والدها يوجه ضربات قاتلة إلى امها، بسبب طلبها جلباب جديد بدلاً من الممزق الذى ترتديه.

تسقط السيدة المسكينة على الأرض بفعل الضربات، ليحضر الزوج «جركن» بنزين ويسكب منه على جسد زوجته، ثم يشعل عودًا من الكبريت وليلقى به على جسدها.
شاهدت الصغيرة والدتها وهى تصرخ بكل قوتها، وجسدها يتلوى بفعل النيران التى تأكل جسدها بدون رحمة، بعد دقائق تسكن صرخات الأم، وتهدأ النيران بعد أن تحول جسدها الى رماد بعد بضع دقائق.
سريعًا عادت الطفلة إلى فراشها وهى ترتعد من هول ما رأته، ودون أن يعلم والدها انها شاهدته وهو يقتل امها المسكينة، وبعد أن تم الإفراج عنه، عاشت معه قرابة العشر سنوات فى عذاب متواصل تتعرض للضرب ليلا ونهارا بعد توصيل الكهرباء إلى جسدها الضعيف.

◄ عملت في كل شئ.. حتى نقل الاموات داخل المشرحة

قبل أيام قليلة، وبعد أن كبرت الصغيرة، وأصبحت سيدة فى غاية الجمال، تعرضت لحادث حرق من نوع آخر، عندما ألقى رجل ماء النار على وجهها على مرأى ومسمع من المارة فى أحد شوارع بورسعيد، وما بين البداية والنهاية، كانت مآسى كثيرة وشنيعة عاشتها تلك البريئة، والآن لننطلق إلى حيث البداية..

ولدت هبة في إحدى المناطق الشعبية بـ محافظة القاهرة في أسرة مكونة من أب وأم وطفلين، وعاشت في سلام وأمان في أحضان أمها حتي بلغت من العمر 4 سنوات، لترى بعينيها مشهدًا لا تستطيع أن تنساه بالرغم من صغر عمرها في هذا الوقت. 

◄ نار تأكل امها
تروي هبة: أنها استيقظت من نومها في هذا اليوم في وقت لم تتذكره، إلا أنه كان في ساعات مبكرة، وذلك على صوت صراخ أمها ووالدها، جلست إلى جانب الغرفة في ركن الحائط تستمع إلى ما يحدث، كانت الأم تطلب من الأب أن يشتري لها «هدمة» فظل يتعدى عليها بالضرب والسب، حتى فقدت عقلها، وأشعل النيران في جسدها، وظلت الصغيرة هبة في هذا الوقت تهرب هنا وهناك من حرارة النيران، حتى انطفأت ألسنة اللهب بعد أن تحول جسد أمها إلي رماد، وتوفيت على إثر هذا الحادث. 

لم تستطيع هبة أن تتجاوز هذا الحادث، لكنها لم يكن أمامها إلا أن تعيش مع والدها والذي خرج بعد ساعات من التحقيقات، وكان شقيقها في هذا الوقت لم يتجاوز الأشهر من عمره، كبرت الطفلة في هذا البيت البسيط تأكل مما يأتي به الأب، ولا تطلب شيئًا خوفًا من مصير والدتها، ولم تكن مثل الأطفال فلم تتذكر يومًا انها كالأطفال تناولت الحلوى. 

كانت عمة الفتاة وجدتها تعيشان في منزل قريب منهم وتأتيان بين حين وآخر للاطمئنان عليهم، وأقامتا معهم لفترة، وبدأت هبة تكبر ولكن ملامح أنوثتها لم تكتمل بعد، ولا تزال طفلة بالرغم من بلوغها 11 عاما، وكانت تكبر في كل عام ويكبر معها خوفها من الأب وحرصها على ألا تلقى مصير أمها المحروقة. 

◄ اقرأ أيضًا | غوايش المتسولة المليونيرة.. بعد وفاتها عثر أهالي قنا على 6 أجولة بها عملات معدنية ومبالغ مالية

◄ اعتداء 
وذات يوم اصيبت هبة بحالة اعياء شديدة، فذهبت بها جدتها إلى طبيب بالوحدة الصحية، وسألتها الطبيبة بعض الأسئلة، وهنا ارتبكت الفتاة وبعد توقيع الكشف الطبي عليها تبين أنها حامل، وبدأت الجدة في سؤال هبة عما حدث، فروت لها بخوف شديد أنها تعرضت لاعتداء جنسى، هنا وضعت الجدة يديها على فمها، وحذرتها من أن تروي تفاصيل ذلك لأحد. 
لم تستطع الجدة أن تذهب بها لطبيب حتى لا ينكشف الأمر، وظلت بالمنزل وهي تنتظر المصير الذي تلقاه، حتى أنجبت طفلا يحمل ذات ملامحها، احتضنته ليلة واحدة، وفي الصباح لم تجده بجانبها، وعلمت أن جدتها وعمتها تخلصتا منه، وطالبتاها أن تغلق هذه الصفحة وأن تنسى ما حدث، وأنهما سوف يبلغانها بأمر هام خلال أيام.

لم تكن هبة تنام في هذه الأيام وكانت تخشى أن تقتل، لكنها فوجئت بشخص علمت بعد ذلك أنه عامل بمطعم فول وطعمية،  أنه سوف يتزوجها، كانت في هذا الوقت تسأل لماذا تفعل بها الدنيا ذلك، وما الذي تخبئه لها الأقدار.

وجدت هبه نفسها في بيت شاب «غلبان» لم تكمل معه شهرًا واحدًا حتى طالبتها جدتها بالعودة لمنزل الأب وترك هذا الزوج، قالت لها: «دي مش جوازة دي كانت قصة كده علشان نقفل الموضوع وانت كده مطلقة وتقدري تتجوزي ولا من شاف ولا من دري».

◄ زوج جديد
لم تكن الصغيرة في وقتها تدرك شيئًا سوى انها ترى الدنيا تنهش من جسدها الضعيف، وبعد أعوام ظهر في حياتها شخص انبهر بجمالها فهي تمتلك بشرة بيضاء وعينين ملونتين وملامح رقيقة، قال لها أن يحبها ويريد الزواج منها لحمايتها من الدنيا وغدرها، وهي كذلك شعرت أنه النجاة له من مصائب الدنيا، وقبلت الزواج منه ووافقت الأسرة. 

روت هبة لهذا الزوج تفاصيل ما حدث لها من اعتداء وزواج، وذلك حرصًا على ألا تبدأ حياتها بالخداع، عاشت معه 13 عامًا، وبالرغم من أنه كان منذ أن علم قصتها يضربها ويعتدي عليها بالسب والقذف، إلا أنها كانت تصبر بعد أن أنجبت منه طفلين، وكانت تنظر إلى ابنتها منى وهي تكبر أمامها، وتحافظ عليها من نسمات الهواء خوفا من أن تلقى مصيرها.

◄ رحلة أخرى
وبعد الـ 13 عاما ومع تزايد التعذيب طلبت هبة الطلاق، طلقها زوجها والذي كان قد أدمن المخدرات وتعددت علاقاته غير المشروعة، خرجت هبة إلى الشارع لتبحث عن لقمة عيش من الحلال، عملت في تنظيف البيوت، ومسح السلالم، وبيع الخضراوات، وتنظيف الأسماك، حتى حصلت على وظيفة قبلتها بالرغم من قساوتها وصعوبتها على السيدات. 

عملت هبة في إحدى المستشفيات الخاصة الكبرى بالقاهرة، كانت مهمتها حمل المرضى الذين يتوفون إلى المشرحة، مقابل أن تحصل على مبلغ بسيط نهاية الشهر، إلا أنها كلما نقلت ميتا تعطيها الأسرة مبلغًا على سبيل المساعدة، وتجمع كل ذلك من أجل أن تعيش وطفليها، هبة لم تعد تحلم لنفسها ولكن لولديها، رأت ابنتها منى شابة بلغت من العمر 18 عاما. 

في هذا الوقت تعرض والد هبة للتعب ولم تكن قد نسيت ما فعل بها وهي صغيرة، إلا أنها عندما وجدته بالمستشفى التي تعمل بها رافقته في مرضه، حتى تجاوزت نسبة الغياب المحددة لها، وتم فصلها من المستشفى، وأغلق الباب الذي تأكل منه وابنائها. 

طلبت ابنتها منى أن تذهب لوالدها وتعيش معه قليلًا، وبالفعل ذهبت اليه بإرادتها كما تروي أمها هبة، إلا أنها حينما طلبت العودة لأمها رفض وبشدة، وبدأت تشتكي لأمها من سلوكه وتعاطي المخدرات، فذهبت لتخليص ابنتها فهددها وتعدى عليها وخلصها من يديه الجيران. 

بدأت هبة تبحث عن لقمة عيش فعرضت أن ترعى السيدات الكبار في منازلها، فعملت لدى سيدة تجاوزت الـ 80 من عمرها بـ محافظة بورسعيد، وقبلت بالراتب الذي يبلغ 3500 جنيه شهريًا، وتعرفت على رجل وتزوجت منه كي يكون لها حماية من الدنيا، وتترك معه أبناءها خلال العمل. 

◄ جثة 
وذات يومًا تلقت هبة اتصالا هاتفيا يبلغها بأن ابنتها سقطت من الطابق الثامن، فهرعت مسرعة لتجد ابنتها على الأرض لتتهم طليقها في محضر رسمي بقتلها.

وخلال فترة حبس طليقها تلقت اتصالا هاتفيًا من عم اولادها وشقيق طليقها المحبوس يطالبها أن يأتي اليها لرؤية أبناء أخيه، وقبلت هبة ذلك لكنها طلبت من زوجها ألا يترك البيت في هذا اليوم، وذلك حتى ينصرف عم الأولاد، وجاء العم وتركته مع أبناء اخيه ودخلت الغرفة الأخرى مع زوجها، وخرجت فلم تجده، وسألت: «أين ذهب عمكم، فأجاب الأبناء: ما نعرفش».

اتصلت هبة به وسألته عن سبب نزوله من المنزل دون أن يعرف أحد، فقال لها: مقدرتش استحمل لما عرفت أنك اتجوزتي انا كنت أولى أربي ولاد أخويا، وهنا طلبت منه هبة التوقف عن هذا الحديث وأغلقت في وجهه الهاتف، وبعد ساعات خرجت وزميلتها لشراء بعض مستلزمات المنزل، ولاحظت تواجد شخص يخفي وجهه بـ كمامة ويقترب منها، فنظرت اليه، ففوجئت به يلقى في وجهها من زجاجة مياه النار التي طالت وجهها ورقبتها. 

نقلت هبة للمستشفى بعد أن فقدت عينها اليمنى وتشوه وجهها، وظلت تخضع للعلاج، وخلال التحقيقات اتهمت شقيق زوجها والذي تبين أنه كان قاصدا تشويه وجهها، وفعل ذلك من أجل أن لا تكون لرجل غيره، وبالفعل تخلى الزوج عن هبة بعد أن فقدت جمالها وباتت سيدة مشوهة الملامح محروقة الوجه.

وبعد أن تعرضت هبة للاعتداء على يد والدها وفقدت ابنتها وتشوه وجهها، وجدت رجلا يقبلها على ذلك، فتزوجت من بائع فوانيس يتجاوز الـ 50 من العمر، واستأجرت وحدة سكنية مقابل 1000 جنيه شهريا، ولا تزال تعمل خادمة في المنازل ببورسعيد. 

تستيقظ هبة في كل يوم مع صلاة الفجر لتعطي السيدة العجوز التي تعمل لديها العلاج وتجهز لها الإفطار، وتبدأ في أعمال النظافة وتجهيز الغداء، ثم تستكمل يومها في خدمة السيدة وتلبية طلباتها، وتعود للقاهرة في كل شهر بـ 3500 جنيه تتركهم لزوجها بائع الفوانيس المُسن، يدفع منها الإيجار وينفق بهم على ابنائها الأربعة من الـ 3 أزواج. 

تقول هبة لـ «أخبار الحوادث» إنها كتاب من المآسي مرت في حياتها بظروف لا يمكن أن يتحملها بشر، لكنها راضية بقضاء الله، مؤمنة بأنه سبحانه وتعالى سوف ينصرها ويعيد لها حقها ممن ظلمها، وأشارت أنها تطمح فقط في أن يكون لها وحدة سكنية تخلصها من الإيجار، وتكون حماية لابنها.


 

;