اشقاؤها غابوا عن جنازتها.. وحضروا تقسيم التركة

غوايش المتسولة المليونيرة.. بعد وفاتها عثر أهالي قنا على 6 أجولة بها عملات معدنية ومبالغ مالية

المتسولة المليونيرة
المتسولة المليونيرة

..قبل 20  عامًا، قدمت خيرية أحمد عبد الجليل، الشهيرة بـ «غوايش»، إلى مركز الوقف، الذي يقع شمالي محافظة قنا، كانت وقتها ترتدي ثيابًا مهلهلة، تجلس في الطرقات وأمام المساجد، تسير في الشوارع تلهو مع الأطفال، وتفترش الأرصفة، حتى شاهدها أحد فاعلي الخير، وطلب منها أن تعيش في منزل ملكه،  مبني من الطوب اللبن،  حتى يحميها من أشعة الشمس الحارقة وبرد الشتاء القارص، ومن نهش الحيوانات الضالة.

◄ جيرانها: كانت محبوبة وطيبة.. و"اللي بتجمعه مش لها"

■ جيران «غوايش» خلال حديثهم لأخبار الحوادث

من هنا بدأت قصة «غوايش» مع أهالي القرية، كانوا يحبونها وتحبهم، يعطفون عليها ويساعدونها،  يحمونها من كل شيء،  حتى في مرضها، لم يتركوها ابدًا حتى تُشفى من علتها، وكأنها واحدة منهم، إلى أن جاء يوم وفاتها، والعثور على «كنز غوايش»، وتوزيع تركتها على أقاربها، الذين لم يسألوا عنها طوال حياتها.

◄ بعد الوفاة
منذ أيام، مرضت «غوايش»، نقلها أهالي الوقف، المعروف عنهم الكرم، وإكرام الضيف، إلى المستشفى، حتى توفيت بعد مرورها بوعكة صحية شديدة، أودت بحياتها، حضرت شقيقتها، للتوقيع على استلام الجثة، وتركتها قبل أن تدفنها، وكفنها ودفنها من عاشت معهم طوال السنة الماضية.

وأثناء دفن الجثة في مقابر الوقف، أوضح أكثر من شخص، أن «غوايش»، تركت معه مبالغ مالية على سبيل الأمانة، قبل وفاتها،  فكر البعض وقتها، أن يخرج هذه المبالغ، كصدقة جارية على روحها، إلا أنهم فوجئوا بعد ذلك، بالعثور على 6 أجولة، ممتلئة بالنقود المعدنية فئة جنيه، وزنت 250 كيلو، و قرابة 30 ألف جنيه، من فئة 5 جنيهات، وحتى مائتي جنيه،  و 3 آلاف جنيه،  فئة جنيه ورقي.

◄ اقرأ أيضًا | «غوايش».. العثور على 250 كيلو من النقود المعدنية بمنزل «المليونيرة المتسولة»

لم يتوقع الأهالي وقتها، ما حدث، والعثور على هذه المبالغ في عشة صغيرة، داخل منزل، كانت تعيش فيه، طيلة السنوات الماضية،  خاصة لأنها كانت فقيرة، زاهدة في الحياة، تعيش على فطرتها، ما تجمعه من مال، ليس لها بل للأطفال والصغار، كانت تشتري لهم الحلوى والساقع، وتلهو معهم وتحن عليهم، وتعتبرهم أبناءها، بالرغم من أنها لم تكن تعي ما تفعله.

على الفور، شكل أهالي الوقف، لجنة من الأهالي، لحصر المبلغ المعثور عليه، والتواصل مع أشقاء «غوايش»، وتوزيع التركة فيما بينهم بالتساوي بشرع الله، ونشروا فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتقسيم التركة، والذي لاقى حالة من الجدل، والاستغراب من الجميع.

وطالب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بتوزيع التركة على الفقراء والمرضى، أفضل من توزيعها على أشقائها، الذين لم يسألوا عنها طوال حياتها، ولم يظهروا حتى في جنازتها، وظهروا فقط وقت التقسيم، إلا أن أهالي الوقف طبقوا الشريعة، وسلموا المبلغ لأشقائها.

وبعد تداول فيديو تقسيم التركة على أشقائها، عبر فيسبوك، علق البعض وكتب قائلا:«من سأل الناس دون حاجة جعل الله فقره بين عينيه حتى يلقاه، غوايش ماتت فى عشة غير آدمية، وتركت خلفها حصيلة سنوات التسول الطويلة، وياريت عندنا نص حظ غوايش، ودي غوايش اللي نعرفها يا ناس، وفاكرة يابنت غوايش لما كانت تقابلنا في الشارع».

◄ على طبيعتها
أخبار الحوادث، التقت جيران «غوايش»، أكدوا؛ أنها لم تكن متسولة بالمعنى المعروف للتسول، بل كانت زاهدة في الدنيا، تعيش على الفطرة، تحب الجميع ويحبها الجميع، تجلس في الطرقات وأمام المساجد،  وتطلب من المارة «جنيه واحد»، وعندما تجمع مبلغا تشتري به حلوى وساقع للأطفال، الذين حزنوا على وفاتها .

وأشار الجيران؛ إلى أن السيدة غوايش، أصابها المرض، وتم نقلها إلى المستشفى، ووقف بجانبها أهالي الوقف، وغاب أهلها عن المشهد، وبعد وفاتها، ظهرت شقيقتها في المستشفى، حتى توقع على استلام الجثة، وتركتها شقيقتها بعد وفاتها، وكفنها ودفنها أهالي الوقف التي كانت تعيش معهم.

وألمح الأهالي، أن أقارب «غوايش» غابوا عن حياتها وظهروا في تقسيم تركتها، وتم تسليمهم التركة بالميراث الشرعي، بعد تحديد لجنة لتقسيم التركة وحصد الأموال.

وكشف أهالي مركز الوقف، أن الهدف من نشر فيديو تقسيم ما عثر عليه من مبالغ مالية، هو أن هناك أناسا كانوا يعطون مبالغ مالية للمرحومة غوايش، ومن هذه المبالغ ما كان على سبيل الأمانة، فأراد أهل القرية، أن يُعلموا هؤلاء بأنه إذا كان لأحد أي مبلغ مالي لديها ويريد أن يسترده فليذهب إلى أهلها ويحصل عليه، ثم تم تقسيم المبالغ على أشقائها بالتساوي.

وألمح الأهالي؛ أن المبالغ المعثور عليها، لم يصل إلى مليون جنيه، كما نُشر في بعض المواقع، بل عُثر على مبالغ مالية من فئة 5 جنيهات وحتى مائتي جنيه، وصلت إلى قرابة 30 ألف جنيه، وأن الجنيهات من العملة المعدنية، لم يتوصلوا إلى عددها، نظرة لكثرتها، وتم وزنها وتوزيعها عن طريق الميزان، وصلت قرابة 250 كيلو من العملة المعدنية فئة جنيه، وقرابة 3 آلاف جنيه ورقية فئة جنيه.

وأشار الأهالي، إلى أن أحد أهالي المنطقة، كان متبرعا بمنزل للسيدة غوايش، تعيش فيه، وتم العثور على المبلغ الذي كان ظاهرا وليس مدفونا أو في مخبأ، وكان لديها أموالا، لدى أشخاص آخرين، ولم يستطع أحد تحديد المبلغ حتى الآن.

واشار الأهالي؛ أن غوايش لم تكن متسولة، بمعنى التسول المعروف، بل كانت سيدة تعيش على الفطرة، تطلب من كل من تقابله «هات جنيه»، وكانت لا تعرف قيمة العملة التي في يدها، فهي مسلوبة الإرادة، لا تسطيع أن تفرق بين الخمسة جنيهات والمائتي جنيه مثلا، وكانت تشتري للأطفال حلوى وساقع، فقد عاشت وماتت على الفطرة.


 

 

 

;