«كبار العلماء»: التصدق على المحتاجين مقدم على حج النافلة

جانب من ملتقى كبار العلماء بالجامع الأزهر
جانب من ملتقى كبار العلماء بالجامع الأزهر

أكد الملتقى العلمى الثامن عشر لهيئة كبار العلماء، أن التكافل الاجتماعى والتصدق على المحتاجين مقدم على حج النافلة لمن أدى الفريضة.

عقد الملتقى فى رحاب الجامع الأزهر، تحت عنوان «حجة النبى فى ضوء السنة النبوية.. معطيات ودلالات»، وفيه أكد الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن الله تعالى قد أوجب الحَجّ على كلّ مسلم مرّة واحدة فى العُمر، بشرط الاستطاعة، والتى تتحقق بتحصيل أسبابها المباحة، ومن خلال الكسب الحلال، مشددا على أن من كان زاده وراحلته من كسب غير حلال؛ كالرشوة، أو المتاجرة فى المخدرات، أو السطو على حقوق الآخرين فى الميراث، وغير ذلك، فهو مستطيع فى الظاهر، لكن عمله غير مقبول عند الله تعالى، لأن الله طيب لا يقبل إلا الطيب.

وأضاف أن التكافل الاجتماعى والتصدق على الفقراء والمحتاجين أولى من حج النافلة لمن أدى حج الفريضة؛ وذلك من باب أن النفقة المتعدية أولى من النفقة القاصرة، كما أن الله تعالى يسّر مناسك الحج لعباده الحُجّاج، وجعل لهم فى أمرهم سعة؛ فقد يسّر عليهم فى الصلاة، ورخّص لهم أن يقصروا فيها، ويجمعوا بين الصلوات، والتيسير فى وجوب الحَجّ مرّة واحدة فى العُمر.

وأكد الدكتور مصطفى محمد أبو عمارة، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن حجة الوداع الذى حج فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هى حجة البلاغ، حيث بين صلى الله عليه وسلم فيها الكثير من الأمور، وصحح فيها الكثير من المخالفات التى كانت ترتكب فى شعيرة الحج قبل الإسلام، مثل منع الطواف بالبيت الحرام عراة من غير ثياب، أو منع العمرة فى الأشهر الحرم، فكان النبى صلى الله عليه وسلم بتوجيهاته لأمته ونصحه مصححا لهذه العبادة، وحافظا لها من مظاهر التحريف، وإتمام لأمر هذا الدين الذى جاء لسعادة البشرية.

وبيّن الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، أن حجة الرسول صلى الله عليه وسلم لبيت الله الحرام، روى تفاصيلها العديد من الصحابة، إلا أن سيدنا جابر بن عبد الله، رضى الله عنه، هو صاحب أطول رواية فى بيان مناسك الحج، مؤكدا أن الصحابة الكرام كانوا حريصين أشد الحرص على مرافقة رسول الله فى حجته، ليشاهدوه بأعينهم، ويسمعوا منه بآذانهم؛ ليقتدوا به صلى الله عليه وسلم فى قوله وفعله، لافتا أن فى ذلك أبلغ رد على دعاة الثقافة والتنوير الذين يسعون للتشكيك والطعن فى شعائر الحج من وقت لآخر، قائلا: «إن شعائر الحج جزء من الوحى السماوي، وما كان من الوحى ليس للعقل أن يطعن فيه».

كما تحدث عن معالم حجة الوداع، والتى بيّن فيها النبى صلى الله عليه وسلم الحقوق والواجبات، كما أوصى النبى صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع بالمرأة ورعايتها وإكرامها والحفاظ عليها كزوجة وأم وأخت، وكشريكة فى بناء المجتمع.
 

إقرأ أيضاً|أيمن الحجار: تعاملوا مع أبنائكم برحمة حتى يبروكم فى الكبر