في معرض «مشاهد» للفنان محمد باطة.. لوحات تجمع بين المشرط والريشة!

إحدى لوحات الفنان محمد أباظة
إحدى لوحات الفنان محمد أباظة

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب

صاحب تجربة فنية خاصة، يتمتع بقدرات إبداعية تعكس شيئًا من روح العزلة والصمت الرومانسي.. الفن بالنسبة له إعادة  تشكيل وصياغة رؤية العالم بواقع جديد يجعلنا نحس فيه بحالة من الفرح والاطمئنان وعدم الشعور بالضياع عن طريق إعادتنا إلى منابع الوجود الأولى التى تستند إلى البراءة والفطرة والحلم والجمال.. هذا ما نجده فى معرض الفنان محمد باطة «مشاهد» المقام حاليا بقاعة «جرانت» بالقاهرة، ويضم ٢٩ عملا ما بين لوحات زيتية وأخرى بالألوان المائية والإكريلك.

محمد باطة هو طبيب جراح وفنان تشكيلي، يمسك بالمشرط ليحيل الآلام والدموع إلى راحة وابتسامات، وبيده الأخرى يمسك الريشة ليحيل الألوان الصامتة إلى لوحات ناطقة بالبراعة والجمال. ويمزج الفنان بين الأسلوبين الانطباعي والتعبيري، ويتناول أعماله بالتلخيص الذى يصل أحيانا إلى حد التجريد، ويميل إلى تناول رسم المناظر والطبيعة المصرية والطبيعة الصامتة، ويعد هذا المعرض السابع الذى يشارك به الفنان في الحركة التشكيلية المصرية.

حينما نتأمل فى مجموعة لوحاته، نجد أنفسنا أمام سيرة ذاتية له سواء أراد الإفصاح عن ذلك أم لا، وتكشف عن ذلك الأشكال والرموز التى تتضمنها أعماله، وهناك أبعاد روحية تجعل الظاهر من اللوحة يتلاشى ويصبح مجرد العبور من خلال خطاب خفى ساهمت فى تشكيله مفردات ورموز اختزنتها ذاكرة الفنان منذ سنوات الطفولة والصبا.

يعرض باطة لوحات تنقل لنا كثافة حزن وحياء عبر مواضيع بسيطة مثل طبيعة صامتة بأضواء خافتة، ويتسم أسلوبه بالمزج بين الانطباعية التى تلتقط لحظة هاربة من الزمن، والأسلوب التعبيرى الذى يميز لوحاته.

ويشكل الفنان معالم اللوحة على خلفية من المساحات الملونة بطريقة مميزة وفريدة بأسلوب اللمسة اللونية القوية والكشط والتهشير، وهو ما يعكس تلك الحالة المتواصلة ما بين الحذف والإضافة أثناء إبداعه وبنائه للعمل الفنى.