كنوز| مقال: أحمد خالد توفيق: أغبياء الروح

 أحمد خالد توفيق.
أحمد خالد توفيق.

 

تعودت على أن هناك بابًا لكل إنسان.. يوصلك لروحه.. لصداقته.. لفهم منطقه وطريقته فى التفكير.

لكن هناك أشخاصًا ذوى أرواح مغلقة بالشمع الأحمرلا يمكن الوصول لهم.. من الأفضل مع هؤلاء أن تتحاشاهم ولا تضيع وقتك معهم.
لا أستطيع تعريف هؤلاء القوم لكنك تعرفهم بسهولة عندما تراهم.
ليست السمة المميزة لهؤلاء هى الشر ولكنها صفة الغباء.. كلهم أغبياء.. وغباء الروح يختلف جدًا عن غباء العقل !
أنت لا تستطيع أبدًا أن تحب صاحب الروح الغبية.. بينما يمكنك بسهولة أن تحب شخصًا محدود الذكاء طيب القلب.
هناك عمال وبوابو عمارات وبائعات خضر فى السوق.. كلهم لم يتلقوا أى تعليمٍ ومعظمهم محدود الذكاء لكنى أشعر معهم بالكثير من الراحة والمرح.
بينما قد أقابل أستاذًا جامعيًا ذا روحٍ غبيةٍ فلا أتحمله خمس دقائق.
تقدم له خدمةً فلا يمتن لك!
تعتذر عن خطأ ارتكبته فى حقه فيشتمك كأنك لم تقل شيئًا ولم تعتذر! 
تداعبه فلا يضحك أو تداعبه فلا يفهم الدعابة ويشتمك!
هناك قصة قصيرة أو مقال رائع للعبقرى الساخر «محمد عفيفى» يحكى فيه عن امرأةٍ من هذا الطراز قابلها لدى صديقٍ له.. يقول لها :
- «تصورى إن فيه ناس فاكرة «هتلر» مسلم .. هه هه».
كان هذا أيام الحرب العالمية الثانية.. لكن المرأة تقول فى سماجةٍ :
- «ما جايز مسلم ف قلبه.. هو حد فتح صدره وشاف فيه إيه ؟!».
فى النهاية شعر بأن هذه الولية تكرهه وتكره وجوده.
وكأن هناك تهمة خطيرة اسمها «تهمة التواجد على قيد الحياة»!
عرفت الكثيرين من هؤلاء وتعلمت مع الوقت ألا أعبأ بهم. 
ليس عليّ أن أقنع كل شخصٍ على وجه الأرض أن يحبنى!
ابتعد عنهم كأنهم مصابون بالطاعون.
الكارثة الحقيقية هى أن تضطر للتعامل معهم ولا مفر لك.. أن يكون أحدهم رئيسك فى العمل أو شريكك. 
والألعن أن يكون زوجك أو زوجتك!
●●●
● كنوز: نعيد نشر هذا المقال احتفالاً بالشمعة 61 التى نضيئها مع كل الشباب فى مصر والعالم العربى الذين ارتبطوا بعرابهم الطبيب الأديب أحمد خالد توفيق الذى نجح فى جعل الشباب يلتهمون إبداعاته التى حققت نجاحاتٍ خرافية بدأها بأول سلسلة خيالية، وقصص «ما وراء الطبيعة» و«فانتازيا» و«سفارى»، و«يوتيوبيا» التى تُرجمت لعدة لغات، و«قوس قزح» و«عقل بلا جسد» و«حظك اليوم» و«الآن نفتح الصندوق» و«لست وحدك»، والمقالات التى كان يكتبها للصحف والمواقع الإليكترونية ومجلة «الشباب»، وترجمته لسلسلة قصص الرعب العالمية مثل: «بولانيك» و«دير مافوريا» ورواية «نادى القتال» و«عداء الطائرة الورقية».