ألاعيب الغشاشين في الثانوية العامة.. سماعات خفية وجروبات تليجرام وتحويلات مخالفة

رضا حجازي
رضا حجازي

■ كتب: أحمد جمال

انطلقت امتحانات الثانوية العامة بأداء المواد غير المضافة إلى المجموع، فيما سيبدأ ما يقرب من 790 ألف طالب مشاركتهم فى المواد الأساسية الأحد المقبل، يأتى ذلك من حيث تتوالى تحذيرات عدد من المعلمين وأولياء الأمور من استخدام أدوات وأساليب الغش التى تهدد بغياب العدالة بين الطلاب.
شددت وزارة التربية والتعليم من إجراءاتها لمكافحة الغش هذا العام واتخذت خطوات إيجابية بعد أن وفرت كاميرات لمراقبة الامتحانات فى بعض اللجان، إلى جانب توزيع طلاب لجان المدارس الخاصة التى ثبت تحويل طلاب إليها بالمخالفة للقانون بهدف تحويلها إلى لجان غش جماعي، بخلاف الإجراءات التى اتخذتها على مستوى المواجهة الإلكترونية لصفحات الغش التى تنتشر كل عام باسم «شاومينج».

 

◄ رضا حجازي: كاميرات مراقبة باللجان لرصد محاولات الغش

◄ اقتراحات بمعاقبة المدارس الخاصة على مخالفات التحويلات

لكن معلمًا يعمل بإحدى المدارس الخاصة بمحافظة سوهاج، قال إن الخطوات ليست كافية، مشيراً إلى أن إدارات التعليم الخاص بالمحافظات والإدارات التعليمية عليها دور فى كشف ما يدور بالخفاء بعد أن عمدت بعض المدارس إلى جذب مئات الطلاب إليها مع تقديم وعود لهم بتسهيل عملية الغش، لافتًا إلى أن هذه المدارس أسست جروبات على موقعى «واتساب» و»تليجرام» وأشركت الطلاب فيها دون أن تحدد لهم بشكل مباشر الهدف من إنشائها.

ما حدث فى مدرسة «ج.أ»، تكرر أيضا فى إحدى المدارس الخاصة بمدنية أخميم بسوهاج، وبحسب مصدر مطلع بمديرية التربية والتعليم بسوهاج فإن المدرسة ضاعفت مصروفاتها منذ بداية العام وضمت الطلاب لجروب على موقع «واتساب» لكن صاحب المدرسة عاد قبل أيام وأكد لأولياء الأمور أن الوزارة تشدد الإجراءات هذا العام وأنه سيبذل قصارى جهده لمساعدتهم.

وأوضح المصدر أن القرار الذى اتخذته الوزارة مؤخراً بوقف جميع التحويلات بالمرحلة الثانوية وعدم قبول تحويل أى طالب فى صفوف النقل للمرحلة الثانوية إلا بعد العرض على لجنة مخصصة ومشكلة من قبل مدير المديرية، قرار إيجابى فى شكله لكنه يشكل ضغطاً قويًا على المديريات التعليمية فى ظل مئات بل آلاف حالات التحويل التى تتم كل عام لأسباب مختلفة.

وشدد على أن الطريق الأسهل يتمثل فى معاقبة المدارس الخاصة التى يثبت أنها ضاعفت مصروفاتها وخدعت الطلاب وأولياء أمورهم، خاصة أن خالد عبدالحكم مدير الإدارة العامة للامتحانات ونائب رئيس امتحانات الثانوية العامة على علم بأسماء هذه المدارس ويمكن اتخاذ إجراءات عقابية سريعة ضدها بمعرفة الشئون القانونية.

وقررت الوزارة وقف جميع التحويلات بالمرحلة الثانوية وعدم قبول تحويل أى طالب فى صفوف النقل للمرحلة الثانوية إلا بعد العرض على لجنة مخصصة ومشكلة من قبل مدير المديرية لفحص هذه التحويلات والموافقة عليها أو رفضها. كما أكدت الوزارة، فى خطاب رسمى موجه للمديريات التعليمية، عدم تحويل أى طالب فى الصف الثالث الثانوى بين المدارس داخل الإدارة أو بين الإدارات وبعضها داخل المديرية أو بين المديريات المختلفة إلا بعد الرجوع للجنة المركزية المشكلة بالإدارة العامة للتعليم الثانوى بديوان عام الوزارة.

وجاء ذلك بعد انتهاء إدارة التحقيقات بالوزارة من  تكليف الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم، بتشكيل لجنة لبحث الشكوى المقدمة فى تحويل الطلاب بالصف الثالث الثانوى إلى إدارتى المنشأة والبلينا بسوهاج فوق الكثافة العددية المقررة لكل منهما.

واستطاعت اللجنة مراجعة كافة أعمال التحويلات التى تمت لطلاب الصف الثالث الثانوى هذا العام، خلال فترة التحويلات، داخل الإدارات التعليمية بمحافظات سوهاج وأسيوط وقنا، حيث تم ضبط مئات التحويلات لطلاب ثانوية عامة حولوا ملفاتهم من مدارس حكومية لمدارس خاصة داخل نفس الإدارة التعليمية التابعين لها أملًا منهم فى أن يتم تسكينهم فى لجان امتحانية بعينها طمعا فى ممارسة أعمال الغش فى الامتحانات هذا العام، إلا أن مديرية التربية والتعليم بسوهاج والمسئولين عن امتحانات الثانوية العامة بالوزارة تنبهوا للأمر مبكرا.

وقالت إيمان عمر، ولية أمر أحد الطلاب بالصف الثالث الثانوي، إن الطلاب أضحوا على قناعة بأن الوزارة جادة هذا العام فى مواجهة الغش، بالتالى لجأوا لأساليب جديدة تساعدهم على تنفيذ حيلهم دون أن يتم ضبطهم ما كان سببًا فى زيادة معدلات الإقبال على شراء سماعات خفية يتم إدخالها بالأذن وتعمل بشكل تلقائى دون أن يحتاج الطالب لتشغيلها ومن خلالها يتلقى الطلاب إجابات الأسئلة التى دائما ما يتم تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعى بعد دقائق من بدء الامتحان.

وأكدت أن أسعار السماعات تضاعفت خلال الأسبوعين الماضيين ووصلت إلى 1000 جنيه ويتم ترويجها على نطاق واسع بمواقع التواصل ويقوم أشخاص مجهولون بتوصيلها إلى منازل الطلاب، والأكثر من ذلك أن الجروبات التى تحمل اسم «شاومينج» تعددت والبعض منها يطالب الطلاب بدفع أموال مقدمة نظير إرسال أسئلة الامتحانات، وهو أمر لا يتحقق كل عام لكنها تبقى إحدى وسائل الغش.

من جانبه، قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، إن تحقيق العدالة فى امتحانات الثانوية العامة أمر أساسى لكى يحصل كل طالب على درجة نهائية تترجم قدراته وكفاءته العلمية وتقيس المهارات والمعلومات التى حصلها فى كل مادة دراسية، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم لديها خبرات وافية ومعرفة كبيرة بكافة وسائل الغش والأماكن التى ينتشر فيها على نطاق واسع.

وأضاف أن الوزير رضا حجازي، قام هذا العام بإغلاق لجان أولاد الأكابر أو التى شهدت عمليات غش جماعى العام الماضى وقام بتحويل الطلاب إلى لجان امتحانية أخرى تحت سيطرة الوزارة، لافتًا إلى أن امتحانات هذا العام ستكون بطريقة المتابعة الجادة لما يدور داخل الامتحان إلكترونيًا وملاحظة الطلاب قبل بدء الامتحانات وعقب دخولهم اللجان الامتحانية. وأشار إلى أن الوزارة لن تسمح بالغش أو التسريب لأن ذلك يمس الأمن القومي، كما أنه تم تغليظ عقوبات الغش ماديًا وأدبيًا، وأن أى محاولات للغش ستكون محل معرفة من جانب الجهات التى تشرف على عملية الامتحانات.

واطمأن الدكتور رضا حجازي، على سلامة إجراءات الاستعداد للامتحانات، مشددا على إعادة تدوير العمال داخل الإدارات فى لجان الثانوية العامة، كما استعرض الإجراءات والضوابط المشددة لمنع الغش فى اللجان، مشيرًا إلى أنه تم منع تحويلات الطلاب واستبعاد اللجان التى شهدت شغبا أو غشا العام الماضي، لافتا إلى أنه تم وضع كاميرات مراقبة باللجان، لرصد أى محاولات للغش وإيقافها قبل أن تتم، وكل هذا لصالح الطلاب وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص.

وجدد الوزير التأكيد على أنه سيتم وضع باركود على البابل شيت وورقة الإجابة للأسئلة المقالية مع بيانات الطالب، وأسفل الورقة لضمان حق الطالب، كما اطمأن الدكتور رضا حجازى على نسب توافر أعداد كتيبات المفاهيم فى كل مديرية لضمان توفر الأعداد الكافية لطلاب الثانوية العامة أثناء الامتحانات.

وأكدت الوزارة أنه تم ترتيب مقاعد الطلاب بشكل يراعى التباعد اللازم بين الطلاب، مشددة على أن إجمالى عدد الطلاب فى كل لجنة لن يتعدى الـ20 طالبا يتم ترتيب جلوسهم وبترتيب أرقام الجلوس، وذلك تنفيذا لتعليمات الوزارة، وأنه تم تعليق كشوف المناداة بجميع اللجان، موضحا فيها اسم كل طالب ورقم جلوسه ورقم اللجنة واسم الامتحان وعدد الطلاب وغيرها من البيانات الخاصة بالطلاب، كما تم تنظيف جميع السبورات.

◄ اقرأ أيضًا | وزير التعليم: لا يوجد مشكلة في اختلاف باركود البابل شيت عن البوكليت| خاص

وأشارت مديريات التربية والتعليم إلى أن وزير التربية والتعليم أصدر تعليمات مشددة أكد خلالها على الالتزام بالقوانين واللوائح والقرارات الوزارية المنظمة لمواجهة الغش، مؤكداً عــــلى ضرورة منع تواجد الهواتف المحمولة في لجان الامتحان والتنسيق والتعاون بين الجميع لحل المشاكل أولا بأول.

وبحسب وزارة التربية والتعليم فإن عدد طلاب امتحانات الثانوية العامة لهذا العام يبلغ 783025 طالبا، من بينهم عدد 276211 طالبا، بالشعبة الأدبية، وعدد 391671 طالبا بالشعبة العلمية (علوم) وعدد 98658 طالبا بالشعبة العلمية (رياضيات).

وأضافت الوزارة أن عدد لجان النظام والمراقبة يبلغ ١١ لجنة بكل قطاع على مستوى الجمهورية، وعدد لجان سير الامتحان 2098 لجنة بكل قطاع على مستوى الجمهورية، كما يبلغ عدد طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا الذين يؤدون الامتحان هذا العام 1824 طالبا، وعدد الطلاب المكفوفين الذين يؤدون الامتحان 255 طالبا، بينما يؤدى عدد 80 طالبا الامتحان فى مراكز التأهيل، بالإضافة إلى عدد 34 طالبا يؤدون الامتحان فى لجان المستشفيات.