إبراهيم ربيع يكتب: « خربشة »

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

أكبر عملية تحفيل هى التى تابعناها بعد مباراة الأهلى والوداد..وكان التحفيل صريحا وواضحا ومباشرا ولايحمل أية أوجه أخري..بل قبل المباراة كانت النوايا أيضا تحمل كل الصفات المذكورة عن التحفيل..

دخل الأهلوية والزملكاوية فى معركة أمنيات بالفوز والهزيمة والتهديد والوعيد حتى أن مشجعا لانعرف هويته ولا من أرسله وقف حاملا علم الزمالك هاتفا للوداد فى وجه بعثة الأهلى ونال مايستحق ومالا يستحق من سلخ وتقطيع وتكييس.. سيسأل كل واحد نفسه لماذا هذا اللدد فى الخصومة لأن الأمر تجاوز كل مظاهر المكايدة الجماهيرية فى العالم..

نحن متفوقون جدا وأكبر صناع الكراهية فيما بيننا فى الرياضة وغيرها..نتنافس بعمق وضراوة ليس على حب من ننتمى إليه بل على كراهية من ينافسه..

الأهلوية يكرهون الزمالك أكثر مما يحبون الأهلى والزملكاوية هكذا أيضا.. إذا لم يكن ناديهم طرفا من طرفين فى منافسة لابد وأن يكونوا هم طرفا ثالثا..

والمؤكد أننا لم نكن هكذا زمان أيام صالح سليم وحسن حلمى وماقبلهما لأن ذهنية هذا الجيل القديم الرائع كانت نظيفة لم يعكرها حصار كتائب الارتزاق وأمراء الطائفية الكروية الذين يستمدون قوتهم من الخصومة ويكافأون عليها أدبيا وماليا، لأنهم لايملكون رصيدا ثقافيا ولا اجتماعيا ولا أدبيا ولا أخلاقيا أكثر من أنهم إما كانوا مجرد لاعبين قدامى أو مشجعين موتورين أصبحوا فجأة أصحاب قرار..

أنت ترى وتسمع وتشاهد الآن قيادات فى الناديين تستخدم نفس مفردات الدرجة الثالثة وترى أكثر الصور الملتقطة رواجا بعد المباراة لصحفيين وإعلاميين لايخجلون من الاحتفال والتحفيل رغم وضعيتهم الخاصة كقيادات رأي كل شىء بثمن فى زمن اتساع المشاركة الجماهيرية عبر منصات التواصل..والجمهور المتهم بانحراف التشجيع هو فى الترتيب الثالث من أسباب الظاهرة لأن المركز الأول محجوز للقيادات والثانى للإعلام..

ولا أتمنى أن يتفزلك أحدهم ويقول إن ملاعب العالم كلها فيها هذا التعصب، لأنه مش فاهم لضحالة ثقافته وذهنيته أن المقارنة مختلة مثل عقليته..لأن ماهناك هو الاستثناء وماعندنا هو القاعدة..طيب هنعمل إيه؟..

ومنين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه ؟..مفيش إجابات ولن تكون، مادمنا مقتنعين أن اللعب بالنار الحارقة ليس إلا مجرد تسلية بالألعاب النارية..