إنها مصر

كرم جبر يكتب: هل تذكرون ؟

كرم جبر
كرم جبر

هل تذكرون «طائر النهضة» الذى هلل له الإخوان ثم انقلب غراباً، و»أنهار العسل» التى وعد بها العريان وأصبحت «مية نار»؟، ومرسى الذى امتدح الطوارئ زاعماً أنها مذكورة فى القرآن وهو يجلس على كرسي الحكم، بينما هو وجماعته كانوا الأكثر شجباً وبكاءً على أطلالها وهم خارج السلطة.. وإنما «الكذب» أسلوب ممنهج يتم استدعاؤه فى كل المواقف.

وتجسدت المهزلة أيضاً فى أكاذيب صفوت حجازى «بالملايين على القدس رايحين»، ولم يتوار خجلاً وهو يزايد على المشاعر الوطنية، بينما رئيسه يصف شيمون بيريز بـ «عزيزى وصديقى العظيم»، وبينما كان أبناء مصر الأبرار يستشهدون فى سيناء على أيدى أعوانهم من الإرهابيين، تحت رعاية الإخوان وحمايتهم ودعمهم.

كان مستحيلاً أن تصمد أكاذيبهم أمام وعى المواطنين البسطاء الذين اكتشفوا أن الإخوان يكذبون كما يتنفسون، فلبست الحقائق قبضة حديدية وأطاحت بهم خارج قصر الحكم.

منهجهم «الكذب» ولم ينكشف هذا الغطاء إلا بعد أن جرَّب الناس بأنفسهم، وكان مستحيلاً أن يقتنعوا أن هؤلاء الناس الطيبين كذابون، وأن أنهارهم لن تفيض عسلاً، ولن يأتى المن والسلوى، إلا بعد أن شاهدوا بأعينهم.

وكما تغلغل الإخوان بسلاح الكذب، انتحروا أيضاً بالكذب، عندما انطلق قادتهم ينشرون بين المصريين أكاذيب لا تنتهى، العريان وأبو بركة وصفوت حجازى والشاطر وغيرهم، حتى سقطت الأقنعة.

فى هذا الوقت بالذات مطلوب المواجهة واليقظة، وأصبح لدى غالبية المصريين حاسة استشعار، لدحض الشائعات التى يروجها أهل الشر.

لا ننسى أن الجماعة تغلغلت تحت جلد المجتمع بأكاذيبها المستمرة، ومثلها الصارخ استنكارهم لمحاولات اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى المنشية «26 أكتوبر 1954»، وظلوا طوال عشرات السنين يقسمون بأغلظ الأيمان، إنها مؤامرة للتخلص منهم، ولكن بعد أن اختطفوا السلطة فى 25 يناير، اعترفوا بأنهم حاولوا اغتيال عبد الناصر فى المنشية عام 1954، وتغزلوا فى مرتكبيها وبطولاتهم.

قبل 2011 تابوا فى السجون، وتقدموا بطلبات من تلقاء نفسهم تتضمن توبتهم عن أى أعمال إرهابية، وتم مخاطبة الجهات القضائية التى تنظر قضاياهم لتأخذ بعين الاعتبار الطلبات المقدمة.

وبدأت فكرة المراجعات فى منتصف الثمانينيات، وأكدوا أن الهدف منها الفصل بين «السياسة» و»الدعوة»، والادعاء بمسح الصورة السلبية للجماعة فى المجتمع، وبداية مرحلة جديدة.

ولكن بعد 2011 تغير كل شيء واستنكروا كل شيء بعد أن ركبوا المظاهرات وزعموا أنهم أصحاب الثورة، ثم قادوا أكبر عمليات إرهابية فى تاريخ مصر، وهددوا وتوعدوا، وأصبح التائبون فى السجون هم قادة التنظيمات الإرهابية.

وكانت المأساة الكبرى فى احتفالات انتصار أكتوبر العظيم عندما جلسوا فى استاد القاهرة، يزعمون أنهم أصحاب النصر، فكانت نهايتهم لأنه يمكن سرقة أى شىء إلا انتصارات الشعوب.