تجدد القتال فى الخرطوم بعد انتهاء هدنة الـ24 ساعة

أنقاض مركز لإيواء النازحين بمدينة الجنينة بعد احتراقه جراء المعارك
أنقاض مركز لإيواء النازحين بمدينة الجنينة بعد احتراقه جراء المعارك

 استيقظ سكان الخرطوم صباح أمس على أصوات تجدد القصف المدفعى والاشتباكات فى مختلف أنحاء العاصمة السودانية، مع انتهاء هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع وفّرت لهم أمس الاول هدوءا لم يعهدوه منذ بدء النزاع قبل نحو شهرين.


وأكد شهود فى الخرطوم  سماع أصوات القصف والاشتباكات بعد عشرة دقائق من انتهاء الهدنة التى تمّ التوصل إليها بوساطة سعودية-أمريكية، لمدة 24 ساعة، وبدأت عند الساعة السادسة صباح أمس الاول بالتوقيت المحلى .

وأشار شهود الى سماع «قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة» فى الخرطوم وضاحية أم درمان بشمال العاصمة، واشتباكات «بمختلف أنواع الأسلحة» فى شارع الهواء بجنوب الخرطوم.

اقرأ ايضاً| في أول مكاسب الهجوم المضاد.. كييف تعلن استعادة قريتين في دونيتسك


كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السودانى والدعم السريع فى منطقة شرق النيل بالعاصمة السودانية ، ومنذ بدء النزاع فى 15 أبريل الماضى بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار سرعان ما كان يتمّ خرقها.

 

 

الا أن شهودا فى الخرطوم اكدوا أن الهدنة احترمت بشكل أفضل من سابقاتها، وأن الهدوء ساد مختلف أنحاء العاصمة بدلا من أصداء القصف المدفعى والجوى أو الاشتباكات.

وأودى النزاع  السودانى بأكثر من 1800 شخص، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، وفقا لوكالات الإغاثة والمنظمات الدولية. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح حوالى مليونى شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا الى دول مجاورة.


وتعانى الخرطوم التى كان يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة قبل بدء المعارك، كغيرها من مدن أخرى، من نقص فى المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية. وتركها مئات الآلاف من سكانها منذ بدء القتال. ورغم  أن توقعات السكان حيال الهدنة كانت متواضعة.

لكن توقف المعارك أتاح لأهل العاصمة شراء احتياجاتهم الضرورية. وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنسانى فى السودان، خاصة فى الخرطوم وإقليم دارفور حيث المعارك على أشدها. ووفقا  لمصادر طبية، أصبحت ثلاثة أرباع المستشفيات فى مناطق القتال خارج الخدمة. ويخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذى يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائى وسوء تغذية الأطفال.


ومن جانبها، ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن قوات الدعم السريع أجبرت موظفيها فى السودان على عمل مقطع فيديو دعائى لصالحها. وبحسب المنظمة تم إيقاف قافلة أطباء بلا حدود بينما كانت تغادر مستودعا، «وطلبت منا قوات الدعم السريع الإدلاء ببيان أمام الكاميرا عن طريقة تعامل قوات الدعم السريع فى القضية وتم إجبارنا على عمل ذلك، حتى يتم السماح لقافلتنا بمواصلة رحلتها».


من جهة أخرى، أعلنت نقابة الأطباء فى ولاية غرب دارفور أن مدينة الجنينة، عاصمة الولاية، تشهد هجمات متتالية خلفت مئات القتلى والجرحى وأدت إلى نزوح الآلاف من منازلهم ومن الملاجئ التى احتموا فيها خلال الأحداث السابقة.

وقالت النقابة فى بيان إن المدينة محاصرة وهناك مئات القتلى وآلاف النازحين فى المدينة منذ اندلاع المعارك. وأضاف البيان أن المنظومة الصحية منهارة وأن المنظمات الإنسانية خرجت عن الخدمة وغادرت ولاية غرب دارفور فيما تم تقييد حركة الأطقم الطبية وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر المياه ووصف البيان ما يحدث فى الجنينة بأنه «أكبر مأساة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية». وقالت النقابة فى البيان: «نناشد العالم التحرك الفورى لوقف «الانتهاكات والمجازر اليومية» فى الجنينة». من جانبه، قال حاكم إقليم دارفور منى أركو مناوى إن ما يحدث فى مدينتى الجنينة وكتم «لا يمكن أن يمر دون تحقيق دولي».


على صعيد آخر، قالت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيمان طرابلسى إن فِرَق الحماية التابعة للجنة فى السودان تستقبل اتصالاتٍ دائمة للإبلاغ عن حالات فقدان واختفاء لإفراد فى العائلات السودانية، وذلك منذ بدء المعارك.

وأوضحت أن عمليات البحث عن المفقودين المبلغ عنهم مستمرة، لكنها تواجه الكثير من العقبات فى السودان، ومن أبرزها استمرار القتال الذى يعيق عمليات التقصي، بالإضافة إلى شح الإمكانيات والموارد الطبية التى تعوق عمليات التعرف على الجثامين أو انتشالها.