معجزة الرياضيات.. «تيد كازينسكي» أخطر مجرم في التاريخ | صور

معجزة الرياضيات.. «تيد كازينسكي» أخطر مجرم في التاريخ
معجزة الرياضيات.. «تيد كازينسكي» أخطر مجرم في التاريخ

بعد خبر وفاة القاتل المتسلسل الأمريكي ثيودور تيد جاي كازينسكي، المعروف بـ يونابومبر «مفجر الجامعات وشركات الطيران» أمس السبت، في المركز الطبي التابع لسجن فيدرالي في باتنر بولاية نورث كارولاينا عن 81 سنة، ولم يعرف سبب الوفاة؛ نشرت صحيفة نيويورك تايمز بعض تفاصيل سيرته الذاتية، حيث تحول كازينسكي من طالب مدرسي متفوق إلى خريج بارز في الرياضيات من جامعة هارفارد إلى معتكف في منطقة ريفية إلى قاتل سيئ السمعة إلى متطرف سجين.

ويعتبر كازينسكي خريج جامعة هارفارد ، وهو منعزل منذ الطفولة ، استهدف الأكاديميين والعلماء وأصحاب متاجر الكمبيوتر وحاول حتى تفجير طائرة تجارية في حملة إرهابية فردية من عام 1978 إلى عام 1995 ضد ما يعتقد أنه شرور التكنولوجيا الحديثة.


وقتل ثلاثة أشخاص وجرح 23 بهدف دفع النظام الاجتماعي الحديث إلى الانهيار في حملة عنيفة انتهت بما يوصف بأطول المطاردات وأكثرها كلفة في التاريخ الأمريكي.

ولفتت الصحيفة إلى أن اعتقاله عام 1996 تلته احتجاجات من ضحاياه على معلقين أخذوا على محمل الجد بياناً من 35 ألف كلمة كتبه ليبرر أفعاله ويسمو بالأفكار التي زعم أنها ألهمته. 

ورأى علماء النفس شاركوا في محاكمته في نصه دليلاً على إصابته بالفصام، وحاول محاموه الدفع بجنونه، لكن كازينسكي تمرد عليهم وسعى إلى تمثيل نفسه بنفسه في المحكمة، مخاطراً بمواجهة حكم بالإعدام.

وأضافت الصحيفة، أن سيرته الذاتية بدأت تتوضح للعلن بعد اعتقاله، إذ إنه سجل 167 نقطة في امتحان لمعدل الذكاء (أي كيو) والتحق بهارفارد وهو لا يزال مراهقاً في الـ16، وحين تابع دراساته العليا في جامعة ميتشيغان، عمل في مجال متخصص جداً من علوم الرياضيات إلى درجة أن أحد أعضاء اللجنة التي أشرفت على أطروحته قال إن 10 أو 12 أميركياً فقط في البلاد يفهمون ما يطرحه، وحين بلغ الـ25 من عمره، أصبح أستاذاً مساعداً في جامعة بيركلي كاليفورنيا.

ولفتت الصحيفة إلى أن كازينسكي سرعان ما انسحب ليس من الحياة الأكاديمية فحسب، بل من العالم المتمدن ككل. 


وبين عام 1971 وتاريخ اعتقاله، عاش في كوخ بناه بنفسه في برية نائية في ولاية مونتانا، ولم يربط منزله بشبكة المياه وبات يقرأ على ضوء شموع صنعها بنفسه وتوقف عن دفع الضرائب وعاش على أرانب كان يصطادها.

ونشرت "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" بيانه المكون من 35 ألف كلمة عام 1995 بعدما هدد بإرسال مزيد من القنابل في حال عدم نشره، ويقول كازينسكي في بيانه إن الأضرار التي تلحق بالبيئة والآثار المنفرة للتكنولوجيا كانت بشعة إلى درجة وجب معها تدمير الأسس الصناعية للحياة الحديثة.

واعتبرت الغالبية الساحقة من الأميركيين يونابومبر مريضاً نفسياً نظراً إلى الإرهاب الذي كان ينشره، فيما لم يجد نصه اهتماماً إلا من قلة قليلة من الناشطين البيئيين.

وأدعى البيان أن التنظيم الحالي للمجتمع يمنح "سياسيين ومديرين تنفيذيين وبيروقراطيين مجهولين" سلطة القرار على "قضايا الحياة والموت للأشخاص" وهذا يجعل الناس المعاصرين مكتئبين على عكس "الإنسان البدائي" الذي اكتسب الرضا من تحديد "قضايا الحياة والموت" الخاصة به ووجد "إحساساً بالأمان" في ما أسماه "الطبيعة البرية".


وبلغت وتيرة ضربات "يونابومبر" معدل أربعة أهداف حتى عام 1987، حين وضع قنبلة في محل للكمبيوترات في سولت لايك سيتي ما لبثت أن انفجرت، لكنه شوهد وتذكرت امرأة ملامحه وتمكن محققون من وضع رسم تقريبي له بناء على شهادتها، إثر ذلك توقف كازينسكي عن شن هجمات لستة أعوام قبل أن يضرب مرتين في أسبوع واحد عام 1993.

وعلى رغم أن أكثر من 150 محققاً بدوام كامل عملوا على قضية "يونابومبر" وفشلوا في الكشف عن هويته، فإن الاختراق في التحقيق جاء بعد نشر البيان في الإعلام.


إذ لاحظت ليندا باتريك، وهي أستاذة مساعدة في الفلسفة عند قراءتها البيان تشابهاً بأفكار وتعابير قالها زوجها عن أخيه الغريب الأطوار.


وعندما قرأ زوج السيدة باتريك، ديفيد كازينسكي البيان أصيب بالصدمة، إذ كانت لغته شبيهة جداً بالرسائل التي كتبها تيد إلى ديفيد، وفوراً تواصل الأخير مع السلطات التي لم تتأخر في تحديد مكان الكوخ واعتقال كازينسكي.