الصدفة وحدها كشفته لص وتاجر مخدرات .. عميل للموساد فى لبنان

مطار رفيق الحريرى فى بيروت الذى هددت إسرائيل بقصفه
مطار رفيق الحريرى فى بيروت الذى هددت إسرائيل بقصفه

مَن أفضل مِن هذا ليلتقطه جهاز الموساد؟ «حسين ج»  موظف بمطار بيروت، تم فصله من عمله لاتهامه بارتكاب جريمة سرقة، ثم اعتقل قبل عامين فى منطقة الحمرا بالعاصمة  اللبنانية، وسجن بتهمة الترويج للمخدرات وبيعها. الغريب أن حقيقته كشفت بالصدفة بعد أيام قليلة فقط، كما يذكر موقع نتسيڤ العبري، حين رصدت المخابرات اللبنانية  اتصالًا عبر «مسنچر» بين رقم لبنانى وآخر صادر من الموساد  وتابع لأحد عملائه.


 بالبحث والتحري، كشفت وزارة العدل اللبنانية هوية المتصل اللبناني، الذى كان فى ذلك الوقت معتقلًا بتهمة تهريب المخدرات، واتضح أنه كان يتجسس على لبنان وحزب الله ومواقعهما فى مطار بيروت، الذى هددت إسرائيل بقصفه، إذا جرى استخدامه لعمليات تهريب أسلحة إيرانية، مثلما فعلت مع سوريا.


بدأت الحكاية عندما نشر حسين البالغ من العمر 31 عامًا والذى كان يعمل كفنى صيانة مولدات فى مطار بيروت، إعلانًا على فيسبوك يريد فيه بيع كليته لتمويل عملية اضطر ابنه الرضيع إلى الخضوع لها. بعدها تقرب إليه  ضابط الموساد تحت اسم «چورچ»، مدعيًا أنه طبيب يعمل فى روسيا وإفريقيا ومستعد لمساعدته. ووعده بوظيفة فى شركة تعنى بصيانة المولدات ، لكن هذا يتطلب أولاً إجراء اختبارات معينة لاختبار مهاراته، بما فى ذلك تصوير مُولِّد بالقرب من أحد المستودعات فى بلدة الشويفات مع الطريق الذى يفصل بينهما وإرسال الإحداثيات والصور بالبريد الإلكتروني. كذلك، طلب چورچ تفاصيل عن حياة وأقارب العميل اللبنانى المرتبط بحركة أمل ويقيم فى الشويفات، وعن أقاربه الذين يعملون فى الأجهزة الأمنية، وقدم تفاصيل دقيقة للمخابرات الإسرائيلية عن مطار بيروت؛ مداخله ومخارجه ومخازن أسلحة ميليشيا حزب الله هناك. بعد أيام قليلة، اتصل الطبيب عبر مسنچر وأخبر حسين أن الشركة أعجبت بسيرته الذاتية وستقوم بتوظيفه، لكنه طلب منه التقاط صورة لأحد المواقع أرسل خريطته من جوجل، وبعد اكتمال المهمة تم تحويل مبلغ 800 دولار من خلال شركة صرافة، ثم انقطع الاتصال بين الطرفين لأكثر من شهر.

ثم طلب الأخير من الشاب اللبنانى تصوير منطقة بالقرب من ملعب الراية مع المبانى المحيطة بها ومداخلها ومواقف السيارات وكاميرات المراقبة،  والتواجد الأمنى هناك، وبعد ذلك انقطعت الاتصالات مرة أخرى حتى أوائل عام 2020. بعد شهر من الانتهاء من المهمتين، اتصل رجل بحسين وقدم نفسه على أنه توني، وأخبره مباشرة أنه من الموساد، وعرض عليه العمل مع المخابرات الإسرائيلية مقابل المساعدة فى سفره إلى أوروبا هو وعائلته، وطلب  منه ضابط الموساد العودة إلى وظيفته فى المطار بأى ثمن، لأن الأخير تركه بسبب حادث السرقة. واستفسر منه عن المبانى الجديدة المنجزة فى المطار ، ومبنى تدريب الطيارين، ومنطقة الشحن الجوي، وعدد الطوابق السفلية، وموقع المولدات، وأسلاك الاتصالات والأسلاك الكهربائية، بالإضافة إلى تفعيل الخدمات الأمنية فى جميع أنحاء الميدان. لم يستمر العميل فى وظيفته طويلًا وغادرها للإتجار فى المخدرات حتى قبض عليه وأودع السجن.