راجعين بقوة| عمال غزل المحلة «الجندى المجهول» فى تشغيل مصنع 4 تجريبيا

محرر «الأخبار» خلال حديثه مع أحد العمال
محرر «الأخبار» خلال حديثه مع أحد العمال

يعتبر عمال شركة غزل المحلة الجندى المجهول فى عملية تشغيل مصنع غزل 4 تجريبيا، يعملون فى صمت، عزموا على التعلم الجيد واتقان مهامهم فى أسرع وقت ممكن، ورغم كبر سن بعضهم إلا أن الجميع كان حريصا على التطوير ومواكبة التكنولوجيا التى تستخدم فى صناعة الغزل والنسيج، لأنه لا يحدث تطوير حقيقى فى أى شركة إلا إذا تم الاهتمام بالعنصر البشرى وتدريبه على استخدام المعدات الحديثة فى عملية الإنتاج.

تحدثت الأخبار مع عدد من عمال مصنع غزل 4، الجميع متفان فى العمل، واستطاعوا الاندماج فى التطوير الذى حدث ومتفائلون بمستقبل باهر واستعادة الريادة والسمعة العالمية الفائقة للمنتجات المصرية من القطن، ويأملون بسرعة الانتهاء من منظومة تطوير صناعة الغزل والنسيج على مستوى الجمهورية، موجهين الشكر للقيادة السياسية على اهتمامهم بإعادة الحياة لهذه الصناعة التى كانت قد اقتربت من الاندثار..

تحدثنا فى البداية مع إسماعيل مدكور 32 عاما يعمل على إحدى ماكينات السحب ريتر، التى تعتبر من الماكينات الرئيسية بخط غزل القطن، فهى تساعد على تحسين جودة الشريط المنتج من حيث الانتظامية والتى تعتبر من أهم الخصائص المطلوبة لإنتاج خيوط..

لم يشهد مدكور أى تحديث وتطوير حدث فى صناعة الغزل والنسيج عندما التحق للعمل بالشركة منذ 10 سنوات، كان يعمل على معدات متهالكة، ولكن عندما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطوير هذه الصناعة بعث الأمل مرة أخرى فى نفسه حتى شاهده على أرض الواقع ويعمل حاليا على واحدة من أحدث الماكينات على مستوى العالم.

وأشار مدكور إلى أنه حصل على تدريب للعمل بالمصنع الجديد ويأمل أن يتم افتتاح باقى مصانع الشركة سريعا حتى تدور عجلة الإنتاج سريعا، وعن طبيعة وظيفة الماكينة التى يعمل عليها كشف أن الماكينة مهمتها السحب من مجموعة ماكينات الكرد ليخرج بعد ذلك اسطوان يصل إلى ممر أول، ثم يدخل مرحلة التجميع التى تكون ملفات تدخل على ماكينات التمشيط، إلى أن يخرج شريط ويدخل مرحلة نهائية على ماكينات السحب، وبعدها يدخل مرحلة البرم، وفيها يتم سحب الشريط من الأسطوان ليخرج مبروم وبعدها يخرج المبروم على مجموعة من البكر.

وأوضح أمير الكافوري، فنى غزل مفتوح يعمل على إحدى الماكينات، التى تأخذ القطن المبروم  لتحويله لغزل رفيع، ويعتبر الخط الذى يعمل عليه أجدد خطوط الإنتاج فى مصر، وهدفه تقليل الشعيرات الخاصة بالفتلة وبالتالى يحدث تحسين فى جودة المنتج، ومن ضمن عمله الغزل الحلقى وهى طريقة من طرق غزل ألياف النسيج لتحويلها إلى خيوط، والغرض من عملية غزل الألياف سحب المبروم إلى درجة تمكننا لاحقًا من الحصول على نمرة الخيط المطلوبة ثم برم المسحوب لنحصل على الخيط النهائى ثم لف الخيط على مواسير ذات حجم مناسب.

وتابع أن عمال المحلة «مبسوطين» من التطوير ويحلمون بالاستمرار لمواكبة القطاع الخاص والبرندات العالمية، وفيما يخص التدريب أوضح أنه بسيط وحصلوا على دورات فى اللغة لفهم ما يوجد بالشاشات الخاص بالماكينات.

وأكمل البدرى جلال عامل بمصنع غزل 4، أنه يعمل فى مرحلة المنتج النهائى وتكون هدف الماكينات إعادة تدوير الإنتاج من ماكينات الغزل ويتم وضعه على بكرة الغزل بعد إزالة أى عيوب، ليكون هذا المنتج جاهزا للتصدير، وتعتبر هذه الماكينات أحدث ماكينات فى صناعة الغزل والنسيج بمصر، واختتم حديثه قائلا «التطوير شيء عظيم والمحلة راجعة بقوة».

وعلى بعد خطوات وجدنا مصطفى محمد 49 عاما، عامل إنتاج غزل، ويعمل فى الشركة منذ 23 عاما، اقتطفت بعض الكلمات منه أثناء ممارسته لعمله، مهمته الأساسية مراقبة «الماكينة والبكر» لتصحيح الأخطاء سواء كانت «فتلة مقطوعة أو تغيير بكر فارغ»، وتتيح التكنولوجيا الحديثة للماكينات ضوء أحمر ينير عندما يحدث خطأ وتسهل عملية العامل الذى يتتبعها ويعالجها، ويسرع فى إجراء لحام للخيط.

وأوضح أنه سعيد بالتطوير لأنه يمكن العامل فى تأدية مهام عمله بكل سهولة ويسر، مقارنة بالمهام التى يعملها سابقا على المعدات القديمة والتى تطلب منه «جرى وتنطيط» عند معالجة الأخطاء، حتى إن نسبة الأخطاء باتت بسيطة عندما عملنا على الماكينات الحديثة، ولم يجد أى مشكلة فى العمل داخل المصنع الجديد.