نحن والعالم

ريهاب عبدالوهاب تكتب: عولمة الأزمة

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

لا عجب ان يصف نائب وزير الخارجية الأوكرانى تدمير سد «كاخوفكا» الواقع جنوب أوكرانيا بأنه «أسوأ كارثة بيئية فى أوروبا منذ تشيرنوبيل». فالسد الذى يحتجز 18 مليون متر مكعب،غمرت مياهه المتدفقة أكثر من 80 بلدة، متسببة فى فيضانات أتت على الأخضر واليابس فأغرقت المنازل والأراضى وأتلفت المحاصيل وأضعفت مخزون مياه الشرب وتسببت فى اجلاء الالاف.

هذا بالإضافة للتلوث الذى نجم عن أنظمة الصرف الصحى والمقابر والنفايات الصناعية التى غمرتها المياه، حتى ان وزارة البيئة الأوكرانية أعلنت عن تسرب نفطى يبلغ من 600 إلى 800 طن سينجرف لنهر دنيبرو ومنه للبحر الأسود. أضف لذلك التأثير المحتمل على محطة زابوريجيا للطاقة النووية والتى تعتمد على مياه السد لتبريد مفاعلاتها.

وفى حين تبدو هذه التبعات كوارث انسانية أوكرانية بامتياز، يأتى تأثير تدمير السد وتجفيف خزانه على الأراضي الزراعية ليكون سبباً فى عولمة الأزمة. فوفقاً لوزارة الزراعة والغذاء الأوكرانية، فإنه بالاضافة للمحاصيل التى تدمرت، أفسدت المياه الاف الهكتارات من الأراضى الزراعية ما سيتسبب فى اخراج ما لا يقل عن 500 ألف هكتار من الخدمة لتتحول لصحراء خلال عام. كذلك تسببت الكارثة فى تدمير أنظمة الرى فى جنوب البلاد مع انهيار 94٪ من أنظمة الرى فى خيرسون و74٪ فى زابوريجيا و30٪ فى مناطق دنيبرو.

وجدير بالذكر ان أوكرانيا تمتلك الأراضي الزراعية الأكثر خصوبة وجودة فى العالم، وهى تمد العديد من دول العالم بالقمح والشعير والذرة، وتنتج حوالى 50 مليون طن من الحبوب يتم تصديرها لعشرات الدول ومنها مصر.

لذلك وبوصفها احد اكبر سلال الغذاء العالمية، فإن هذا يعنى ان أزمة اوكرانيا ستنسحب على العالم. وإرهاصات ذلك بدأت بالفعل بعد ساعات من الكارثة مع ارتفاع أسعار الحبوب والعديد من المنتجات حول العالم. والكارثة الكبرى فى القمح الذى ارتفع بنحو 3٪ فيما يعّد انتكاسة لسلسلة تراجعات استمرت 30شهرا وكنا نأمل ان تستمر.