قلب مفتوح

هشام عطية يكتب: افعلها ياباشمهندس عبدالصادق

هشام عطية
هشام عطية

■ بقلم: هشام عطية

فى ظروف غير مواتية تحيا الصحافة الورقية، البعض يدعى أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وأن أسلاك النت والهواتف المحمولة تخنقها وكل يوم تزداد إحكاما حول رقبتها وأن إزهاق روحها مسألة وقت، آخرون يرون أن فرص بقائها على قيد الحياة ممكنة ولكنها ضعيفة جدا فى ظل الارتفاع الرهيب فى أسعار مستلزمات التشغيل مقابل هبوط شديد فى ارقام التوزيع وتدنى مردود الإعلانات.

رغم الأجواء المظلمة التى تحيط بمستقبل الصحافة الورقية تبدو بقاع ضوء كثيرة يمكن أن تبدد هذا الظلام وتهتدى بها صاحبة الجلالة فى طريقها لاستعادة أمجادها ودورها المؤثر فى المجتمع، ففى كثير من الأحيان تأتى انفراجة الأزمات من اشد أسبابها تعقيد او استحالة على الحل!.

جرعات التفاؤل تستند الى وقائع أهمها: وجود المهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة كربان ماهر يقود سفينة الصحافة فى هذه الأنواء الصعبة والأمواج المتلاطمة باحترافية واقتدار وعقلانية وهذا فى حد ذاته أحد أهم مصادر الاطمئنان والثقة.

أما بواعث التفاؤل والثقة فى مستقبل اكثر اشراقا للصحافة الورقية فتأتى من ولاية كاليفورنيا التى صدق برلمانها منذ أيام وبالإجماع على قانون حماية الصحافة والذى يفرض على الكيانات العملاقة فى مجال تكنولوجيا الاتصالات دفع أموال للصحف مقابل استغلال هذه المنصات للمحتوى الذى تنشره هذه الصحف، من قبلها بأعوام قليلة فعلتها استراليا التى خاضت معارك قانونية مع شركتى «ميتا وجوجل» ولم تخضع لتهديداتهما بالانسحاب من استراليا وأجبرتهما بالقانون على عقد حوالي ٣٠ اتفاقية مع صحف ومواقع استرالية ومنحتهم حوالى ٢٥٠ مليون دولار مقابل استخدام محتواها الصحفي.

بعض الصحف الأسترالية الكبرى مثل «ذى استراليان وهيرالد صن» حصلت بموجب اتفاقيات مع الشركتين على ٥٠ مليون دولار!. نحن فى مصر نحتاج لأن نخطو الخطوة الأولى وأن نطرق باب البرلمان بمساعدة زملائنا من الصحفيين النواب لنحصل على تشريع يتيح لنا الحصول على حقوقنا المنهوبة على المنصات، ثم نبدأ مشواراً أعرف مسبقا أنه شاق ومرهق ولكنه فى يقينى ليس صعبا على المهندس عبدالصادق الشوربجى الذى يمتلك روح المثابر وعزيمة المقاتل فى استعادة حقوق الصحافة الورقية المسلوبة مجانا على الفيس وجوجل وغيرهما. افعلها يا «باشمهندس» وسيخلد التاريخ اسمك بأحرف من نور باعتبارك من كتب عمرا جديدا للصحافة الورقية بعد أن كانت على ابواب الرحيل.