إيغور أوبروبوف: «روساتوم» تتمتع بخبرة واسعة في تصميم وإنتاج معدات وأجهزة الطب النووي|حوار

الرئيس التنفيذي لشركة Rusatom Healthcare
الرئيس التنفيذي لشركة Rusatom Healthcare

تستضيف القاهرة من 6 حتى 9 يونيو 2023، المعرض والمؤتمر الأفريقي الثاني Africa Health ExCon 2022، المخصص لسوق الرعاية الصحية والصيدلة. حيث تقام هذه الفعالية تحت رعاية رئيس الرئيس عبد الفتاح السيسي ويجمع وفودًا ومشاركين من أكثر من 70 دولة، بما في ذلك من شركة روساتوم الحكومية، الذي يشارك ممثلوها بشكل فعال في برنامج الأعمال، حيث سيتحدثون عن الحلول والمنتجات الروسية عالية التقنية في مجال الرعاية الصحية. وعلى هامش المعرض يوجد أيضًا جناح عرض لشركة روساتوم مخصص للحلول التي تقدمها شركة روساتوم في مجال الطب النووي.

وأجرت "بوابة أخبار اليوم"، حوارًا مع "إيغور أوبروبوف" الرئيس التنفيذي لشركة Rusatom Healthcare القسم الذي يروج للتقنيات النووية الروسية في مجال الطب، وكذلك تقنيات الإشعاع لمراكز التشعيع والتعقيم، حيث تم إنشاء الشركة على أساس مؤسسات ومعاهد روساتوم بهدف التطوير الشامل للتقنيات الطبية في روسيا والخارج. يشار إلى إن شركة Rusatom Healthcare تتطور في أربعة مجالات رئيسية هي:

1- حلول شاملة جاهزة في مجال الطب. 

2- إنتاج وتوريد منتجات النظائر (50 دولة في العالم). 

3- معدات التشخيص والعلاج. 

4- حلول للتطبيقات الصناعية لتقنيات الإشعاع.

وإلى نص الحوار... 

ما هي فوائد استخدام الطب النووي في علاج المرضى وخاصة في علاج السرطان؟

إذا تطرقنا في الحديث عن التقنيات فإن الفائدة من الطب النووي تكمن في استخدام النظائر المشعة، وهي عناصر قصيرة العمر، والتي يتشكل خلالها انحلالها الإشعاع المؤين. هناك طرق مختلفة لاستخدام الإشعاع المؤين "فوتونات عالية الطاقة وبروتونات ونيوترونات وإلكترونات وأيونات ثقيلة". يمكن أن يتم العلاج الإشعاعي عن بعد "عندما يكون مصدر الإشعاع على مسافة من المريض"، ويمكن أن يتم العلاج الإشعاعي ملامسًا "عندما يكون مصدر الإشعاع على اتصال بالورم" ويمكن أن يتم العلاج الإشعاعي بشكل منهجي "إدخال الأدوية الإشعاعية".

والعلاج الإشعاعي مطلوب لتشخيص وعلاج ما يقرب من 50% من مرضى السرطان، علماً أنه يتم اكتشاف حوالي 20 مليون حالة جديدة سنويًا في العالم. من السمات المهمة للطب النووي أيضًا إمكانية التشخيص والعلاج المتزامنين للسرطان (ما يسمى ثيرانوستكس - وهو مفهوم يتكون من كلمتين: التشخيص والعلاج). 

ومن الواضح أن هناك طرقًا كلاسيكية مثل الجراحة والعلاج الكيميائي، والآن توجد أدوية موجهة لا علاقة لها بالأدوية الإشعاعية. ولكن في بعض الحالات يمكن فقط للعلاج باستخدام تقنياتنا أن ينقذ ويطيل حياة الأشخاص المصابين بالسرطان في المرحلة 3 أو 4. علاوة على ذلك إذا كنا نتحدث عن المراكز التي يمكن أن تجري التشخيص أيضًا فإنه يمكننا اكتشاف عدد أكبر بكثير من الأمراض في المراحل المبكرة وبالتالي ليس فقط إنقاذ الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مرض خطير ولكن أيضًا التصرف بشكل وقائي. بالإضافة إلى ذلك يتيح لنا تطوير صناعتنا التحدث عن التوسع الكبير الوشيك في استخدام الطب النووي لعلاج عدد من الأمراض ذات الأهمية الاجتماعية.

وأنا متأكد أنه مع تطور العلم سوف تتوسع مجموعة تطبيقات هذه الامكانات.

حدثنا عن أنشطة شركة روساتوم في مجال المعدات الطبية والنظائر والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية؟

تتعامل روساتوم مع مسألة تنفيذ مهامها في مجال الرعاية الصحية بطريقة أكثر شمولية. إذ تتضمن أنشطة شركة روساتوم الحكومية في مجال الرعاية الصحية مجمع النظائر وإنتاج الأدوية الإشعاعية وإنتاج معدات طبية عالية التقنية ومعالجة المنتجات الطبية بالإشعاع المؤين ومرافق ومنشآت البنية التحتية الطبية الخاصة بها. ونحن كشركة مهمتنا هي أن نكون شريكًا موثوقًا به للدولة الروسية والدول الصديقة في تحقيق الهدف المشترك الرئيسي وهو ضمان الوفاء الكامل بالالتزامات الاجتماعية للمواطنين في تشخيص وعلاج الأمراض ذات الأهمية الاجتماعية، بغض النظر عن ظروف السوق الراهنة والتحديات الجيوسياسية.

 لقد أصبح استخدام الطب النووي لعلاج السرطان طوق نجاة بالنسبة للعديد من المرضى.. هل لك أن تخبرنا عن مساهمة روساتوم في هذا المجال؟

على مدى أكثر من 65 عامًا تتمتع روساتوم بخبرة كبيرة في توريد منتجات النظائر إلى شركائنا من ما يزيد عن 50 دولة في العالم. إذ يخضع حوالي 2.5 مليون شخص سنويًا للتشخيص ويتلقون علاجًا فعالًا بمساعدة المنتجات الطبية التي تصنعها شركة روساتوم. وبالإضافة إلى النظائر نقوم بانتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، وننتج 11 دواء إشعاعيًا لتشخيص وعلاج أمراض الأورام وأمراض القلب والأوعية الدموية. 
لكننا لا نخطط أن نقتصر على الإنتاج الحالي فقط ونعتزم توسيع خطوط الانتاج بشكل ملحوظ، بما في ذلك جنباً إلى جنب مع الشركاء من جمهورية مصر العربية. نقوم اليوم في روسيا ببناء مصنع لإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، والذي سيصبح من أكبر المصانع في العالم والأكبر من حيث مجموعة الأدوية المنتجة. كما سيتم اعتماد المصنع وفقًا لمعايير GMP (ممارسات التصنيع الجيدة) المعترف بها في جميع أنحاء العالم. إذاً الخطة تشمل توريد الأدوية الإشعاعية لاحتياجات الأطباء والمرضى المصريين، وكذلك التطوير البحثي المشترك لانتاج أنواع جديدة من الأدوية.

بالإضافة إلى ذلك تتمتع شركة روساتوم بخبرة واسعة في تصميم وإنتاج معدات وأجهزة الطب النووي. مثل مجمعات السيكلوترون وأجهزة العلاج الإشعاعي والمعالجة الكثبية. حالياً نقوم بتصنيع أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي. فيما يتعلق بالمعدات والأجهزة فنحن على استعداد لتوريدها إلى مصر وكذلك العمل سوية على تصميم أنواع جديدة من شأنها أن تساعد الشعب المصري في الحصول على معالجة طبية عالية الجودة وفعالة.

وتتطلب معدات الطب النووي والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية ظروف تشغيل خاصة، وهنا لابد من التنويه إلى أن روساتوم لديها الكثير من الخبرة في هذا المجال. بالاضافة إلى ذلك نحن نقوم ببناء مراكز الطب النووي في المناطق التي يتم تقديم الخدمات مباشرة للمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج. وبالتالي فإن تشييد مرافق ومنشآت البنية التحتية الطبية للمواطنين المصريين تعتبر مجالاً آخر للتعاون بين الجانبين. وأنا أرى اهتماماً كبيراً للشركاء بخبرتنا وأنا متأكد من أن التعاون بين روساتوم وجمهورية مصر العربية سيكون فعالاً واستراتيجيًا ومفيدًا للطرفين، والأهم من ذلك أنه سيساعد على زيادة عدد التقنيات الطبية العالية لسكان البلاد.

التعليم عنصر مهم من أجل استخدام الطب النووي، ما هي استراتيجية روساتوم في مجال تدريب الكوادر؟

نحن ندرك تماماً حقيقة أن الكوادر المؤهلة هي الأساس المتين لجميع الإنجازات التي حققتها روساتوم. نحن لدينا أكاديمية خاصة بنا مهمتهت رفع مستوى وإعادة تأهيل الموظفين. بالإضافة إلى ذلك تتعاون روساتوم مع المؤسسات التعليمية الرائدة في روسيا والعالم، مما يساعدنا على تدريب المتخصصين الجدد المؤهلين تأهيلاً عالياً.

هل يمكن أن تخبرنا عن مساهمة روساتوم في صناعة الطب النووي الروسي؟

روساتوم ليست فقط رائدة في الطب النووي الروسي، ولكنها أيضًا شريك موثوق به للدولة في إطار زيادة أعمار المواطنين وتحسين نوعية حياتهم.

هل تعملون مع مراكز طبية في مختلف أنحاء العالم؟

نعم نحن نعمل بشكل مكثف على تطوير الشراكات الدولية واليوم نتعاون مع 50 دولة.

هل هناك تعاون مع المؤسسات والشركات الطبية المصرية للدراسات قبل السريرية والدراسات السريرية؟

يعتبر سوق القارة الأفريقية ومصر، باعتبارها الدولة الرئيسية ضمن اقتصاد القارة السمراء اتجاهًا مهمًا استراتيجيًا بالنسبة لنا لتطوير التعاون. ونحن نرى بأنه هناك إمكانات كبيرة في تطوير علاقات فعالة وذات منفعة متبادلة مع جمهورية مصر العربية من حيث زيادة مستوى توفر الرعاية الطبية عالية التقنية لسكان البلاد. ومع ذلك نحن الآن في بداية طريق التعاون المشترك ، لكننا على يقين من أن هذه الطريق ستكون طويلة وموثوقة وفعالة.

ما هو مستوى مؤشر الأمان لدى استخدام تقنيات الطب النووي؟

بحسب نتائج العديد من الدراسات الدولية تعد تقنيات الطب النووي من أكثر التقنيات أمانًا في العلاج والتشخيص. الحقيقة هي أن العلاج بمساعدة تقنيات الطب النووي موجه حصريًا إلى المنطقة المصابة ولا يضر بالأنسجة السليمة للجسم. وهذا يكاد يكون مستحيلًا مع الطرق المتبعة الأخرى. عندما نتحدث عن التشخيص فإن الجرعات التي يتلقاها المريض ضئيلة، لذلك فإن مثل هذه الإجراءات لا يمكن أن يكون لها نتائج سلبية. ونحن حريصون على ضمان سلامة المريض وكفاءة الدواء، وهذا الجمع بين هاذين المؤشرين يجعلنا نشهد اليوم تطوراً متسارعاً في مجال نمية صناعتنا.