محمود المليجي وأقوى نظرة لم تتكرر في السينما المصرية

محمود المليجي
محمود المليجي


تحل اليوم 6 يونيو ذكرى رحيل محمود المليجي، والذي كانت لحظة رحيله درامية تمامًا كما كانت أعماله
الفنان الكبير محمود المليجى أمتلك قدرات فنية هائلة تمكنه من تجسيد أعمق وأصدق المشاعر حتى دون أن يتكلم ، فنظرة عينيه المميزة لم تتكرر فى تاريخ الفن، استطاع أن يجسد أقصى درجات الشر والقسوة وأصدق مشاعر الحنان والصدق والانكسار فقال عنه المخرج العالمى يوسف شاهين: يمثل أدواره بتلقائية كبيرة حتى إننى أخاف من نظراته أمام الكاميرا.

 

ولد المليجي فى 22 ديسمبر عام 1910 فى حى المغربلين بالقاهرة ثم انتقل برفقة عائلته إلى حي الحلمية والتحق بالمدرسة الخديوية لاستكمال تعليمه الثانوي، ومن هناك بدأت حياة المليجي الفنية حيث التحق بفرقة التمثيل بالمدرسة وتدرب على يد كبار الفنانين وقتها أمثال جورج أبيض بدء العمل مع فرقة فاطمة رشدى وفي عام 1936 وقف أمام السيدة أم كلثوم في فيلم (وداد) ثم اختاره المخرج إبراهيم لاما لأداء دور ورد بفيلم (قيس وليلى) عام 1939.

قدم المليجي مع الفنان فريد شوقي ثنائيًا فنيًا ناجحًا، أستمر لعقود فنية، ولكن نقطة تحوله كانت من خلال مشاركته مع المخرج يوسف شاهين عندما قدم دور (محمد أبو سويلم) بفيلم (الأرض) عام 1970. أستطاع أن يترك بصمة قوية في المسرح عندما إلتحق بفرقة (فاطمة رشدي) ثم الحتق بفرقة (إسماعيل يس) ثم فرقة المسرح الجديد، ولم يتوقف محمود المليجي عند مجال التمثيل ولكنه طرق مجال الإنتاج السينمائي أيضًا.

تنوعت أدواره وكانت علامات فنية لا يمكن لغيره أن يؤديها بنفس العبقرية، حتى أطلق عليه لقب (أنتونى كوين العرب) ورغم أنه كان أبرع من جسد الشر على الشاشة إلا أنه يشهد له زملاؤه بأنه كان من أطيب الشخصيات وأكثرها خجلًا كما كان الأب الروحى للأجيال التالية ونموذجًا وقدوة للكثيرين منهم. تزوج من رفيقة عمره الفنانة "عُلوية جميل" سنة 1939 وبقى مخلصاً لها على مدى أربعة وأربعـين عامـاً حتى وفــاته. كانت قصة وفاة محمود المليجى أغرب من الخيال، حيث توفى أثناء تصوير فيلم "أيوب"، بطولة النجم العالمى عمر الشريف وهو يمثل مشهد الموت. إثر أزمة قلبية حاده وذلك فى 6 يونيو 1983، عن عمر يناهز 72 عامًا. رحل عنا وهو في سن الثالثة والسبعين بعد رحـلة عطاء مـع الفن إسـتمرَّت أكـثر من نصف قـرن قدَّم خلالها أكثر من سبعمائة وخمسين عملاً فنياً ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة.