إيمان غنيم.. غول تمثيل مسرحي

أبطال المسرحية فى صورة جماعية بعد انتهاء العرض
أبطال المسرحية فى صورة جماعية بعد انتهاء العرض

في ذكرى ميلاد الشاعر والكاتب المسرحي، نجيب سرور، يعرض على المسرح العائم مسرحية المبدع الراحل، «ياسين وبهية»، من إنتاج مسرح الشباب، برؤية إخراجية شديدة العزوبة والرقى ترقى لمستوى النص الرائع، وبأقل الإمكانيات للمخرج الموهوب، يوسف مراد منير، الذى أحسن اختيار عناصره وأحسن توظيفها.

وكان لموسيقى العرض تأثير السحر، وحولت العرض لملحمة أشبه بالأوبريت، فلقد غنى المطرب الأساسى للعرض صاحب الصوت العذب الشجي، إضافة لكل فريق التمثيل الذين أدوا بشكل متميز يحسب للملحن.

اجتمعت فى المسرحية كل عناصر النجاح ديكور وأزياء وإضاءة ومصمم التعبير الحركي.

وكان بين الممثلين المشاركين فى العرض الممثل الموهوب حازم القاضى الذى أجاد تجسيد دور ياسين، وهو فنان يتوقع له مستقبل باهر ونجومية قريبة.

أما الممثلة الرائعة إيمان غنيم، فهى غول تمثيل، أجادت الضحك والبكاء والغناء، أجادت تجسيد شخصية بهية بشكل رائع وإحساس متميز.

وكذلك دور الأم الفنانة آية أبو زيد، كانت رائعة، وليلى مراد منير، فى دور الراوية والغجرية، والتى كانت شديدة التميز، وكل الممثلين كانوا على نفس القدر من البراعة.

اقرأ أيضًا | «عاشق بهية».. 91 سنة على ميلاد نجيب سرور

إيمان غنيم أو «بهية» لم تكن تلبس فستانا قصيرا للركب فهو عيب فى بهوت، كل ما فى الأمر جلباب بسيط من قماش صنع بمصر، كان معروفا لدى أهل بهوت بل وفى كل القرى، نازلاً حتى الكعوب.

جسدت العامية لوحات قهر بهية «مصر» بغاية الروعة ما بين الصعود والهبوط فى الإنفعال الدرامى المعبر مما يدل على أنها ممثلة قديرة من العيار الثقيل فتسمع وتشاهد الآهات والحسرة وطول انتظار الحلم.

وتجسد لنا ممثلتنا العبقرية الضياع والقهر والحسرة عندما يطلبها الباشا الإقطاعى الظالم لتخدم فى القصر الكبير.

أما حلم بهية الحالم والفرحان والآمل عن قريب بعرسها بابن عمها ياسين حين تلقيه على أمها يعبر بالأمل والحلم المنتظر بأداء واعٍ وتعبيرات جسدية موحية بالأمل فعلاً.

وعندما تلقى علينا نفس الحلم، ونفس الكلمات، وهى تحتضن جثة ياسين عندما قتله الباشا وأعوانه فتظهر لنا نفس الحلم بتعبيرات مختلفة كلها الحسرة والندامة بقتل ياسين وبسخطها على قاتليه وتتذكر بأن الحلم أوحى لها لون شال ياسين فكان لونه أحمر زى لون الطماطم.

وتتساءل بحسرة  أمها وهى تحتضن ياسينها المقتول ظلماً: 
- «قال وإيه عمالة أجدف والمراكبى ابن عمى ماسك الدفة ومتعصب بشال شاله أحمر يا أمه خالص لونه من لون الطماطم»، وهو التجسيد الحقيقى للملحمة الذى أراده نجيب سرور نفسه فالمسرح الملحمى هو المعنى بتسجيل الواقع المعاش تحية لبهية الفنانة «إيمان غنيم» والمخرج يوسف مراد.