فى ذكرى رحيله الـ50.. بيكاسو يعبر القارات!

بيكاسو
بيكاسو

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب

ليس كثيرا على من قاد قرنا كاملا من تاريخ الفن أن تُخصّص احتفالية أسطورية بمناسبة مرور نصف قرن على رحيله، فقد كان بيكاسو متقدما على جميع أقرانه فى العالم واستحق لقب الرئيس الخالد للفن المعاصر رائد العديد من المدارس التشكيلية.

فى سبتمبر 2022 كان استهلال «سنة بيكاسو» بإطلاق المعرض الأول ضمن 42 معرضًا فى مختلف أنحاء العالم تشهدها إسبانيا، وفرنسا، وأمريكا، وألمانيا، وسويسرا، ورومانيا، وبلجيكا وبمشاركة عشرات المؤسسات فى أشهر قاعات المعارض والمراكز الفنية والمتاحف.

وفي يونيو الحالي ينطلق معرض «بيكاسو والنسوية» بمتحف بروكلين فى نيويورك بالتوازى مع معرض آخر فى باريس.. وغيرها من الفعاليات التى يتجاوز عددها الأربعين والتى كانت وليدة اتفاق بين وزير الثقافة الإسباني ونظيره الفرنسي الذى نتج عنه حالة الاستعداد والترتيب غير المسبوق لإحياء ذكرى أشهر رموز الفن الحديث، ولم تقتصر الاحتفالية التى تمتد حتى أبريل 2024 على المعارض، فهناك سلسلة من المؤتمرات، والمناظرات التي لم تستثن وجهًا من إبداعاته التى تجاوزت الرسم إلى النحت باستخدام البرونز، والخشب، والخيوط، والأسلاك والخزف بل وتصميم ديكورات وملابس للأوبرا وعروض الباليه.

◄ اقرأ أيضًا | البيت الروسي يحتفل بـ«بيكاسو الشرق» جورج البهجوري

كان مشوار بيكاسو ثريا حافلا منذ بداياته ما بين المرحلة الزرقاء والوردية وفترة السيرك والانخراط فى التكعيبية ومغازلة السيريالية، فأخذ يتجوّل بين كل مدارس الفن وساند العديد من الصرعات بلوحاته المتميزة.

بيكاسو كان الفنان الأغزر إنتاجًا، فعلى مدى رحلته رسم 20 ألف لوحة بمعدل نحو خمس لوحات أسبوعيًا. ولم تتوقف تجريديته عند حدود أو أفق أو سقف حتى لامس مفهوم الثورة، إذ أدخل على الرسم بُعدًا رابعًا هو بُعد الزمن، وتجاوزت قراءته أى معقول، فأضاف لأعماله قصاصاتٍ من ورق الصحف، والنوتة الموسيقية، وقطع الورق الملوّن والأقمشة وورق الكوتشينة، وعلب السجائر والتذاكر... إلخ.

وقد حطم الفنان الراحل الكثير من التقاليد، ولم يتقيد بأى قواعد فكان دائم الاختراع، عابرًا لكل التيارات منذ بدأ رحلته قبل أن يبلغ الـ 20 من عمره وحتى وفاته وقد تجاوز الحادية والتسعين.

وتأتى هذه الاحتفالية الممتدة لتكون فرصة لإعادة قراءة أعماله، وتقييم مشواره، واحتفائه بشخصياته المتعددة حتى وصفه النقاد بأنه الرسام الذى يمثل مصدرًا لا ينضب للوجود على كل الأصعدة.