في الستينات.. فقدت بصرها ليلة زفافها

صورة موضوعية
صورة موضوعية

صرخت العروس في الكوشة.. أنا عميت.. أنا مش شايفة!، ذهل الجميع وتحول الفرح إلى مأتم، وانقلبت البسمات إلى دهشة ووجوم، والزغاريد إلى صراخ وعويل، حيث كانت هذه العروس صاحبة أجمل عيون.

في السطور التالية تروي مأساتها في ليلة زفافها..

جمع بينها وبين جارها الحب منذ أن كانت طالبة بالمرحلة الثانوية، وكبر حبه مع الزمن حيث كانت تتمتع بخلق طيب، ومعروفة بجمالها النادر، وعينها الجميلتين، وأطلق عليها زميلاتها لقب "أم عيون تجنن" بينما أخفى الجار حبه في قلبه ولم يحاول أن يصارحها به لأن تقاليد الأسرتين لا تسمح بذلك. 

وكان يستيقظ في السادسة صباحا ويقف أمام الباب ليراها وهي ذاهبة إلى المدرسة فيسير وراءها ليحميها من معاكسات الشبان.

وبعدما حصل هو على الثانوية العامة ولم يتمكن من دخول الجامعة لظروف عائلية، والتحق بوظيفة، وتقدم لخطبتها، وصارح كل منهما الآخر بمشاعره، وأنها كانت تتعذب من أجله وهو يقف بالساعات الطويلة ينتظر خروجها.

وانطلق الخطيبان يحكيان أحلى قصة حب مع شروق كل يوم، وفي أحد الأيام اشتركت في مسابقة أجمل عيون التي أجرتها مجلة الجيل، وفازت بالجائزة، وعرض عليها بعض المخرجين العمل في السينما لكنها رفضت خشية ان تخطفها الأضواء من خطيبها.

وعاش الخطيبان ينتظران اليوم الذي يجمعهما فيه عش الزوجية، وفي صباح يوم الزفاف ذهبت إلى الكوافير تصفف شعرها، وارتدت ثوب الزفاف وسارت بجوار زوجها إلى الكوشة، وانطلقت الزغاريد من كل مكان، وامتزجت أنغام الموسيقى بالزغاريد، وراح الجميع يتهامسون.. ياختي على حلاوة عينيها اللي تجنن، وبينما الراقصة تتمايل أمام العروسين، شعرت العروس بأن كل شيئ يتمايل أمامها، ظنت بأنها حالة عابرة وسوف تمر، بينما اشتد اختلاج عينيها فصرخت.. أنا مش شايفة حاجة أبدا.. أنا عميت.

اقرأ أيضا| أحبها بجنون ولم يرغب في الزواج منها.. أحمد رامي وقصة غرامه بكوكب الشرق

توقفت الموسيقى، وخيم على الجميع ذهول رهيب وهي تردد بصرخات مدوية أنا مش شايفاك يا أحمد زوجها، واصيبت بحالة هيستيرية.

على الفور استقلوا التاكسي الذي كان معدا لنقلها إلى عش الزوجية وذهبوا إلى طبيب العيون الذي قال أنها أصيبت "بحول" وتحتاج إلى علاج لمدة شهر، وقال آخر أنها تحتاج إلى بعض الفيتامينات، وكان كل طبيب يخالف تشخيص الطبيب الآخر.

كادت عين الزوج أن تبيض من كثرة البكاء، يتوسل للأطباء أن يعيدوا لزوجته نور عينيها، وظل يبحث لها عن علاج حتى فصل من وظيفته لتغيبه اكثر من ١٥ يوما، وباع كل مايملك حتى دبلة الخطوبة ليشتري دواء لها.

وفي النهاية أجمع الأطباء على انه لايوجد علاج لها إلا بالخارج، والزوج لايملك ثمن فحصها عند أي طبيب، وجلس ينتظر القلوب الرحيمة التي تواسيه في هذه المحنة لتساعده على إعادة النور إلى عين زوجته.

 المصدر مركز معلومات أخبار اليوم