«هالة» المتوجة بتقديرية الأدب: أطالب بحصة للكاتبات في الترشيح للجوائز

«هالة» المتوجة بتقديرية الأدب
«هالة» المتوجة بتقديرية الأدب

حين كانت الأديبة هالة البدرى طفلة فى التاسعة من عمرها اشتهر اسمها كبطلة رياضية حاصلة على بطولة الجمهورية وتمثل بلدها فى مسابقات دولية وهى تقول عن ذلك» الطفلة لا تنتبه للنجاح فى حد ذاته، لكنها تلعب وتستمتع وتجتهد وهذا ما زرع بداخلى الجلد والدأب، ظللت لا أفكر فى النجاح ولكنى أفكر فى إتقان العمل»» طوال مشوارها الصحفى والأدبى تتعامل بمنطق الطفلة البطلة حتى تقلدت منصب رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتليفزيون بعد نجاح مهنى كبير بدأ فى السبعينات، حيث عملت كمراسل لمجلة روزاليوسف فى بغداد، وأصدرت عام 1976 ثلاثة كتب: «حكايات من الخالصة»، «المرأة العراقية» ، «فلاح مصرى فى أرض العراق»، وكان عمرها 21 سنة، واستمر عملها الصحفى المميز موازيًا لرحلة إبداعية حافلة توجت بحصولها على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب الأسبوع الماضى، وقد سبقتها عدة جوائز وتكريمات، مثل حصول روايتها «إمرأة..ما» على المركز الأول كأفضل رواية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى عام 2001، وحصولها على جائزة الدولة للتفوق الأدبى عن مجمل أعمالها عام 2012، وتعلق «هالة»: «هناك من يلمعون فى لحظة ما دون جهد كبير وتراكم، لكنى أعتمد على التراكم والزمن، طوال الوقت، يعجبنى النجاح الذى يأتى من السريان وليس مجرد «ومضة» يسهل انطفاؤها».

اقرأ ايضاً| مديح آخر للقراءة

 

كان لبداياتك مع السباحة فى الطفولة أثر كبير على بداياتك الأدبية.. كيف ترين ذلك؟
روايتى الأولى «السباحة فى قمقم» قدمها يوسف إدريس، وقال صعدت «هالة البدري» على المسرح لتبقى بطلة، بالفعل كانت الرواية متأثرة بالعالم الذى عايشته كبطلة سباحة، وقدمت أبطالا يشبهونني، ويشبهون زملائى رغم أنها ليست سيرة، وهذا كان جديدا على الأدب العربي، فإحسان عبد القدوس مثلا كتب عن عالم النوادى الاجتماعية، لكن لم يتطرق إلى هذا العالم من مدخل حياة الرياضيين وفلسفتهم فى الحياة.

 


هل تعتبرين أن عملك فى الصحافة، ودخولك فى مناطق خطرة فى شبابك ترك أثره أيضًا على أعمالك؟
نعم، الصحافة ساعدتنى فى الدخول، يستحيل أن تقترب منها أديبة أخرى مثل القرى والمناطق الفقيرة، والحروب، والتعامل مع الثكالى والمصابين فى تحرير المناطق التى احتلتها إيران، ودخلت مناطق حربية وغير ذلك، الصحافة قربتنى من الناس، وعرفتنى بحياتهم الحقيقية، بل أن انتقالى بين محافظات مصر كشف لى عن عوارها وجمالها وكل ما هو غير معلن.


من جهة أخرى، هل عطلت الصحافة مشوارك الأدبى؟
ربما عطلت مسيرتى الأدبية قليلًا بسبب ظروف توزيع وقتى بين كونى زوجة وأم وصحفية وإصرارى على النجاح فى كل الأدوار، لكنى لا أستسلم أبدا، فأنجزت روايتى الأولى وأنا فى مرحلة نشاطى الصحفى، لكنها تعطلت فى النشر بسبب الحرب الأهلية اللبنانية، وناشرها فى بيروت، وصدرت 1988 وكان مفترضا أن تصدر عام 1980، وكنت قد بدأت رواية «مطر على بغداد» فى عام 1975، لكنى توقفت لتحذيرى من الخوض فى الكتابة عن موضوعات سياسية شائكة فى سن مبكرة بروح مثالية، واستكملتها بعد ذلك ونشرت فى 2010، ولما عدت إلى الورق ندمت لعدم استكمالها فى لحظتها فقد كانت مكتوبة بحرارة وبوهج اللحظة، أى أننى بدأت رحلتى الإبداعية مبكرًا.

 


يرى البعض أن جوائز الدولة، خاصة التقديرية والنيل، ذكورية فلم تحصل عليها الكثير من الأديبات أو الكاتبات، والعام الماضى حصلت سلوى بكر على التقديرية، كيف يمكن قراءة هذا الموقف؟
كنت أتمنى أن تحصل عليها سكينة فؤاد، وإقبال بركة، وفتحية العسال، ولطيفة الزيات قبلي، هذه ظاهرة سيئة جدا، وحاولت تغيير القانون نفسه، وطالبت المجلس الأعلى للثقافة قبل ذلك، فى خطاب رسمى بتغيير قانون ترشيح الجوائز، وإعطاء نسبة للمرأة مثل النسبة الفئوية للمرأة فى مجلس النواب، لأن الرجال لا يعطون للمرأة صوتًا، حتى إذا كانت تخدم أكثر من الرجل، فأجابوا بأن القانون لن يتغير إلا بطلب لمجلس النواب، فقلت وماله، والقوانين تتغير بالإلحاح والإصرار والدراسة، ويمكن الإلزام بأن يكون ترشيح الكاتبات والأديبات بنسبة الثلث، لجنة التقديرية رشحت قائمة من ستة ليس بها إمرأة سواي، الأديبات لا يدخلن المنافسة من الأساس، فالجهات التى ترشح لا ترشحنا، الجامعات لا ترشح سوى أبنائها، فيبقى العدد محدوداً ما بين «الأتيليه»، ونادى القصة، واتحاد الكتاب، لكن الحقيقة «أتيليه» القاهرة رشح سلوى بكر تسع مرات على ما أعلم حتى حصلت عليها العام الماضي، وهذا تقدم كبير أنى أترشح لأول مرة، وأحصل عليها من أول جلسة، وأحصل على 22 صوتا أى العدد الكافى للفوز من أول جلسة.


 ألا تعتقدين أن المرأة قادرة على الحصول على الترشيح للجوائز بدون «كوتة» لما يمكن أن ينظر إليه باعتباره أمرًا مرفوضًا فى الإبداع؟
أنا ضد «الفئوية» لكن هناك أزمة، والكاتبات معرضات لإجحاف، نسبة الجوائز للمرأة فى جوائز الدولة عشرة فى المائة، منها ثمانية فى المائة تقدمت النساء بأنفسهن، النساء لا يرشحن من الجهات المعنية بالترشيح، المرأة تحصل على التشجيعية لأنها تتقدم بنفسها، فتدخل فى المنافسة، لكن الجوائز الأخرى لا ترشيح للمرأة من المنبع، لم أحسب كمبدعة على النساء أبدًا، بمعنى أنه لا يمكن القول بأن كتابتى كتابة نسوية، أو أنى أناصر المرأة على حساب الرجل، أنا أناصر الإنسانية، الرجل والمرأة معًا، لذلك فأنا لست مع فئة ضد أخرى أبدا، لكن أنا مع الجانب الضعيف فى المجتمع فى اللحظة التى يناقش فيه موطن من مواطن هذا الضعف.
سمر نور