استشاري صحة نفسية: الخرس الزوجي هو الحالة القصوى للصمت وفقدان التواصل 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعاني بعض الأزواج في الآونة الأخيرة من مشكلة كبيرة وهي عدم القدرة على التواصل بينهم البعض، وما أسماه أطباء الصحة النفسية بالخرس الزوجي، أي عدم القدرة على التهايش والتحدث في كل ما يخص الطرفين، وهي حالة من الحالات النفسية الصعبة تخطيها إلا من يبحث ويحاول في التخلص منها لاستكمال حياته مع شريكه. 


«الخرس الزوجي شرا لو تعلمونه فهو عظيم».. كلمة بدأ بها الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية عن رأيه في الخرس الزوجي، حيث قال أنه الحالة القصوى للصمت وهو مؤشر لفقدان التواصل بين الأزواج، وهو حالة من السكون الناتجة عن قلة المفردات بين الزوجين وهو ظاهرة عالمية حيث أوضحت آخر دراسة أن بين كل ١٠ حالات زواج ٩ حالات مصابة بالخرس الزواجي، وأنه ليس ظاهرة حديثة ولكنه ظهر منذ قديم الأزل حيث كانت الزوجة ترى زوجها يتحدث خارج المنزل ولكن بمجرد دخوله يتجه لحل الكلمات المتقاطعة وهي أيضا تتجه لشغل المنزل والتريكو، وكل واحدا منهم في وادي غير الأخر، إذا فهي مشكلة قديمة ولكنها تطورت واخذت أشكالا أخرى. 


وأضاف "هندي"، في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم، أن عند ظهور الخرس الزوجي بين الزوجين لابد من وقفة عند الأسباب التي أدت إليه وأولها متابعة التليفزيون ومع التطور ودخول الانترنت فأصبح كل منهم في حياة إفتراضية، وأدخل نفسه في متلازمة فقاعة العمل وبعد العمل، بالإضافة إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي والتعارف على الانترنت فأصبح المجال مفتوح لانشغال العقل عن المياة الزوجية. 

وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن القضايا المطروحة بين الأزواج أصبحت غير موجودة، ففي فترة الخطوبة كان الحديث بينهم لا ينقطع لأن هناك ترتيبات الزواج يقومون بتنسيقها معا، ولكن الآن أصبح لا يوجد قضايا يحاربون من أجلها حتى قضايا أطفالهم لم تعد في الحسبان، ويصبح الفتور هو الضيف الجديد بين الأزواج، بالإضافة إلى فشل وصول أحد الأطراف إلى عقلية الطرف الآخر، ومنها يحدث فجوة بينهم لم يستطيعوا تجاوزها، مع وجود ملل في الأحاديث بينهم مثل الأسئلة الروتينية اليومية عن الطعام والشراب والأولاد والمستلزمات المطلوبة لهم بشكل دوري. 

كما أن الاعتناء الزائد بالأطفال يؤدي إلى حالة من الاكتئاب يجعلها غير قادرة على التحدث أو التواصل نتيجة الضغط النفسي التي تعاني منه مع أطفالها، مثل اكتئاب الحمل وتغيير الفصول، والملل والرتابة والسكون كل هذا يؤدي إلى زيادة الخرس الزوجي، بالإضافة إلى تراجع اولويات الرجل بعد الزواج فهو عكس المرأة فهي تزداد مشاعرها بعد الزواج وتريد الاهتمام أكثر من الوقت الماضي لانها تتمتع بالذكاء العاطفي والغوي. 

وأشار هندي، إلى أن من الاسباب الكبيرة للخرس الزوجي هو المفاهيم الخاطئة لدى الزوج فالحياة ليست مسئوليات فقط، فلابد أن يخلق الزوج حوارا بينه وبين شريكة حياته لأن هذا ما تحتاجه الزوجة، ولابد من مراعاة التغيرات الهرمونية لدى الطرفين. 

وفي بعض الحالات يوجد رجال صامته بالفترة فلابد من التعامل مع بحل المشكلة وعدم تركها تتفاقم ولابد من اتباع اسلوب الاستماع العاطفي اي عدم الانشغال عنه في وقت الحديث، مثل تبادل الكلمات والنظرات فالغة الجسد لها عامل في خلق الحوار بين الزوجين. 

ومن جانبه أوضح الدكتور وليد هندي الحلول البسيطة لمعالجة الخرس الزوجي وهي كالتالي: 

تجديد أماكن الخروج بينهم. 

ترك مساحة للزوج والزوجة للاختلاء بذاتهم والتأمل. 

تقديم الهدايا من الطرفين حتى لو بسيطة. 

الإنساط في أوقات الحديث. 

التحدث في قضايا مختلفة وشائكة بشكل عام.

التخاطب بأكثر من وسيلة للتواصل مثل الواتساب والماسنجر مخاطبة عاطفية. 

عرض انواع من الاطعمة وطلب رأيه في الملبس والعطور الخاصة ببعضهم البعض. 

الاحتواء العاطفي. 

التصارح بكل ما هو في النفس. 

اكتساب الثقة تجاه بعضهم البعض للتحدث بشكل أكبر.