كثير من الأدب

رواية بتوقيع تشات جى بى تى !

علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى

قامت‭ ‬الدنيا‭ ‬ولم‭ ‬تقعد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طرح‭  ‬الملحن‭ ‬والمطرب‭ ‬عمرو‭ ‬مصطفى‭  ‬فيديو‭ ‬ترويجيا‭ ‬لأغنية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬ألحانه،‭ ‬ولكن‭ ‬بصوت‭ ‬أم‭ ‬كلثوم،‭ ‬مستخدما‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى،‭ ‬تكررت‭ ‬التجربة‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬صوت‭ ‬العندليب‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬الحافظ،‭ ‬وقرأنا‭ ‬وسمعنا‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الاستنفار‭ ‬التى‭ ‬أبداها‭ ‬ورثة‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬وعبد‭ ‬الحليم‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية‭.‬

الرأى‭ ‬العام‭ ‬تفاعل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬لأنها‭ ‬تتعلق‭ ‬بقامتين‭ ‬غنائيتين‭ ‬ورمزين‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬مصر‭ ‬الخالدة،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬يتجاوز‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير،‭ ‬وما‭ ‬نشر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬استخدامات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬أغلبها‭ ‬يدخل‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬الطرافة‭ ‬أحيانا‭ ‬أوالمبالغة‭ ‬فى‭ ‬أحيان‭ ‬أخرى،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬إجماعاً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإنسانية‭ ‬أمام‭ ‬نقلة‭ ‬جذرية‭ ‬فى‭ ‬تاريخها‭ ‬سيكون‭ ‬البطل‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعى‭ (‬AI‭).‬

‭ ‬فى‭ ‬عالمنا‭ ‬العربى‭ ‬مازال‭ ‬الحديث‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬أغلبه‭ ‬حول‭ ‬التهديدات‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تشكلها‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تختفى‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة‭ ‬لتحل‭ ‬محلها‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬التى‭ ‬ستقوم‭ ‬بكل‭ ‬مايقوم‭ ‬به‭ ‬الإنسان‭ ‬بدقة‭ ‬وبسرعة‭ ‬وبتكلفة‭ ‬أقل‭.‬

ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬بالإبداع‭ ‬والنشر‭ ‬؟

بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يأتى‭ ‬اليوم‭ ‬الذى‭ ‬نقرأ‭ ‬فيه‭ ‬عملا‭ ‬روائيا‭ ‬ممتعا‭ ‬أعده‭ ‬برنامج‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى،‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أقرأ‭ ‬واستمتع‭ ‬بقراءة‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬أو‭ ‬قصيدة‭ ‬من‭ ‬وحى‭ (‬خيال‭ ) ‬تطبيق‭ ‬إلكترونى‭ ‬؟‭ ‬وكما‭ ‬تم‭ ‬استدعاء‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬وحليم‭ ‬بعد‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬رحيلهما‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يأتى‭ ‬وقت‭ ‬نستمع‭ ‬لقطعة‭ ‬موسيقية‭ ( ‬جديدة‭ ) ‬لشوبان‭ ‬أو‭ ‬موتسارت‭ ‬؟‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬شكل‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬حدث‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ " ‬هلاوس‭ "‬‭ ‬كمبيوترية‭ !‬

ولكن‭ ‬هلاوس‭ ‬اليوم‭ ‬قد‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬منافس‭ ‬قوى‭ ‬غدا‭. ‬

هذا‭ ‬العنوان‭ ‬المثير‭ ‬كان‭ ‬موضع‭ ‬ندوة‭ ‬مهمة‭ ‬استمتعت‭ ‬بها‭ ‬وعقدت‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬معرض‭ ‬أبو‭ ‬ظبى‭ ‬الدولى‭ ‬للكتاب‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬توماس‭ ‬كوكس‭ ‬المدير‭ ‬الادارى‭ ‬لشركة‭ ‬أرق‭ ‬ووركس،‭ ‬ود‭. ‬أسامه‭ ‬إمام‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬جامعة‭ ‬حلوان،‭ ‬وعمار‭ ‬مرداوى‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذى‭ ‬لمنصة‭ ‬رفوف‭ ‬وأدارها‭ ‬د‭.‬إيهاب‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬وحدة‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭  ‬بمركز‭ ‬المستقبل‭ ‬للأبحاث‭.. ‬فماذا‭ ‬قالوا‭ ‬؟

قال‭ ‬مرداوى‭ ‬إن‭ ‬الاستخدامات‭ ‬الأولية‭ ‬لوقت‭ ‬قريب‭ ‬كانت‭ ‬محصورة‭ ‬فى‭ ‬التدقيق‭ ‬الإملائى‭ ‬واللغوى‭ ‬وتنسيق‭ ‬الكتب‭ ‬ورسم‭ ‬الأغلفة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬بعض‭ ‬المعلومات،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعى‭ ‬بدقة‭ ‬وبتكلفة‭ ‬أقل،‭ ‬ولكن‭ ‬الدور‭ ‬الأهم‭ ‬فى‭ ‬رأيى‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬وإثراء‭ ‬البيانات‭ ‬الوصفية‭ ‬لأنها‭ ‬تحدد‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬ممكنة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المستهلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬تقليل‭ ‬التكلفة‭ ‬والاستغناء‭ ‬عن‭ ‬موظفين‭ ‬أنت‭ ‬كنت‭ ‬مضطراً‭ ‬لتشغيلهم‭ ‬للقيام‭ ‬بهذه‭ ‬المهام‭.‬

د‭. ‬أسامة‭ ‬خليفة‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬رأى‭ ‬مختلف‭ ‬بقوله‭: ‬عندما‭ ‬نصف‭ ‬إنساناً‭ ‬بأنه‭ ‬ذكى‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬نعقب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بتحديد‭ ‬نوع‭ ‬الذكاء‭ ‬الذى‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬ونعدد‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬تجعلنا‭ ‬نحكم‭ ‬هذا‭ ‬الحكم،‭ ‬فالطبيب‭ ‬الشاطرلأنه‭ ‬ماهر‭ ‬فى‭ ‬تحديد‭ ‬المرض‭ ‬ووصف‭ ‬العلاج‭ ‬نتيجة‭ ‬خبراته‭ ‬ودراساته‭ ‬المتراكمة‭ ‬التى‭ ‬تفاعلت‭ ‬كلها‭ ‬فى‭ ‬عقله‭ ‬حتى‭ ‬أصبحنا‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬الطبيب‭ ‬الماهر،‭ ‬فماذا‭ ‬لوكانت‭ ‬لدينا‭ ‬آلة‭ ‬عندها‭ ‬نفس‭ ‬هذه‭ ‬المهارة‭ ‬التى‭ ‬لدى‭ ‬الطبيب‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬آلاف‭  ‬الأطباء‭ ‬المهرة‭ ‬أمثاله‭ ‬؟‭! ‬هذا‭ ‬ببساطة‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتيحه‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬حيث‭ ‬أصبحنا‭ ‬باستخدام‭ ‬الخوادم‭ ‬والسيرفرات‭  ‬أمام‭ ‬كم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬التى‭ ‬تخضع‭ ‬للتدقيق‭ ‬والمقارنة‭ ‬لتخرج‭ ‬بحل‭ ‬للمشكلات‭ ‬القابلة‭ ‬للقياس‭ ‬؟

‭" ‬شات‭ ‬جى‭ ‬بى‭ ‬تى‭ " ‬يعطيك‭ ‬الإجابة‭ ‬بما‭ ‬أتيح‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬معلومات،هو‭ ‬مثل‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولكنه‭ ‬أشطر‭ ‬منه‭ ‬فى‭ ‬جمع‭ ‬هائل‭ ‬للمعلومات‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬قياسى،ولكن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المدخل‭ ‬خاطئا‭ ‬فسوف‭ ‬يعطيك‭ ‬مدخلا‭ ‬خاطئا‭.. ‬مثلا‭ ‬أنا‭ ‬سألت‭ (‬الكلام‭ ‬للدكتور‭ ‬أسامة‭ ) ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬عن‭ ‬اسم‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬الحالى‭ ‬لجامعة‭ ‬حلوان‭ ‬أعطى‭ ‬اسما‭ ‬غير‭ ‬اسمى،‭ ‬هو‭ ‬أتى‭ ‬بهذه‭ ‬الإجابة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معلومات‭ ‬خاطئة‭ ‬لأحد‭ ‬مستخدمى‭ ‬الإنترنت‭ ‬الذى‭ ‬أفتى‭ ‬بغير‭ ‬علم‭. ‬

ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬أننا‭ ‬كناشرين‭ ‬وككتاب‭ ‬ومبدعين‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نستعد‭ ‬للتغيير‭ ‬الجذرى‭ ‬الذى‭ ‬ستحدثه‭ ‬برامج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬أمثال‭ " ‬تشات‭ ‬جى‭ ‬بى‭ ‬تى‭ " ‬فهى‭ ‬تتميز‭ ‬بقدرة‭ ‬لا‭ ‬نهائية‭ ‬وغير‭ ‬محدودة‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬الكتب‭ ‬المتاحة‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬قياسى،‭ ‬ولكنه‭  ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬سيقف‭ ‬عاجزا‭ ‬أمام‭ ‬تحليل‭ ‬المشاعر‭ ‬الإنسانية‭ ‬للمؤلف،‭ ‬قد‭ ‬يؤلف‭ ‬قصة‭ ‬لها‭ ‬مقدمة‭ ‬ووسط‭ ‬وخاتمة،ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬المشاعر‭ ‬والتجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬للمبدع،كيف‭ ‬سيختلقها‭ ‬أو‭ ‬يبتكرها‭ ‬برنامج‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬خبرات‭ ‬إنسانية‭ ‬متراكمة؟‭ ‬هل‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يبدع‭ ‬لنا‭ ‬شيئا‭ ‬مثل‭ ‬بين‭ ‬القصرين‭ ‬لنجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬؟‭ ‬

بالطبع‭ ‬مستحيل‭ ‬لأن‭ ‬المبدع‭ ‬يبدع‭ ‬بفكره‭ ‬ووجدانه‭ ‬وتجاربه‭ ‬وخبراته‭ ‬الإنسانية‭ ‬وليس‭ ‬بعدد‭ ‬ماقرأ‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬فقط،‭ ‬الكاتب‭ ‬له‭ ‬هوية‭ ‬ومذاق‭ ‬وروح‭ ‬فى‭ ‬كتابته،‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬ومهما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬علمى‭ ‬سيفشل‭ ‬فيها‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى،‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬المؤلف‭ ‬فى‭ ‬كم‭ ‬المعلومات‭ ‬التى‭ ‬يتيحها‭ ‬له،‭ ‬وقد‭ ‬يتيح‭ ‬له‭ ‬مسودات،‭ ‬ويتيح‭ ‬له‭ ‬أسراراً‭ ‬خاصة‭ ‬بكل‭ ‬مهنة‭ ‬وسمات‭  ‬من‭ ‬يقومون‭ ‬بها‭ ‬بحيث‭ ‬اذا‭ ‬كتب‭ ‬يكتب‭ ‬شيئا‭ ‬له‭ ‬قيمة‭ ‬ويعتد‭ ‬به،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يبقى‭ ‬بلا‭ ‬قيمة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الموهبة‭ ‬الإبداعية‭ ‬التى‭ ‬يمنحها‭ ‬الله‭ ‬لمبدع‭ ‬ومفكر‭ ‬دون‭ ‬آخر‭ ‬والتى‭ ‬تمثل‭ ‬بصمته‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬تجعل‭ ‬القراء‭ ‬يقبلون‭ ‬على‭ ‬كاتب‭ ‬دون‭ ‬آخر‭.‬

هل‭ ‬هذا‭ ‬يعنى‭ ‬ألا‭ ‬نلتفت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يروج‭ ‬عن‭ ‬خطر‭ ‬الـ‭   ‬AI‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬النشر‭ ‬؟

العكس‭ ‬هو‭ ‬الصحيح‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يلتفت‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬منافس‭ ‬شرش‭ ‬دخل‭ ‬السوق،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الالتفات‭ ‬مبكراً‭ ‬لما‭ ‬سيحدث‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬سوف‭ ‬تثار‭ ‬قريبا‭ ‬؟

كيف‭ ‬؟

علمياً‭ ‬هناك‭ ‬ظاهرة‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العلمية‭ ‬اسمها‭  ‬‮«‬انتحال‭ ‬العلم‮»‬‭ ‬كأن‭ ‬يقتبس‭ ‬باحث‭ ‬من‭ ‬بحث‭ ‬من‭ ‬سبقه،ونسبة‭ ‬الاقتباس‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تحدد‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اقتبس‭ ‬أم‭ ‬سرق‭ ‬جهد‭ ‬غيره‭ ‬ونسبه‭ ‬زورا‭ ‬وبهتانا‭ ‬لنفسه‭.. ‬الخطورة‭ ‬أن‭ " ‬تشات‭ ‬جى‭ ‬بى‭ ‬تى‭ " ‬لديه‭ ‬إمكانية‭ ‬معالجة‭ ‬الاقتباس،‭ ‬والقيام‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬محواً‭ ‬لأدلة‭ ‬الجريمة‭ ‬بأسلوب‭ ‬علمى‭ ‬اسمه‭  ‬‮«‬ريفريزنج‮»‬‭  ‬بالتدخل‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬المحتوى،‭  ‬ولكن‭ ‬ولأن‭ ‬العلم‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬دكتور‭ ‬أسامة‭ ‬فهناك‭ ‬بالتأكيد‭ ‬برامج‭ ‬سوف‭ ‬تكتشف‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬لتزوير‭ ‬الأدلة‭ ‬والمستمسكات‭.. ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ينتبه‭ ‬الناشر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬فى‭ ‬متاهة‭ ‬ويجد‭ ‬نفسه‭ ‬ملاحقاً‭ ‬قضائياً‭ ‬لنشره‭ ‬محتوى‭ ‬يكتشف‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬أنه‭ ‬مفتبس‭ ‬وخضع‭ ‬لتقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬؟

ولكن‭ ‬هل‭ ‬يخضع‭ ‬المنتج‭ ‬الذى‭ ‬ينتج‭ ‬بتقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الإصطناعى‭ ‬للحماية‭ ‬الفكرية‭ ‬؟

الكاتب‭ ‬الذكى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يوظف‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬زيادة‭ ‬مصادره‭ ‬وأبحاثه‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هويته‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬ستبقى‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭  ‬وقصور‭ ‬لدى‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬الذى‭  ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬وظائف‭ ‬الإنسان‭ ‬ولكنه‭ ‬سيكون‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستخدمه‭.‬

على‭ ‬الناشرين‭ ‬أن‭ ‬يستعدوا‭ ‬لهذا‭ ‬الضيف‭ ‬الجديد‭ ‬ولمتخذ‭ ‬القرار‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يشرع‭ ‬قوانين‭ ‬واضحة‭ ‬تحافظ‭  ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬مبدعيها‭ ‬لأن‭ ‬المعلومة‭ ‬كنز‭ ‬والمبدعين‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬كنوز‭ ‬والتراث‭ ‬الخاص‭ ‬منجم،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬أخلاقيات‭ ‬وضوابط‭ ‬للمهنة‭. ‬

لحسن‭ ‬الحظ‭ ‬أننا‭ ‬فى‭ ‬عالمنا‭ ‬العربى‭ ‬مازال‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬بداياته‭ ‬لضعف‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬الموجه‭ ‬بالعربية‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬يخاطب‭ ‬سوقا‭ ‬كبيرة‭ ‬قوامها‭ ‬350‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬ضرورة‭ ‬التحرك‭ ‬المبكر‭.‬

نعود‭ ‬لما‭ ‬ستحدثه‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬من‭ ‬إشكاليات‭ ‬يقول‭- ‬عمار‭ ‬مرداوى‭ ‬هناك‭ ‬قضية‭ ‬شهيرة‭ ‬تتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬لمجموعة‭ ‬صور‭ ‬أنتجت‭ ‬بتكنولوجيا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فكان‭ ‬هناك‭ ‬رفض‭ ‬لمنح‭ ‬الملكية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬نتاج‭ ‬آلة،‭ ‬ولكن‭ ‬المحامى‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬المدخلات‭ ‬التى‭ ‬قام‭ ‬بإدخالها‭ ‬صاحب‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬للكمبيوتر‭ ‬كانت‭ ‬مؤثرة‭ ‬وحيوية‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إنتاجه‭ ‬لذلك‭ ‬تخضع‭ ‬للملكية‭ ‬الفكرية‭.‬

وفى‭ ‬15‭ ‬مارس‭ ‬الماضى‭ ‬أصدر‭ ‬مكتب‭ ‬حقوق‭ ‬الطبع‭ ‬والنشر‭ ‬الأمريكى‭ ‬بيانا‭ ‬قال‭ ‬فيه‭ ‬إن‭ ‬المحتوى‭ ‬الذى‭ ‬سيتم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬عبر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يخضع‭ ‬لحماية‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬وبحكم‭ ‬القانون‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مدخلات‭ ‬واضحة‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬وفق‭ ‬ثلاثة‭ ‬معايير‭ ‬هى‭ : ‬مدى‭ ‬مساهمة‭ ‬المؤلف‭ ‬البشرى‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬النهائى‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬المدخلات‭ ‬التى‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬تم‭ ‬إنتاج‭ ‬النص‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تعديلات‭ ‬أو‭ ‬مساهمة‭ ‬فى‭ ‬التأليف‭ ‬أو‭ ‬وضع‭ ‬صورة‭... ‬إلخ‭... ‬العالم‭ ‬منشغل‭ ‬بهذه‭ ‬القضايا‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬وفى‭ ‬2018‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬كتاب‭ ‬مصور‭ ‬يتضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬صور‭ ‬تم‭ ‬إنتاجها‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬التجارب‭ ‬فى‭ ‬طورها‭ ‬الأول‭ ‬وفشلوا‭ ‬فى‭ ‬منحه‭ ‬حقوق‭ ‬ملكية‭ ‬فكرية‭ ‬الأمر‭ ‬اختلف‭ ‬الآن‭ ‬وأصبح‭ ‬هناك‭ ‬أول‭ ‬كتاب‭ ‬مصور‭ ‬للأطفال‭ ‬منتج‭ ‬بتكنولوجيا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى‭ ‬يخضع‭ ‬للحماية‭ ‬الفكرية‭  ‬معها‭ ‬نص‭ ‬صغير‭ ‬مصاحب‭ ‬لكل‭ ‬صورة‭.. ‬هذه‭ ‬المعايير‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬منتج‭ ‬إبداعى‭ ‬من‭ ‬الموسيقى‭ ‬إلى‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلى،‭ ‬لذلك‭ ‬الأمر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الحوارات‭ ‬التى‭ ‬تشارك‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية،‭ ‬حتى‭ ‬المستخدم‭.‬

•‭ ‬الدورة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لمعرض‭ ‬أبو‭ ‬ظبى‭ ‬الدولى‭ ‬للكتاب‭ ‬الذى‭ ‬ينظمه‭ ‬مركز‭ ‬دبى‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬بقيادة‭ ‬الدكتور‭ ‬تميم‭ ‬بن‭ ‬على‭ ‬خطات‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬هى‭ ‬خطوة‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬قفزة‭ ‬تسعى‭ ‬بها‭ ‬أبو‭ ‬ظبى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مؤثرة‭ ‬فى‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة،‭ ‬ولا‭ ‬تبقى‭ ‬فقط‭ ‬العاصمة‭ ‬السياسية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭.. ‬ما‭ ‬أعظم‭ ‬التنافس‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ .‬

[email protected]