من القاهرة

أحمد عزت يكتب: روح جديدة

أحمد عزت
أحمد عزت

يسير الشرق الأوسط نحو التهدئة والتقارب والتفاهم بين أقطابه فى مرحلة نادرة ربما لم تشهدها المنطقة منذ عقود. 

وللتاريخ، فيحسب للعواصم الإقليمية الفاعلة وجود الإرادة الحقيقية لتجاوز إرث سنوات المواجهة والصدام، أو البرود والفتور أحيانا، والتى انعكست فى علاقات هذه الدول ببعضها البعض، أو على أزمات الإقليم بسبب حالة الاستقطاب والنفوذ التى تمارسها دول المنطقة الكبرى عبر وكلائها فى مناطق الصراع. 

وللتاريخ أيضا، فلا يمكن إنكار الأدوار المحمودة لكل من سلطنة عمان والعراق، وصولا إلى تلك الحالة التى تتجه إليها المنطقة من تهدئة وتقارب وتفاهم. 

تملك السلطنة إرثا من الحياد الإيجابى عبر السنين، ولطالما كانت وسيطا أمينا موثوقا فى أدواره ومواقفه، سواء بين دول الإقليم وبعضها، أو بين عواصم المنطقة والغرب، كون مسقط لا تبغى سوى صالح المنطقة وشعوبها. 

أما العراق، فقد استغل ما كان يؤخذ عليه باعتباره ساحة للصراع الإقليمي والنفوذ، ليتحول إلى وسيط خير، لا يتردد عن بذل كل ما فى استطاعته لتقريب الرؤى والمواقف والعلاقات. 

حل سلطان عمان هيثم بن طارق ضيفا مكرما على أرض مصر، بعد أيام قليلة من انتهاء القمة العربية بجدة، والتى لم يحضرها، وقد بدأت بشائر زيارته فى رسائل إيجابية سوف يجرى الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة. 

أما رئيس تيار الحكمة العراقى عمار الحكيم، فكانت زيارته للقاهرة هى الأخرى تأكيدا على أن مساحات التوافق أكبر من رقعة الاختلاف.