قصة أغنية

عبدالصبور بدر يكتب: زي الهوا

عبدالصبور بدر
عبدالصبور بدر

1005 أعوام بالتمام والكمال تفصل بين وفاة أبو الطيب المتنبى أشهر شعراء العرب وأغنية «زى الهوا» لعبد الحليم حافظ، فترة طويلة من الزمن لم تجعل العندليب يشعر بالذنب وهو يسطو على الملكية الفكرية للمتنبى بالتواطؤ من الشاعر الغنائى محمد حمزة فى تلك الأغنية التى صدرت يوم 26 أبريل سنة 1970.. إليك القصة:
كان حمزة مغرما بالمتنبى، وكلما كرر جملة «قبض الريح» التى ذكرها الأخير فى قصيدة من قصائده أمام عبد الحليم يشعر العندليب بالغضب لأنه يريد أن يغنيها، ولكن بالعامية!

ظل حمزة ستة أشهر يحاول تحقيق رغبة العندليب، و«نحت» الكلمتين، أو بلغة أكثر تهذيبا ترجمتهما إلى العامية، وعبد الحليم ينتظر الولادة المتعسرة، إلى أن استطاع محمد حمزة فى النهاية «فك» الكلمتين الثقيلتين بالفصحى إلى ثلاث كلمات بالعامية حين سمعها حليم طار من الفرحة، وربما أثنى على صديقه حمزة وأسبغ عليه صفات العبقرية والنبوغ، أما الكلمات الثلاث فهى «ماسك الهوا بإديه» التى رددها الجميع حين سمعها من حليم وهو يغنيها فى «زى الهوا» فى حين لم يكن للمتنبى ورثة يرفعون قضية ويطالبون عبد الحليم وحمزة بالتعويض!

مهلا.. عبد الحليم لم يكن الوحيد الذى سرق الكلمتين الساحرتين من المتنبى، فعلها من قبل الكاتب عبد القادر المازني، بأن جعلهما عنوانا مباشرا (بدون تحريف) لأحد كتبه الذى صدر قبل ميلاد العندليب بعامين كاملين.