..الخوف شعور إنساني طبيعي يمر به أي شخص مهما كان عمره أو جنسه أوطبيعة شخصيته.
ليس هناك إنسان لا يخاف، والفارق الوحيد بين البشر هو نوعية الخوف نفسه.
فهناك من يخاف من الفقر، وهناك من يخاف من المرض، وهناك من ترتعد فرائصه عند ذكر الموت.
وهناك من تشعر بالرعب عندما يشير أحد الى التجاعيد التي بدأت تزحف إلى وجهها.
هناك من يخاف من الوحدة وهناك من تخشى الظلام ، وهناك من يعتبر الموت أهون من ركوب الطائرات.
يعني بالمختصر المفيد كل البشر بيخافوا مع اختلاف اسم «البعبع» اللي بيخافوا منه.
وهنا يبقى السؤال الازلي .. طالما كلنا بنخاف يبقى ليه ما بنختشيش؟!
للاسف كل إنسان بيخاف من حاجة لا يبذل أي مجهود لتجنب الحاجة دي وكل ما يفعله هو الاستسلام لمخاوفه دون مواجهتها.
فمن يخشى المرض لا يقوم بما هو ضروري لتجنبه ويمارس أسوأ العادات مثل السهر والتدخين وتناول الاطعمة الضارة وعدم ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة.
يعني بيموت ببطء رغم أن الحل في يده باتباع كل ماهو صحي والابتعاد عن كل ما هو ضار.
ومن يخشى الفقر لا يجتهد في عمله بحثًا عن إثبات الوجود والترقي والوصول لأعلى المناصب التي تكفل له الدخل المادي الكافي لتجنب الفقر والعوز.
بدلا من إهدار عمرك في التحسر على ما فاتك وتوجيه عيون الحسد لكل نعمة في يد غيرك إبحث عن عمل اضافي أو مجال جديد مختلف يحسن دخلك ويجنبك مذلة الفقر.
من تخشى الشيخوخة وتتشبث بثوب الشباب لاتؤمن بطبيعة الحياة وأن هناك مراحل عمرية لابد أن يمر بها الجميع تبدأ بالطفولة والصبا مرورًا بالمراهقة والشباب ثم مرحلة النضج في منتصف العمر وانتهاءً بالشيخوخة.
كلنا هنكبر ونعجز، ولكن الذكي من يستمتع بكل مرحلة من مراحل عمره ويفعل فيها الاشياء المحببة الى قلبه ويؤمن أن لكل عمر جماله.
في النهاية عايز اقول «أنا مش ضد الخوف» ، بالعكس لازم نخاف عشان نقدر نعيش .. نخاف عشان نبني مش نهد.
لازم نخاف من المرض عشان نتعلم نحافظ على صحتنا.
لازم نخاف من بكرة عشان نعمل حسابه.
لازم نخاف من الفقر عشان نشتغل بذمة وضمير.
لازم نخاف على ولادنا عشان نقدر نبني مستقبل يحميهم ويأمنهم.
لازم نخاف من ربنا عشان نتقيه في كل تصرفاتنا وتعاملاتنا .
لازم نخاف من ربنا عشان نبطل كدب ونفاق وانانية وحقد.
لازم نخاف من النار عشان ندخل الجنة ، لان اللي ما بيخافش من النار عمره ما هيعمل اللي يدخله الجنة.
الأهم من كل ده لازم نتعلم اننا لما نخاف لازم كمان نختشي .. أيوه لازم نختشي شويه على دمنا ، عشان ما يجيش وقت ويقولوا «اللي اختشوا ماتوا».
«خاف» من غير ماتخاف ان حد يقول عليك خواف .
«خاف» .. بس زي ما قولت لك .. لازم تختشي.
