ياسر الطوبجي: ضحك الجمهور الإيراد الحقيقي للمسرح

ياسر الطوبجي
ياسر الطوبجي

■ كتبت: آية محمد عبدالمقصود

ياسر الطوبجي فنان له لون مختلف فى لون الكوميديا، ربما لا يشبه أحدًا، له منطقة مختلفة فى الضحك كانت سبب نجاحه واختلافه وتميزه، فكان ترشيحه لإدارة المسرح الكوميدي على وجه التحديد اختيار صائب من قبل المختصين، من هنا تفجرت الضحكات وتعالت الأصوات فى مسرح ميامي الذى أعاد إنارة أضواءه منذ عده أشهر فقط بالعرض المسرحى الكوميدى “طيب وأمير” إخراج محمد جبر وتأليف احمد الملوانى، ليثبت للجميع أن هناك فنانون “ دماغهم ألماظ “.. يكشف لنا ياسر الطوبجى مدير المسرح الكوميدى خلال السطور التالية عن فلسفته الجديدة فى إدارة الفرقة وإعادة إحياء التراث الكوميدي من جديد بشكل معاصر.

◄ حدثننى عن تجربتك فى إدارة فرقة المسرح الكوميدي ؟ 
عندما شرفت بإدارة المسرح الكوميدى بعد ترشيح الأب الروحي لنا جميعا المخرج خالد جلال، فرحت وتحمست بشكل كبير “لأنها جاية فى ملعبى” ، وكانت هناك تحديات كثيرة أمامى، من أهمها المعايير التى أعمل بها، وهذا أصابني بالقلق لأنها المرة الأولى التى أتولى فيها إدارة مسرح، وهى من وجهة نظرى مسؤولية كبيرة، ولكن كان لتشجيع خالد جلال أثر كبير فى نفسى، ففى البداية قمت بقراءة المشروعات والعروض المسرحية، لأن هذا بالنسبة لى أهم شئ، ومن وجهة نظرى أن أهم شئ فى العمل الفنى هو “الورق” وهو ما يحمس بنسبة كبيرة على الإبداع، ولكن المشروعات التى كانت موجودة فى المسرح لم ترضى طموحي فى البداية، فأصبحت لا أمتلك أية مشروعات لعروض مسرحية، وبالصدفة فى هذا التوقيت كنت أقوم بتصوير مسلسل “الضاحك الباكى”، وكنت أقوم بدور بديع خيري، ربما تأثرت بالشخصية إلى حد كبير، وعندما كنت أقوم بعمل بحث عن الشخصية توقفت عند فترة تألق الفنان الكبير نجيب الريحاني وبديع خيرى، وتألق ونجاح أعمالهما سويًا، وأعجبت جدا بهذه الفكرة، وبالفعل قمنا بالعمل على تيمة “الشبيهة” التى قدمت من قبل فى فيلم “سلامة فى خير”، وهى فى الأصل مقتبسة من عمل مسرحى فرنسى بعنوان “الزائرون” وبالفعل قمنا بتنفيذ العرض المسرحي “طيب وأمير” بشكل معاصر يقدم للشباب، وتحمس معى كلا من المخرج الشاب محمد جبر والمؤلف أحمد الملوانى لتقديم العرض الذى حقق نجاح كبير.

◄ اقرأ أيضًا | مسرحية جديدة تجمع مكي وأحمد حلمي وبيومي فؤاد

◄ ما هى التحديات والصعوبات التى واجهتك حتى الآن ؟ 
عدم وجود نصوص جيدة هى أحد أهم وأكبر التحديات التى يواجهها المسرح المصري بشكل عام وليس المسرح الكوميدى فقط، فهناك أزمة منذ فترة كبيرة فى كتابة اللون الكوميدى، وهذا ليس فى المسرح فقط بل أيضا فى السينما والتليفزيون، وهو تحدى كبير نواجهه، فأنا ضد فكرة “الاستسهال”، فلابد أن يكون العمل بشكل عام “متعوب عليه”، بالإضافة إلى أن كتابة الكوميديا تعتبر فخ كبير، أما عن الصعوبات والتحديات المالية من الصعب المقارنة بين مسرح الدولة والمسرح التجارى من الناحية المادية تحديدا، لأننى فى النهاية مرتبط بلوائح ونظم وقوانين وإمكانيات مادية، ولكن نحاول بقدر الإمكان أن تكون العروض مشرفة وجيدة، ولكن هى فى النهاية الصعوبة تكمن فى الأجور الخاصة بالفنانين، ولكن “أنا مش بضحك على حد” وأصارح بذلك لأى فنان يتعاون معنا، فأنا من الممكن أن أضحى بجزء من الماديات فى سبيل هذا الشرف وهذا العطاء فى المسرح الكوميدى، وتقديم عمل فنى جيد لهذا الكم من الجمهور. 

◄ وفى رأيك ما السبب الرئيسي وراء النجاح الكبير الذى حققه عرض “طيب وأمير” ؟ 
السبب الأول هو توفيق من الله سبحان وتعالى، وثانيا الجهد الكبير المبذول فى العمل والالتفاف وراء الكبيرة والصغيرة فى العرض، “كلنا كنا عارفين إننا هننجح لأننا عملنا كل اللى علينا” والباقى توفيق ربنا، بالإضافة إلى بث الروح عند فريق العمل ككل، ولدى قناعة شخصية وأيضًا أحد الأسباب الرئيسية فى تقديمى للكوميديا هو أننا بخلاف تقديمنا لعمل فنى “إحنا بنعمل ثواب كبير”، فالضحك والكوميديا تعتبر نعمة كبيرة، وهى إدخال السرور والبهجة على قلوب الجمهور وقت العرض، وأرى أن الكوميديا هى علاج سلوكى ومجتمعى ونفسى. 

◄ لاحظنا تواجدك فى كل ليلة عرض فى  المسرح، ما السبب ؟ 
أعتبر المسرح الكوميدى “ابنى”، فأنا مشارك وشاهد على هذا الابداع ولست مديرًا فقط، فأنا مسؤول عن العملية الانتاجية والإبداعية، والتحدى الذى أمامى دائما هو المحافظة على مستوى معين من الجودة، والعودة بالمسرح الكوميدى إلى مستواه الحقيقى، وهذا لن يتحقق إلا مع شخص لدية الحكم والمعيار ومتداخل فى العملية الفنية والإبداعية، فأنا فى الأساس فنان ولست إداريًا، والضحك الذى أسمعه يوميًا فى صالة العرض هو الإيراد الحقيقى بالنسبة لي . 

◄ هل يشترط على من يدير المسرح الكوميدى على وجه التحديد أن يكون فنان كوميدى ؟ 
بالطبع، فمن وجهة نظرى الشخصية أن المسرح الكوميدى لابد أن يديره “كوميديان”، وإلا كيف سيحكم على العمل ؟، بالإضافة إلى أن هناك خيط رفيع بين الكوميديا والاستظراف، فلابد أن يكون هناك فنان لديه الخبرة بهذا الخيط الرفيع كى يخرح عمل كوميدى متكامل بالشكل الحقيقى وليس المتعارف عليه “وأن تكون دى شغلته “.

◄ هل من الممكن أن نراك أحد الأبطال على خشبة المسرح الكوميدى قريبا ؟ 
من الممكن طبعا، ولكن ليست فى التجربة الأولى، وسيكون إهداء منى للمسرح سواء بالتمثيل أو الإخراج إذا لفت نظرى أحد العروض التى ستقدم فى الفترة القادمة. 

◄ بعيدا عن الإدارة.. ما الدور الذى تتمنى تقديمه سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون ؟ 
هناك شخصيات كثيرة أتمنى تقديمها فى مشوارى الفنى ، “ الفنان لو استكفى يبقى مات “، والفنان ليس له سن إعتزال طالما هناك عمر، “مش هبطل تمثيل “ والفنان طماع يريد ان يقدم كل الأدوار وليس دور او شخصية بعينها. 

◄ ما هو جديد المسرح الكوميدى فى الفترة القادمة ؟ 
مستمرين فى البحث عن التراث الكوميدى وإحياءه مرة أخرى بشكل معاصر للأجيال الحديثة، ومن المفترض أن يكون هناك عرض عن تراث “أبو السعود الإبيارى” بثوب جديد ، وهناك أيضا عروض ذات الفصل الواحد ستقدم على المسرح العائم، حيث نبدأ بعرض يحمل عنوان “يوم عاصف جدا”.


 

;