فواصل

القرن الصينى

أسامة عجاج
أسامة عجاج

دفعتنى مشاركتى فى الحفل الذى أقامته سفارة الصين فى القاهرة، نهاية الأسبوع الماضي، لتعزيز صداقاتها مع وسائل الإعلام،لرصد بعض الأفكار محل البحث لدى منذ فترة ليست قصيرة، بأننا فى الطريق لأن نعيش (قرنا صينيا) بامتياز، وقد لا يتعدى الأمر النصف الثانى منه ، فنحن أمام قوة صاعدة، تبنى مشروعها على أسس ومبادرات، يتم تنفيذها عبر خطط زمنية واضحة، أشهرها مبادرة الحزام والطريق، والتى تم الإعلان عنها فى ٢٠١٣ ، وتربط بين الصين والدول عبر أوراسيا ومنطقة المحيط الهندي، وهى المبادرة السياسية الأكثر أهمية التى اتخذتها بكين منذ بروزها كقوة، لها مصالح عالمية، ووقعت الصين اتفاقيات مع ٦٠ دولة على مشاريع فى هذا الإطار، وفق خمس أولويات للتعاون وتطوير العلاقات مع الدول المشاركة فى المبادرة، وهى التنسيق السياسي، وربط المرافق والتجارة دون عوائق، والتكامل المالى والروابط بين الشعوب، ووصل حجم ماتم إنفاقه عليها فعليا، أكثر من ٢٠٠ مليار دولار، وتتوقع مراكز أبحاث اقتصادية أن تصبح الصين أكبر اقتصاد عالمى بعد سنوات قليلة، متفوقة على الاقتصاد الأمريكي، خاصة مع ارتفاع نسب النمو فى الاقتصاد الصيني، فى مقابل أزمة اقتصادية حادة تواجه أمريكا ، تم ترحيلها بالإتفاق الأخير من حيث المبدأ ، الذى وقعه بايدن ورئيس مجلس النواب كيفين ماكارثي، على صفقة لرفع سقف الديون لمدة عامين، فى تطور إنقاذ البلاد بشكل مؤقت من التخلف عن السداد، ويذكر للصين حرصها الشديد فى تحركاتها على صعيد الاشتباك مع القضايا السياسية، مع تحقيق انجازات مهمة كل فترة، آخرها رعاية اتفاق المصالحة بين السعودية وإيران، يضاف إلى ذلك قدرتها الشديدة على ضبط النفس، أمام الاستفزازات الأمريكية ومحاولات واشنطن جرها لصراع عسكرى بالوكالة، بطرق شتي، على عكس روسيا التى دخلت معترك الحرب فى أوكرانيا،وتواجه صعوبة فى الخروج منها منتصرة ، مع الاستنزاف الشديد على الصعيد الاقتصادي، والذى وصل فى احصائيات حديثة أن خسائرها خلال عام ،وصلت إلى ٨٢ مليار دولار أى مايمثل ربع الناتج المحلى لروسيا، ناهيك عن قدرة أوكرانيا على الوصول للعمق الروسي، ومنه استهداف الكرملين رمز الامبراطورية الروسية، بطائرات مسيرة.