«البرنسيسة» عاشت هنا| حكاية عزبة بالفيوم عمرها 118 سنة سكنتها ابنة عم الملك

«البرنسيسة» عاشت هنا
«البرنسيسة» عاشت هنا

عزبة صغيرة يسكنها حوالى ١٥٠٠ نسمة، تقع بقرية كفر محفوظ فى طامية بالفيوم، سكنتها الأميرة منيرة حمدى ابنة الأمير محمود حمدى نجل الخديو إسماعيل ابنة عم الملك فاروق، وسميت العزبة على اسمها «عزبة البرنسيسة» بعدما سكنتها عام ١٩٠٥ وعاشت فيها عدة سنوات .

واستقدمت المزارعين لزراعة الأراضى واستصلاحها بعد أن كانت عبارة عن صحراء جرداء حتى سكن هذه العزبة فى عهدها ٢٣ أسرة، وأقامت استراحة لها مازالت موجودة حتى وقتنا هذا، وأدخلت الكهرباء فى هذه العزبة الصغيرة التى لا يعرفها الكثير لتصبح من أوائل العزب فى الفيوم التى يدخلها الكهرباء، ومن أوائل العزب التى تحول لونها من الأصفر إلى الأخضر بفعل الزراعة والاستصلاح.

الحاج محمود سنوسى (٨٥ سنة) من أهالى عزبة البرنسيسة، يقول إن الأميرة منيرة حمدى حفيدة الخديو إسماعيل باشا وهى ابنة الأمير محمود حمدى بن الخديو إسماعيل ووالدتها الأميرة زينب إلهامى باشا حفيدة والى مصر عباس باشا حلمى الأول، والأميرة منيرة ابنة عم الملك فاروق وابنة عم وابنة خالة الخديو عباس حلمى الثانى وهى فى الأصل وحيدة والديها، جاءت إلى قرية كفر محفوظ وتحديدا عزبة سميت باسمها البرنسيسة كانت صحراء جرداء، واستوطنت فيها وأدخلت فيها الكهرباء لتكون من أوائل العزب بالفيوم التى يدخلها الكهرباء عن طريق مولد كهرباء كبير، واستقدمت المزارعين لاستصلاح الأراضى الزراعية حتى عاش فى العزبة عام ١٩١٠ ما يقرب من ٢٣ أسرة كانوا يزرعون ويقيمون فى عزبة البرنسيسة التى أحبتهم وأحبوها، مشيرا إلى أن العزبة مازال بها الاستراحة التى أقامتها البرنسيسة.

 

وكانت مكونة من طابقين وبسبب عوامل الزمن تهدم الطابق العلوى ومازال الطابق الأرضى موجودا ومبنى بالطوب الأسوانى وتم استخدام مادة تشبه الأسمنت فى ذاك الوقت لبناء هذه الاستراحة التى كانت تسكنها الأميرة منيرة حمدى، لافتا إلى أن معظم كتب التاريخ لم تذكر كثيرا الأميرة منيرة حمدى ولكنها كانت رائدة فى مجال الزراعة واستطاعت أن تحول الصحراء الجرداء إلى بساتين من اللون الأخضر والزروع ولذلك كان لها مكانة كبيرة فى قلوب أهالى البرنسيسة قديما، لافتا إلى أن الاستراحة الخاصة بالأميرة أرضيتها مصنوعة من الخشب الباركية بديل البلاط والسيراميك وبداخلها شجرة توت كان يتحاكى بها الأهالى قديما وبجوار الاستراحة كان يوجد كارة مواشى كبيرة مازالت موجودة حتى الآن شاهدة على تاريخ هذه العزبة التى لا يعرفها الكثير.

ويقول عبد التواب عبد ربه أحد أهالى العزبة، أن الأميرة منيرة حمدى ولدت فى 18 يوليه 1884 وتزوجت من توحيد السلحدار الموظف بوزارة الداخلية وبدأت قصة زواجهما عام 1899 بطلب خطبة الأميرة من والدتها زينب إلهامى، وعقد الزواج فى 9 أغسطس 1901 بعد أن حصلت على موافقة الأسرة الحاكمة وذلك بحضور الشيخ سليم البشرى شيخ الأزهر وقتها.

وكان وكيل العروس السيد أحمد خيرى باشا طبقا لأوامر الخديو باتمام مراسم الزواج، وبعدها توجهت إلى الفيوم وأقامت استراحة فى عزبة البرنسيسة وقامت باستقدام المزارعين وبدأوا فى استصلاح وزراعة الأراضى الزراعية وعاشوا فيها، ومع مرور الزمن اشترى المواطنون الأراضى وأقاموا بالعزبة التى تحتاج إلى بعض الخدمات مثل رصف الطريق وإقامة مدرسة وتوصيل شبكة الإنترنت.